اتصالات مصرية قطرية لبحث وقف إطلاق النار في غزة.. وحماس: نبحث مقترحاً جديداً

واشنطن تحذر من "تضاؤل" فرص التوصل لاتفاق في ظل استمرار الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيون يتفقدون آثار الدمار الناجم عن الغارات الإسرائيلية على الشجاعية في شمال قطاع غزة. 18 مارس 2025 - Bloomberg
فلسطينيون يتفقدون آثار الدمار الناجم عن الغارات الإسرائيلية على الشجاعية في شمال قطاع غزة. 18 مارس 2025 - Bloomberg
دبي -الشرق

اتفق وزيرا خارجية مصر وقطر، دولتيْ الوساطة في المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف لإطلاق النار في غزة، الخميس، على استمرار التنسيق المشترك لاحتواء التوترات وتدشين تسوية سياسية تضمن استقرار المنطقة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، فيما تبحث  حركة "حماس" اقتراحاً جديداً طرحه الوسطاء لوقف الحرب، واستئناف تنفيذ بنود الاتفاق.

واستأنفت إسرائيل، الحرب على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، وقتلت أكثر من 400 فلسطيني، في أعنف هجوم منذ سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي، وأعلنت بدء توغل بري "محدد ودقيق"، على حد وصفها، في منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه، من أجل السيطرة على وسط محور "نتساريم" الفاصل بين شمال وجنوب القطاع، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على مناطق متفرقة ليل الأربعاء الخميس، ما أودى بحياة عشرات الفلسطينيين.

وقال بيان صادر عن الخارجية المصرية، الخميس، إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتفق خلال اتصال هاتفي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن على "العمل المشترك من أجل تدشين تسوية سياسية تضمن استقرار الإقليم بشكل مستديم من خلال إقامة الدولة الفلسطينية كحل نهائي للنزاع الإقليمي".

وذكر البيان أن عبد العاطي ونظيره القطري "تبادلا الرؤى حول مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والجهود المشتركة للبلدين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث".

كما تم بحث سبل تنسيق المواقف للترويج لـ"الخطة العربية الإسلامية" للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والعمل المشترك لحشد الدعم للخطة، فضلاً عن التنسيق بين الجانبين في إطار الإعداد لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة.

ويسعى الوسطاء المصريون والقطريون، إلى إعادة إحياء المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، لوضع محادثات وقف النار وإطلاق سراح المحتجزين على المسار مجدداً.

"حماس" تبحث مقترحاً جديداً

في السياق، قال مصدر مطلع في "حماس"، لـ"الشرق"، الخميس، إن الاتصالات مع الوسطاء جارية بشكل مكثف لتجاوز الأزمة ووقف الحرب، مشيراً إلى أن الحركة تبحث حالياً اقتراحاً طرحه الوسطاء لوقف الحرب، واستئناف تنفيذ اتفاق وقف النار.

وأضاف المصدر أن "حماس"، لم ترفض الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ولكن الحركة اشترطت أن يتم البدء بمفاوضات ومقتضيات المرحلة الثانية.

وأوضح أن "حماس" أبلغت الوسطاء بالاستعداد للتعاطي بإيجابية ومرونة مع أي اقتراح يتضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، لكن "نريد ضمان الانتقال للمرحلة الثانية التي تعالج قضايا الوقف الدائم والشامل لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وتدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية لقطاع غزة".

وأضاف أن مصر "تبذل جهوداً مكثفة وقوية، واتصالات ومباحثات، لاحتواء الأزمة ووقف العدوان والعودة لتنفيذ الاتفاق".

ويحمل مقترح ويتكوف اسم "إطار عمل للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، ويمدد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً إضافية، مقابل إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، كما نص على أن الوسطاء"يضمنون استكمال المفاوضات خلال هذه الفترة، للتوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار ومفاتيح تبادل ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين.

واشنطن تحذر من تضاؤل فرص الاتفاق

وكانت الخارجية الأميركية، قد قالت، الأربعاء، إن "هناك خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار" في غزة، لكن الفرصة "تتضاءل بسرعة".

وأوضح متحدث باسم الخارجية الأميركية، أن الخطة "ستشمل أيضاً إطلاق سراح 5 محتجزين أحياء، من بينهم الأميركي عيدان ألكسندر. كما ستتضمن إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية". وأضاف: "الفرصة لا تزال قائمة، لكنها تتضاءل بسرعة".

وكان المستشار الإعلامي لرئيس حركة "حماس" طاهر النونو، قال لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن الحركة لم تغلق باب التفاوض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً ضرورة "وقف الحرب" التي استأنفتها إسرائيل فجر الثلاثاء.

وشدد النونو على "ضرورة بذل الوسطاء والمجتمع الدولي، مزيداً من الضغوط على إسرائيل، لإلزامها بوقف الحرب وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من جميع الأطراف والبدء الفوري بمفاوضات المرحلة الثانية".

وأضاف: "لا شروط لدى حماس وفصائل المقاومة، ولكننا نطالب بإلزام الاحتلال وقف العدوان وحرب الإبادة فوراً، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية"، مؤكداً أن الحركة تتواصل مع الوسطاء، وأنها "التزمت بجميع بنود اتفاق وقف النار، لكن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار".

ولفت إلى أنه كان بالإمكان التوصل لاتفاق خلال ساعات "لو أن نتنياهو كان جاداً، ولم يتبع سياسة المماطلة والتعطيل. لدى إسرائيل نوايا مبيتة لاستئناف العدوان والحرب"، مجدداً التحذيرات بشأن حياة المحتجزين لدى "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع بسبب القصف الإسرائيلي.

تصنيفات

قصص قد تهمك