مبتورو الأطراف في غزة.. لا رعاية ولا أمل

time reading iconدقائق القراءة - 7
الفتاة الفلسطينية رهف سعد فقدت ساقيها في غارة إسرائيلية في البريج، وسط قطاع غزة. 12 سبتمبر 2024 - Reuters
الفتاة الفلسطينية رهف سعد فقدت ساقيها في غارة إسرائيلية في البريج، وسط قطاع غزة. 12 سبتمبر 2024 - Reuters
غزة-رويترز

تسببت الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وعشرات الآلاف من الإصابات الخطيرة التي ستغير حياة الفلسطينيين لما بقي من أعمارهم.

واستهدفت إسرائيل المستشفيات والجهاز الطبي في غزة بشكل ممنهج، ما جعل الأطباء شبه عاجزين لمعالجة الإصابات الخطيرة، بسبب استمرار الحرب والحصار، وسط  تتفاوت التقديرات حول عدد الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافاً.

وكانت فرح أبو قينص تحلم بأن تصبح معلمة قبل الغارة الجوية الإسرائيلية التي أفقدتها ساقها اليسرى في العام الماضي، لتنضم الشابة البالغة 21 عاماً إلى آلاف فقدوا أطرافاً منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة المدمَّر.

وتعيش فرح نازحة في مأوى مؤقت، وتحضر جلسات للعلاج الطبيعي في مركز للأطراف الصناعية بالقطاع حيث تنتظر على كرسي متحرك فرصة لتركيب طرف صناعي، قد يتيح لها بعض الحرية في الحركة مجدداً.

وقالت فرح لوكالة "رويترز": "نفسي أرجع يعني لحياتي الطبيعية زي قبل أمشي أمارس حياتي، زي هيك أكمل دراستي وبتنمى يعني أركب طرف، وأرجع أمارس حياتي العملية".

إصابات خطيرة بلا رعاية صحية

وخلال الشهر الماضي قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه "في جميع أنحاء غزة، تشير التقديرات إلى 4500 حالة بتر جديدة تحتاج إلى أطراف صناعية، بالإضافة إلى 2000 حالة سابقة تحتاج إلى متابعة ورعاية".

وقال أحمد موسى مدير برنامج إعادة التأهيل البدني في غزة، التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه تم تسجيل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص في برنامجهم، منهم 1800 شخص من مبتوري الأطراف.

ويعاني آلاف الفلسطينيين الآخرين من إصابات في العمود الفقري، أو فقدوا بصرهم أو سمعهم، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأدى العدد الكبير من الإصابات إلى إبطاء وتعقيد الجهود المبذولة لتوفير العلاج. وقال مسؤولو الصليب الأحمر إن إدخال الأطراف الصناعية إلى قطاع غزة يمثل تحدياً.

وقال موسى: "نواجه العديد من التحديات من خلال نقص هذه المواد، ولكن نحن نعمل على خدمة هؤلاء (هذه) الشريحة بقدر المستطاع لإعادة دمجهم في المجتمع".

ومنعت إسرائيل دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأعادت عملياتها العسكرية وقصف القطاع الشهر الماضي، بعد وقف لإطلاق النار استمر لمدة شهرين.

وقالت جولييت توما من "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا) إن "كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد.. منذ أن فرضت السلطات الإسرائيلية الحصار على قطاع غزة".

وذكرت فرح أبو قينص، التي تحضر برنامج موسى العلاجي، إنها لا تعلم متى ستحصل على ساق صناعية أو علاج في الخارج. وأضافت أنهم طلبوا منها الانتظار، لكنها لا تعرف إن كان ذلك سيحدث في وقت قريب.

أطفال مبتورو الأطراف

وأظهرت دراسة أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في أبريل، أن ما لا يقل عن 7 آلاف طفل أصيبوا منذ أكتوبر 2023، وفقد المئات منهم أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم.

وتقول شذى حمدان، الطفلة الصغيرة التي تبلغ 7 سنوات فقط، إنها كانت ترغب في تعلم ركوب الدراجة.

وتضيف: "هو أبوي قال لي تعالي نطلع شوية نتمشى.. نحنا طلعنا وصار القذائف تنزل علينا زي المطر، وأنا أجت في رجلي قذيفة وأبوي أجت في كتفه قذيفة".

وخضعت شذى لعمليتين جراحيتين، واضطر الطبيب إلى إجراء عملية ثالثة لبتر الساق المصابة بسبب الالتهاب.

وأضافت "حياتي أسوأ من حياتي القبل. كانت قبل الإصابة كويسة كنت ألعب وأعمل كل حاجة.. وبطلت كمان أعمل حاجة لحدا.. صرت أمشي على عكاكيز زيي زي الناس".

وقال والدها كريم حمدان، إن حالتها النفسية ساءت وهي تنتظر السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

وأوضح: "لا توجد أطراف صناعية في غزة والحل الوحيد هو السفر للعلاج في الخارج. ونفد صبرها وكثرت أسئلتها، وتبكي كل يوم. تريد أن تشعر أنها طبيعية".

وقال إسماعيل مهر، وهو طبيب تخدير من ولاية نيويورك، قاد عدداً من البعثات الطبية إلى غزة خلال الحرب الحالية وأخرى سابقة، إن نقص الرعاية الكافية يعني إمكانية فقدان المزيد لأطرافهم، وزيادة مساحة البتر لأطراف مبتورة بالفعل.

وأضاف "أُجري أكثر من 99% من عمليات البتر في ظروف دون المستوى المطلوب، دون أي ذنب من الأطباء، بدون تعقيم مناسب، ولا معدات، وأحيانا يجريها أطباء غير متخصصين عادة في مثل هذه الإجراءات".

تصنيفات

قصص قد تهمك