
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن "تطلعه الشديد" لإجراء محادثات، الثلاثاء، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على العديد من بنود الاتفاق النهائي (وقف إطلاق النار)، لكن بقي الكثير"، وذلك فيما تثير مسألة "تقاسم الأصول" مخاوف من إمكانية التضحية بمصالح كييف.
وكتب ترمب في منشور على منصة Truth Social، الاثنين، أن "آلاف الجنود الشباب وغيرهم يقتلون. يُقتل كل أسبوع 2500 جندي من كلا الجانبين"، داعياً إلى ضرورة "إنهاء هذا الوضع الآن".
وقبل نحو أسبوعين، اقترح الرئيس الأميركي هدنة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، وهو ما وافقت عليه كييف خلال محادثات أميركية- أوكرانية استضافتها مدينة جدة السعودية، الثلاثاء الماضي، فيما لم يُبدِ بوتين أي التزام حتى الآن، قائلاً إنه "قبل الفكرة من حيث المبدأ، ولكنه يريد استيفاء شروط معينة".
لكن إلى جانب هدنة الـ30 يوماً، سيناقش ترمب وبوتين تقسيم أصول معينة، وهذا يشمل محطات الطاقة، في إطار مساعيهما لإنهاء القتال في أوكرانيا، في أحدث مؤشر على استعداد ترمب للتضحية بمصالح كييف، بحسب "بلومبرغ".
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اعتقاده بأن هناك "فرصة جيدة" لإنهاء الحرب، بعد أن قبلت كييف المقترح الأميركي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.
ودأب زيلينسكي على تأكيد أن سيادة بلاده غير قابلة للتفاوض، وأنه على روسيا تسليم الأراضي التي سيطرت عليها، إذ سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وتسيطر حالياً على معظم 4 مناطق في شرق أوكرانيا منذ غزو البلاد في عام 2022.
تنازلات أوكرانية محتملة
وفي هذا الإطار، قال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في رحلة من فلوريدا إلى واشنطن، الاثنين، إنه سيتحدث إلى بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون تنازلات كييف عن أراض والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية من أبرز القضايا في المحادثات.
وتابع: "نريد أن نرى مدى قدرتنا على إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية... سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء. تحقق الكثير من العمل في مطلع الأسبوع".
ويحاول ترمب كسب دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي، في حين واصل الجانبان تبادل الضربات الجوية العنيفة في وقت مبكر من صباح الاثنين، واقتربت روسيا من إخراج القوات الأوكرانية من موطئ قدمها الذي استمر شهوراً في منطقة كورسك بغرب روسيا.
وحينما سُئل عن التنازلات التي يُنظر فيها في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال ترمب: "سنتحدث عن الأرض. سنتحدث عن محطات الطاقة... نحن نتحدث بالفعل عن ذلك، وعن تقسيم بعض الأصول".
ولم يدل ترمب بأي تفاصيل، لكنه كان يشير على الأرجح إلى منشأة زابوريجيا التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمخاطرة بوقوع حادث في المحطة بسبب أفعالهما.
وفي لقاءات مختلفة في برامج تلفزيونية أميركية، الأحد، أكد مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار ترمب للأمن القومي، مايك والتز، أنه لا تزال هناك تحديات يتعين تذليلها قبل أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار وقبل التوصل لحل سلمي للحرب.
وقال والتز في حديث لشبكة ABC NEWS، بشأن احتمال قبول الولايات المتحدة لاتفاق سلام يسمح لروسيا بالاحتفاظ بأراض أوكرانية استولت عليها: "علينا أن نسأل أنفسنا: أهذا في مصلحتنا الوطنية؟ هل هو واقعي؟... هل سنطرد كل روسي من كل شبر من الأراضي الأوكرانية؟".
ومضى قائلاً: "يمكننا أن نتحدث عما هو صواب أو خطأ، لكن يتعين علينا أيضاً التحدث عن حقيقة الوضع على الأرض"، مشيراً إلى أن البديل عن إيجاد تسوية بشأن الأرض وقضايا أخرى هو "حرب بلا نهاية" بل وحرب عالمية ثالثة.
مطالب روسية بـ"ضمانات أمنية"
وأكد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في وقت سابق الاثنين، أن بوتين سيتحدث مع ترمب عبر الهاتف، لكنه امتنع عن التعليق على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن الأراضي ومحطات الطاقة.
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، في تصريحات، الاثنين، ولم تشر إلى مقترح وقف إطلاق النار، إن روسيا ستسعى للحصول على "ضمانات راسخة" في أي اتفاق سلام تقضي باستبعاد أوكرانيا من الانضمام لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأن تبقى على الحياد.
ونقلت صحيفة إزفيستيا عن جروشكو قوله: "سنطالب بأن تصبح الضمانات الأمنية الراسخة جزءاً من هذا الاتفاق".
وكان الكرملين قال، يوم الجمعة الماضي، إن بوتين أرسل رسالة إلى ترمب بشأن خطته لوقف إطلاق النار عبر ويتكوف، الذي أجرى محادثات في موسكو، وعبّر عن "تفاؤل حذر" بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وتطالب موسكو بأن تتخلى أوكرانيا عن طموحات الانضمام لحلف الناتو، وأن تحتفظ بسيطرتها على جميع الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها، وتقييد حجم الجيش الأوكراني، كما تطالب بتخفيف العقوبات الغربية، وإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، وهو ما تعتبره كييف سابقاً لأوانه في ظل سريان الأحكام العرفية.