إقالات وتسريبات ومحادثة سيجنال جديدة تعصف بالبنتاجون.. والوزارة تنفي: إعلام معاد

متحدث سابق باسم البنتاجون: الوزارة تعيش حالة فوضى تامة تحت قيادة هيجسيث

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا في مقر "الناتو" ببروكسل. 12 فبراير 2025 - Reuters
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا في مقر "الناتو" ببروكسل. 12 فبراير 2025 - Reuters
دبي -الشرق

تواجه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أسبوعاً ثانياً مضطرباً، بعد 3 إقالات لمسؤولين رفيعي المستوى بينهم كبير مستشاري وزير الدفاع بيت هيجسيث إثر مزاعم بـ"تسريبات"، وتقارير كشفت عن محادثة ثانية على تطبيق "سيجنال"، شارك خلالها الوزير بحسب مصادر "معلومات حساسة" في مجموعة نقاش ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد، عن 4 مصادر أن هيجسيث نشر معلومات حساسة عن غارات على اليمن عبر مجموعة دردشة أخرى بتطبيق "سيجنال"، شملت زوجته، وشقيقه، ومحاميه الشخصي.

ونفى المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل الأحد، في بيان على "إكس"، تبادل أي معلومات سرية على التطبيق، معتبراً أنها "قصة قديمة تعود إلى الحياة من جديد"، ومحاولة من "وسائل الإعلام المعادية لـ(الرئيس دونالد) ترمب لتدمير كل من يلتزم بأجندة الرئيس"، لكنه لم ينف أو يؤكد وجود المحادثة التي أشار لها تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، معتبراً أن ما ورد في التقرير "شكاوى موظفين سابقين ساخطين".

وأقال البنتاجون 3 من أقرب مساعدي هيجسيث من مناصبهم الأسبوع الماضي، إثر مزاعم بـ"تسريب معلومات حساسة"، كما سيغادر كبير موظفيه جو كاسبر موقعه، إضافة إلى المتحدث السابق باسم البنتاجون جون أوليوت الذي قال في بيان: "لقد كان شهراً من الفوضى التامة في البنتاجون. من تسريبات خطط عمليات حساسة إلى عمليات فصل جماعي، أصبح الخلل في البنتاجون مصدر تشتيت كبير للرئيس الذي يستحق أداءً أفضل من قياداته العليا".

وفي مقال رأي في مجلة "بوليتيكو"، قال أوليوت: "البنتاجون يعاني من حالة فوضى تامة تحت قيادة هيجسيث".

وليس من الواضح كيف توصل المتحدث باسم البنتاجون، إلى المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، وما إذا كانت هذه هي المصادر التي اعتمدت عليها "نيويورك تايمز"، من الأصل.

"هيجسيث يشارك معلومات سرية مع زوجته وزملاءه"

وقالت "نيويورك تايمز"، إن المعلومات التي نشرها هيجسيث عبر تطبيق "سيجنال" في المحادثة الثانية التي يبلغ عنها سابقاً، تضمنت جداول الغارات التي تستهدف جماعة "الحوثيين" في اليمن، مشيرة إلى أن مجموعة الدردشة التي نشر بها وزير الدفاع هذه المعلومات ضمت زوجته وحوالي 12 شخصاً من أصدقائه وزملائه، مما أثار المزيد من التساؤلات حول استخدامه لتطبيق مراسلة غير سري لتبادل تفاصيل أمنية بالغة الحساسية.

وقالت "نيويورك تايمز" إن هيجسيث أفشى هذه المعلومات الحساسة في يناير، قبل تأكيد تعيينه وزيراً للدفاع، واستخدم هاتفه الخاص في التعامل معها، وليس الحكومي.

وعلق زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، الأحد، على التقرير وقال إن وزير الدفاع بيت هيجسيث عرض حياة أميركيين للخطر عندما كشف عن تفاصيل العمليات العسكرية في اليمن عبر مجموعة دردشة بتطبيق "سيجنال".

وأضاف شومر في حسابه على منصة "إكس": "تفاصيل المعلومات الحساسة ما زالت تتكشف.. لا بد من طرد وزير الدفاع لكن ترمب لا يزال أضعف من أن يتخذ هذا القرار".

