
وجه الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، الجيش بالرد على مصادر النيران من الحدود الشرقية والشمالية الشرقية، وذلك وسط تجدد للاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية لليوم الثاني على التوالي.
وذكرت الرئاسة اللبنانية، في منشور على منصة "إكس"، أن عون اتصل بوزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، الموجود في بروكسل، وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المُشارك في (المؤتمر التاسع لدعم مستقبل سوريا)، للعمل على معالجة المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع".
وقال الرئيس، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية، أن "ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره "، مضيفاً: "أعطيتُ توجيهاتي للجيش اللبناني بالردّ على مصادر النيران".
واتهمت وزارة الدفاع السورية، الاثنين، مجموعة تابعة لجماعة "حزب الله" اللبنانية بخطف 3 عناصر من الجيش السوري وتصفيتهم، فيما نفت الجماعة أي علاقة لها بالأحداث التي جرت على الحدود السورية اللبنانية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، الاثنين، أن جماعة "حزب الله" اللبنانية تستهدف بعدة قذائف مدفعية محطة مياه عين التنور بالريف الغربي لحمص.
ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الدفاع السورية قوله إن القوات بدأت تمشيط الأراضي والقرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية، غرب مدينة القصير، وذلك بعد "غدر" جماعة حزب الله اللبنانية بـ"3 من مقاتلينا وتصفيتهم ميدانياً أمس"، بحسب تعبيره.
وأضاف المصدر أن "الهدف من تحركاتنا على الحدود هو طرد ميليشيا حزب الله من القرى والمناطق السورية التي تتخذها كأماكن مؤقتة لعمليات التهريب وتجارة المخدرات".
وتابع أن القوات "نستهدف بالدرجة الأولى قرية حوش السيد علي السورية التي أصبحت وكراً لميليشيا حزب الله في أيام النظام البائد".
وأكد المصدر أن قوات الجيش ستستهدف تجمعات وتحركات "حزب الله" في المنطقة دعماً للعملية.
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات الجيش "طردت (حزب الله) من قرية حوش السيد علي السورية، وتبسط سيطرتها عليها بشكل كامل".
ضبط الحدود
في المقابل، قال وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى، خلال جلسة مجلس الوزراء، إنه أعطى التعليمات اللازمة للتشدد في ضبط الحدود.
وأعلن منسي تشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والمالية والأشغال والعدل من أجل "اقتراح التدابير اللازمة لضبط ومراقبة الحدود، ومكافحة التهريب ورفع المقترحات إلى مجلس الوزراء".
وذكر وزير الدفاع اللبناني أن "3 مهربين سوريين" لقوا حتفهم قبل تسليم جثثهم إلى السلطات السورية بواسطة الصليب الأحمر، لافتاً إلى أن تبادل النيران مع الجانب السوري أودى بحياة طفل و6 جرحى.
وقال وزير الدفاع اللبناني: "أتمنى تعزيز التجاوب من قبل السلطات السورية عند مخاطبتها بغية تجنب وقوع أحداث أمنية مفاجئة، أو إطلاق نار من الجانب السوري كما حصل، الأمر الذي يضطر فيه الجانب اللبناني للرد عليه حتى إسكات هذه النيران، وقد سقط بالفعل لنا طفل، و6 جرحى، إضافة إلى التهجير للسكان المدنيين العزل".
وتابع منسي: "طلبنا من الوزراء المعنيين رفع مستوى التنسيق مع السلطات السورية المختصة لبحث هذه الأمور ومعالجتها".
وأفادت وكالة "رويترز" بأن "قوات سورية تبادلت إطلاق النار مع جنود لبنانيين، وجماعات أخرى في شمال شرق لبنان الليلة الماضية وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين".
وتجددت الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية في شمال مدينة الهرمل، الاثنين، بعد تعرض بلدة حوش السيد علي لقصف من الجانب السوري، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وذكرت "رويترز" أن الجيش السوري أرسل قافلة من الجنود وعدة دبابات إلى الحدود، الاثنين. وأطلقت القوات السورية النار في الهواء أثناء مرورها عبر البلدات في طريقها إلى الحدود.
وقال ماهر الزيواني، وهو قائد فرقة من الجيش السوري تنتشر على الحدود، إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت لدعم المواقع على الحدود السورية اللبنانية ومنع أي انتهاكات في الأيام المقبلة".
وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان أوردته الوكالة الرسمية "سانا"، الاثنين، إن "مجموعة من حزب الله خطفت عبر كمين 3 من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية".
وفي رده على البيان السوري، نفى "حزب الله" في بيان "ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية"، وفق ما أوردت "الوكالة اللبنانية للإعلام".