
قالت مصادر أوروبية وروسية مطلعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالب بتعليق جميع عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، في مقابل الموافقة على تطبيق هدنة مدتها 30 يوماً اقترحتها الولايات المتحدة، حسبما أوردت "بلومبرغ".
ومن المقرر أن يجري الرئيسان الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي، مكالمة هاتفية الثلاثاء بين الساعة الرابعة والسادسة مساءً بتوقيت موسكو (بين الساعة 1 و 3 بتوقيت جرينيتش) بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مع تطبيق هدنة مدتها 30 يوماً والتي أعلنت كييف استعدادها لقبولها.
وقال مسؤول أوروبي كبير وثلاثة مصادر في موسكو مطلعة على الموقف الروسي، إن بوتين، الذي التقى مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، الأسبوع الماضي، سيجعل وقف إمداد كييف بالأسلحة شرطاً أساسياً لتطبيق الهدنة.
وفي حين تريد روسيا وقف جميع عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، فإن الهدف الأدنى هو وقف المساعدات الأميركية، كما أن أوروبا مترددة للغاية في الموافقة على مطلب روسيا بمنع تزويد أوكرانيا بالأسلحة خلال أي هدنة.
وأضافت المصادر أن هذه النتيجة قد تُنذر بـ"موقف تتمكن فيه روسيا من إعادة التسلح خلال وقف الأعمال العدائية، بينما تُمنع أوكرانيا من ذلك".
وأعرب بوتين عن دعمه للمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار من حيث المبدأ، لكنه يُصر على ضرورة استيفاء عدد من الشروط قبل أن توافق روسيا على وقف الحرب.
وتعمل كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي على بذل جهود لتقديم حزم مساعدات عسكرية جديدة إلى كييف في أقرب وقت ممكن.
مقترح الهدنة الأميركي
وقبل نحو أسبوعين، اقترح الرئيس الأميركي وقفاً لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، وهو ما وافقت عليه كييف خلال محادثات أميركية أوكرانية في مدينة جدة السعودية، الثلاثاء الماضي.
كما أعلنت إدارة ترمب أنها سترفع وقفاً لإمدادات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية استمر قرابة أسبوع، والذي فرضته للضغط على أوكرانيا للموافقة على الجهود الدبلوماسية.
واعتبر الرئيس الروسي، الخميس، مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في الحرب مع أوكرانيا "فكرة جيدة"، ولكنه تساءل عن طريقة تنفيذ هذه الهدنة، خصوصاً وأنه يشترط أن يؤدي ذلك إلى سلام دائم ومعالجة للأسباب الجذرية لهذا الصراع.
ووافقت إدارة ترمب فعلياً على مطالب روسيا بالاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية المحتلة، وبتخلي كييف عن طموحها بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقد أثار ذلك مخاوف أوروبية من أن أي اتفاق يبرمه الرئيس الأميركي مع بوتين سيُضعف أوكرانيا.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن "تطلعه الشديد" لإجراء محادثات، الثلاثاء، مع نظيره الروسي، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على العديد من بنود الاتفاق النهائي (وقف إطلاق النار)، لكن بقي الكثير"، وذلك فيما تثير مسألة "تقاسم الأصول" مخاوف من إمكانية التضحية بمصالح كييف.
وكتب ترمب في منشور على منصة Truth Social، الاثنين، أن "آلاف الجنود الشباب وغيرهم يقتلون. يُقتل كل أسبوع 2500 جندي من كلا الجانبين"، داعياً إلى ضرورة "إنهاء هذا الوضع الآن".
وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في رحلة من فلوريدا إلى واشنطن، الاثنين، إنه سيتحدث إلى بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون تنازلات كييف عن أراض والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية من أبرز القضايا في المحادثات.
وتابع: "نريد أن نرى مدى قدرتنا على إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية... سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء. تحقق الكثير من العمل في مطلع الأسبوع".