البنتاجون: وسائل إعلام "كاذبة"

ونفى كبير المتحدثين باسم البنتاجون شون بارنيل إفشاء أي معلومات سرية "مهما كانت الطرق التي يحاولون بها صياغة القصة. ما هو صحيح فعلاً أن مكتب وزير الدفاع يواصل تعزيز قوته وكفاءته في تنفيذ أجندة الرئيس ترمب".

وقال بارنيل إن "صحيفة نيويورك تايمز، وكل وسائل الإعلام الزائفة الأخرى التي تردد تفاهاتهم، تتبنى بحماسة شكاوى موظفين سابقين ساخطين كمصدر وحيد لموضوعها".

وتابع بارنيل: "لقد اعتمدوا فقط على أقوال أشخاص تم فصلهم هذا الأسبوع، ويبدو أن لديهم دافعاً لتقويض الوزير وأجندة الرئيس".

إقالات بمكتب الوزير

وتأتي الأنباء عن المحادثة الثانية، بعد أيام من إقالة البنتاجون السبت، 3 من كبار المسؤولين المعينين، بعدما تم وضعهم في إجازة إدارية، بسبب اتهامهم في قضية تتعلق بـ"تسريب معلومات"، وكذلك الأنباء عن مغادرة كبير موظفي وزير الدفاع لمنصبه خلال أيام.

وأصدر المسؤولون الثلاثة، وهم دان كالدويل وهو مستشار لهيجسيث، وكولين كارول كبير موظفي نائب وزير الدفاع، ونائب كبير موظفي وزير الدفاع دارين سيلنيك، بياناً مشتركاً قالوا فيه إن البنتاجون "شوّه سمعتنا بهجمات لا أساس لها، ونحن نغادر مناصبنا".

واقتيد دان كالدويل، وهو أحد كبار مستشاري هيجسيث، الأسبوع الماضي، إلى خارج البنتاجون، بعد تحقيق قاده جو كاسبر، كبير موظفي هيجسيث، في "إفشاء غير مصرح به عن معلومات أمنية وطنية تتضمن اتصالات حساسة".

وسيغادر كاسبر نفسه منصبه خلال أيام.  

وكتب الثلاثة في بيانهم: "حتى هذه اللحظة، لم يتم إبلاغنا بدقة عن سبب التحقيق معنا، أو ما إذا كان التحقيق لا يزال قائماً، أو حتى ما إذا كان هناك تحقيق حقيقي بشأن التسريبات من الأساس".

ويتعلق التسريب بتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" في مارس الماضي، ذكرت فيه أن البنتاجون يعتزم عقد جلسة إحاطة مع إيلون ماسك بشأن خطط الجيش الأميركي في حال اندلاع "حرب مع الصين". ونفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إطلاع ماسك على أي خطط سرية حينها.

وكان جو كاسبر، مدير مكتب هيجسيث، أعلن في مارس عن بدء تحقيق واسع في تسريبات داخل الوزارة، يشمل اختبارات كشف الكذب، وذلك بعد أن تم تسريب  أنباء عن إحاطة سرية كان مخططاً لها، لإطلاع إيلون ماسك على خطط بشأن حرب مع الصين، إلى صحيفة "نيويورك تايمز".

زوجه هيجسيث وشقيقه

وزوجة هيجسيث، جينيفر، منتجة FOX NEWS السابقة، ليست لها أي صفة رسمية في وزارة الدفاع، لكنها سافرت مع زوجها إلى الخارج، وتعرضت لانتقادات لمرافقتها زوجها في اجتماعات حساسة مع قادة أجانب.

وشقيق هيجسيث، فيل، ومحاميه تيم بارلاتور، اللذان يواصلان العمل كمحامٍ شخصي له، لديهما وظائف في وزارة الدفاع "البنتاجون"، لكن ليس من الواضح لماذا يحتاج أي منهما إلى معرفة الضربات العسكرية التي تستهدف "الحوثيين".

وأشارت الصحيفة إلى وجود محادثة إشارة ثانية لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً شارك فيها هيجسيث معلومات عسكرية شديدة الحساسية هو الأحدث في سلسلة من التطورات التي وضعت إدارته وحكمه تحت التدقيق.

وأعرب بعض المسؤولين العسكريين والحكوميين الأميركيين الحاليين والسابقين عن قلقهم بشأن محتوى رسائل هيجسيث، قائلين إنه سرّب "تفاصيل هجوم حساسة"، واصفين التصرف بأنه "متهور وخطير".

تصنيفات

قصص قد تهمك