
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، الجمعة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أول زيارة يجريها إلى دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عباس والشرع استعرضا في قصر الشعب بدمشق، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والاتصالات الجارية مع الأطراف كافة لـ"وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، واعادة الإعمار دون تهجير".
وأضافت الوكالة أنه تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين، إلى جانب مواصلة التنسيق والتشاور فيما بينهما.
وقال عباس: "الأولوية لدينا وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل، مع تولّي دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والأمنية في غزة، وأن يكون السلاح فقط بيد الدولة، إضافة إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية بما فيها القدس، والذهاب إلى عملية سياسية".
وأضاف: "نعمل مع السعودية والإدارة الأميركية والدول العربية والأوروبية المعنية، على صيغة واضحة للذهاب لمسار تنفيذ حل الدولتين المبني على الشرعية الدولية، وعقد المؤتمر الدولي للسلام في يونيو المقبل في نيويورك".
اتصالات مكثفة
ووصل عباس إلى دمشق قادماً من العاصمة الأردنية عمّان، في وقت سابق الجمعة، وكان في استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، الخميس، إن الحكومة الاسرائيلية وافقت، بعد اتصالات مكثقة، على السماح لمروحيات أردنية بأن تحط في مدينة رام الله، لنقْل عباس إلى عمّان، تمهيداً لتوجهه إلى سوريا.
وذكر المسؤولون أن الحكومة الإسرائيلية رفضت في البداية السماح للرئيس الفلسطيني بمغادرة البلاد لزيارة سوريا، لكن بعد اتصالات مكثفة أجرتها السلطة الفلسطينية وأطراف إقليمية وافقت على ذلك.
وعادة ما ينتقل الرئيس الفلسطيني بمروحية أردنية من رام الله إلى عمّان، ومن هناك ينتقل بطائرة الرئاسة إلى الدول الأخرى.
ويرى مسؤولون فلسطينيون أن إسرائيل كانت تعيق هذه الزيارة لـ"أسباب سياسية"، علماً بأنها المرة الأولى التي تقوم بمثل هذا الأمر مع عباس.
وأعرب مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم من التدخل الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، محذّرين من محاولة أطراف في الحكومة الإسرائيلية فرض قيود على تحركات عباس والقيادة الفلسطينية.