
قالت يوليا سفيريدنكو نائبة رئيس الوزراء الأوكراني الجمعة، إن كييف ستعلن موقفها من مسودة جديدة لاتفاق المعادن أعدتها الولايات المتحدة بمجرد التوصل إلى توافق، وحذرت من مناقشة نصها علناً.
وأضافت أن أي نقاش من هذا القبيل يعد ضاراً، ويحول دون إجراء مشاورات "بناءة" مع الولايات المتحدة.
وكانت سفيريدنكو ترد على أسئلة نواب في البرلمان الأوكراني. وبث النائب أوليكسي هونتشارينكو هذه التصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للمسودة التي أُرسلت إلى كييف، الأحد الماضي، واطلعت عليها صحيفة "فاينانشيال تايمز"، يتجاوز المقترح الجديد الاتفاق الاقتصادي المبدئي الذي تم التوصل إليه، الشهر الماضي، في إطار جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، واسترداد مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية.
وحذر مسؤولون أوكرانيون كبار من أن هذا "الاتفاق قد يقوض سيادة بلادهم"، و"ينقل الأرباح إلى الخارج"، و"يعمّق اعتماد أوكرانيا على واشنطن".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في باريس، إنه لا ينوي الذهاب إلى الولايات المتحدة للتوقيع على اتفاق المعادن، لأن واشنطن "تغير شروط الاتفاقية باستمرار".
واعتبرت "فاينانشيال تايمز"، أن هذا المقترح يعتبر "تصعيداً كبيراً" من إدارة ترمب للاستحواذ على الموارد الطبيعية الأوكرانية، إذ يشمل جميع الموارد المعدنية، بما في ذلك النفط والغاز، فضلاً عن أصول قطاع الطاقة الرئيسية في الأراضي الأوكرانية.
وتطالب واشنطن بإنشاء مجلس بين الولايات المتحدة وأوكرانيا للإشراف على صندوق استثماري مشترك يتم عبره توزيع عائدات مشاريع النفط والغاز والمعادن بين البلدين، على أن تعيّن واشنطن 3 من أصل 5 أعضاء في المجلس، ما يمنحها حق النقض "الفيتو" الكامل على قرارات الصندوق.
التوقيع القريب "غير مرجح"
وتوقع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، في تصريحات لشبكة FOX NEWS، الأربعاء، أن يتم التوقيع على الاتفاق خلال أسبوع، لكن 3 مسؤولين أوكرانيين كبار قالوا لـ"فايننشال تايمز" إن ذلك "غير مرجح".
ووصف أحد المسؤولين في كييف المقترح الأميركي الجديد، بأنه "غير عادل"، بينما اعتبره مسؤول أوكراني آخر "سرقة"، وذكر المسؤول الثالث، أن "الحكومة الأوكرانية استدعت فريقاً من المستشارين القانونيين لدراسة الوثيقة، وإعداد عرض في المقابل".
وأعربت كييف عن إحباطها من الضغوط المتزايدة التي يمارسها ترمب لإجبارها على تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا، وتحقيق سلام دائم، رغم استمرار الهجوم الروسي دون بوادر للتوقف.