السلطات التركية تعتقل أكرم إمام أوغلو منافس أردوغان المحتمل في انتخابات 2028

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يخاطب أنصاره في قصر العدل بمدينة إسطنبول التركية. 31 يناير2025 - reuters
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يخاطب أنصاره في قصر العدل بمدينة إسطنبول التركية. 31 يناير2025 - reuters
دبي/ إسطنبول -الشرقرويترز

أمرت السلطات التركية، الأربعاء، باعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، مع حوالي 100 شخص آخر، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء.

وعرض أعضاء فريق إمام أوغلو رسالة صوتية له قال فيها إن "قوات الأمن داهمت منزله"، فيما اتهم السلطات باستخدام الشرطة في غايات سياسية، حسبما أوردت شبكة CNN.

وبحسب موقع "صباح" الإخباري التركي، فإن مراد أونجون، المستشار الصحفي لإمام أوغلو، أعلن في منشور على منصة "إكس" أن إمام أوغلو محتجز دون إبداء أسباب.

يأتي ذلك بعد يوم من سحب السلطات التركية شهادته الجامعية، وهو ما من شأنه منعه من منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2028، وقبل أيام قليلة من موعد إجراء حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، انتخابات تمهيدية، حيث كان من المتوقع اختيار إمام أوغلو مرشحاً رئاسياً.

مستقبل إمام أوغلو السياسي 

وأصبح المستقبل السياسي لإمام أوغلو، في خطر بعد إلغاء شهادته الجامعية، إذ أن القرار المتعلق بشهادته يأتي قبل أيام فقط من الموعد المتوقع لترشيحه لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في اجتماع الحزب المقرر في 23 مارس الجاري، ويرى الكثيرون أن هذا القرار بمثابة "محاولة من أردوغان لمنع إمام أوغلو من الترشح".

واتخذ مجلس إدارة "جامعة إسطنبول" هذا القرار، ما أدى إلى تصعيد نزاع سياسي حديث حول المؤهلات الأكاديمية للسياسي المعارض، إذ يشترط القانون التركي أن يكون المرشحون للرئاسة حاصلين على شهادة جامعية، إذ ألغى الحكم شهادات 38 شخصاً، بينهم إمام أوغلو، بحسب ما أوردته مجلة "بوليتيكو".

ووصف إمام أوغلو، في منشور على منصة "إكس"، قرار الجامعة، بأنه "غير قانوني" وتعهد بمواصلة نضاله.

وأضاف: "ليس لديهم صلاحية اتخاذ مثل هذا القرار. السلطة تقع حصرياً على عاتق مجلس إدارة كلية إدارة الأعمال. لقد اقتربت الأيام التي سيُحاسب فيها متخذو هذا القرار أمام التاريخ والعدالة. مسيرة أمتنا، المتعطشة للعدالة والقانون والديمقراطية".

ويُجادل منتقدو إمام أوغلو بأن جامعته السابقة لم يكن معترفاً بها من قِبل مجلس التعليم العالي التركي، في غضون ذلك، بدأ مكتب المدعي العام في إسطنبول الشهر الماضي تحقيقاً معه بتهمة "تزوير وثيقة رسمية"، إلا أن أوغلو يقول إن جامعة إسطنبول "أصدرت له شهادة معادلة، مما يجعل شهادته سارية قانونياً".

وبعد فوزه في آخر ثلاث انتخابات محلية شهدت منافسة محتدمة في أكبر مدينة في تركيا، حيث قلب حزب الشعب الجمهوري المعارض CHP، الدوائر التي كان يسيطر عليها الحزب الحاكم في أحدث انتخابات عام 2023، برز اسم رئيس بلدية إسطنبول كواحد من أكثر السياسيين شعبية في البلاد، ويُنظر إليه على أنه أخطر منافس لأردوغان.

من هو أكرم إمام أوغلو؟

في أبريل من العام الماضي، أعلنت المعارضة التركية فوزها في الانتخابات المحلية على حساب حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يقوده أردوغان، الذي تجرع مرارة الخسارة للمرة الثانية على يد أحد أبرز خصومه السياسيين، أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي تمكن من الاحتفاظ برئاسة بلدية إسطنبول التي فاز بها للمرة الأولى في عام 2019.

وينظر إلى إمام أوغلو (52 عاماً) بشكل متزايد، على أنه المنافس الأكبر لحزب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2028. وأكرم إمام أوغلو هو مهندس ورجل أعمال في الأصل، ولد في عام 1971 في أكشابات في ولاية طرابزون شرق تركيا لأب كان يعمل تاجراً وأم مزارعة.

ودرس في المرحلة الابتدائية في قرية يلدزلي التي انتقل إليها عن عمر 3 سنوات، والتحق في الثانوي بمدرسة طرابزون، ثم بجامعة شرق البحر المتوسط في جمهورية شمال قبرص التركية حيث حصل على دبلوم في الهندسة المدنية.

والتحق أوغلو بجامعة جيرن، ودرس بكلية الاتصالات قبل أن ينتقل إلى إسطنبول حيث درس في كلية إدارة الأعمال وتخرج فيها، وأكمل بذات الجامعة مرحلة الماجيستير في قسم الموارد البشرية والإدارة، وتخرج منها عام 1995.

ومنذ أن أصبح رئيساً لبلدية إسطنبول في عام 2019، أضحى إمام أوغلو مستهدفاً قضائياً، وذلك بعد أن ألحق الهزيمة بأردوغان وحزبه اللذين سيطراً على أكبر مدينة تركية طوال 25 عاماً.

وفي منتصف العام الماضي، تمت محاكمة مرشح المعارضة بتهم تتعلق بالفساد وتزوير عقد مالي نهاية العام 2015 عندما كان رئيساً لبلدية "بيليك دوزو"، إحدى ضواحي إسطنبول.

واُستبعد إمام أوغلو عن الانتخابات الرئاسية في 2023، بسبب الحكم القضائي الصادر في حقه. وفاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية بعد أن حصل على 52.2% من الأصوات في الدورة الثانية في مواجهة مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، ودفعت هذه المرحلة، إمام أوغلو، إلى التشكيك في الأداء الضعيف لحزب الشعب الجمهوري.

تصنيفات

قصص قد تهمك