البيت الأبيض ينفي تقريراً بشأن بحث إدارة ترمب عن وزير دفاع جديد

"رويترز": "البنتاجون" يبدأ في الانقلاب على هيجسيث بعد اضطرابات أحدثها بنفسه

time reading iconدقائق القراءة - 6
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت خلال إحاطة صحافية في واشنطن. 11 أبريل 2025. - Reuters
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت خلال إحاطة صحافية في واشنطن. 11 أبريل 2025. - Reuters
دبي -الشرق

نفى البيت الأبيض، الاثنين، تقرير لمحطة NPR الإذاعية الأميركية، يفيد بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب تبحث عن وزير دفاع جديد، وذلك بعد تقارير ذكرت أن الوزير الحالي بيت هيجسيث شارك تفاصيل هجوم مارس الماضي على جماعة "الحوثيين" في اليمن عبر مجموعة تراسل عدة مرات مع أشخاص ليست لهم صفة رسمية في الوزارة.

ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذا التقرير، عبر منصة "إكس" قائلة: "أخبار زائفة تماماً، وتبنى على تصريحات مصدر مجهول". وأضافت: "مثلما قال الرئيس (دونالد ترمب) صباح الاثنين، إنه يدعم وزير الدفاع بقوة".

وذكرت وكالة "رويترز" أن هيجسيث أراد إحداث تغيير في الوزارة (البنتاجون)، لكن بعد أقل من 90 يوماً من أدائه اليمين، يبدو أنه فقد توازنه بسبب الاضطرابات التي أحدثها بنفسه.

واتهم هيجسيث، مقدم البرامج السابق في شبكة FOX NEWS، مستشاريه السابقين الموثوق بهم بالانقلاب عليه بعد الكشف عن إرساله رسائل نصية تتضمن خططاً عسكرية أميركية حساسة من هاتفه الشخصي إلى زوجته وشقيقه ومحاميه وآخرين.

وقال هيجسيث في حديقة البيت الأبيض بينما كان أطفاله يقفون خلفه للاحتفال بـ"عيد القيامة": "يا لها من مفاجأة كبيرة طرد عدد قليل من المسربين وخروج مجموعة من المقالات المثيرة للجدل".

ورأى البيت الأبيض أن المؤامرة على هيجسيث تمتد إلى ما هو أبعد من المجموعة الصغيرة من معاونيه المخلصين في السابق، الذين تم فصلهم بعد اتهامات بتسريب معلومات حساسة، لتشمل وزارة الدفاع ذاتها.

دعم ترمب

وكان الرئيس الأميركي أعرب عن دعمه لهيجسيث، قائلاً: "يبلي بيت بلاءً حسناً.. الكل سعيد به". وعند سؤال ترمب عما إذا كان لا يزال يثق بهيجسيث، أجاب "تماماً".

وتأتي هذه المعلومات عن استخدام هيجسيث لمنصة الرسائل غير السرية "سيجنال" للمرة الثانية لمشاركة تفاصيل أمنية بالغة الحساسية في لحظة حرجة بالنسبة له ولوزارة الدفاع، إذ أقيل مسؤولون كبار من "البنتاجون"، الأسبوع الماضي، في إطار تحقيق داخلي في تسريب معلومات.

وأضاف ترمب: "اسألوا الحوثيين عن أدائه". ويكثف الجيش الأميركي خلال رئاسة ترمب حملته لقصف "الحوثيين".

وأوردت وكالة "رويترز"، الأحد، أن هيجسيث شارك في المحادثة الثانية تفاصيل عن الهجوم مشابهة لتلك التي كشفت عنها مجلة "ذي أتلانتيك"، الشهر الماضي، بعد إدراج رئيس تحريرها جيفري جولدبرج في محادثة منفصلة على "سيجنال" عن طريق الخطأ.

وشملت مجموعة التراسل الثانية نحو 12 شخصاً، وأُنشئت خلال عملية تأكيد تولي هيجسيث للمنصب من أجل مناقشة مسائل إدارية، وليس التخطيط العسكري المفصل. وكان من بينهم شقيق هيجسيث، وهو مسؤول اتصال لدى وزارة الأمن الداخلي مع وزارة الدفاع.

وأظهرت صور نشرها "البنتاجون" للجمهور، أن جينيفر زوجة هيجسيث، وهي منتجة سابقة لدى شبكة FOX NEWS، حضرت اجتماعات حساسة مع نظراء من جيوش أجنبية.

وقال شخص مطلع على الأمر لـ"رويترز"، إن "هيجسيث نُصح بعدم مشاركة المعلومات على أنظمة غير مؤمنة مثل سيجنال قبل أن يفعل ذلك الشهر الماضي".

وأعلن مكتب المفتش العام في "البنتاجون" في وقت سابق هذا الشهر، أنه فتح تحقيقاً في استخدام هيجسيث لتطبيق تجاري غير مشفر للرسائل النصية لتنسيق إطلاق الضربات الأميركية على الحوثيين في 15 مارس، وهي عملية حساسة للغاية.

صمت من الجمهوريين

وانتقد هيجسيث وسائل الإعلام وموظفين سابقين في تصريحات أدلى بها لصحافيين في البيت الأبيض، الاثنين، وقال: "تحدثت مع الرئيس، وسنواصل العمل على نفس النهج حتى النهاية".

ونجح هيجسيث في حصد ما يكفي من الأصوات ليصبح وزيراً للدفاع، بعد معارضة شرسة من الديمقراطيين، بل ومن بعض الجمهوريين.

ودعا ما لا يقل عن 9 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين هيجسيث إلى الاستقالة منذ ظهور الأخبار الجديدة، قائلين إن حدوث دردشة ثانية عبر "سيجنال" يظهر أنه غير لائق للوظيفة، لكن المشرعين الجمهوريين، الذين يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب، التزموا الصمت إلى حد كبير ولم يطالبه أحد بالاستقالة.

وأقال ترمب عدداً من وزراء الدفاع خلال ولايته الأولى بسبب خلافات في السياسات أو شكوك في ولائهم.

ومع ذلك، ينظر إلى هيجسيث على أنه يسير على خطى ترمب، فقد نشر آلاف الجنود على الحدود مع المكسيك، ودعا أوروبا إلى زيادة إنفاقها على الدفاع، وانتقد التنوع في الجيش.

ويأتي الكشف عن هذا التسريب بعد أيام من إبعاد دان كالدويل، أحد كبار مستشاري هيجسيث، من "البنتاجون" بعد أن تم رصد اسمه خلال تحقيق في تسريبات بوزارة الدفاع.

أدى كالدويل دوراً محورياً بالنسبة لهيجسيث، ووصفه الوزير في محادثة "سيجنال" الأولى بأنه أهم شخص في "البنتاجون".

وكتب كالدويل على "إكس" السبت: "نشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء الطريقة التي أنهيت بها خدمتنا في وزارة الدفاع... شوّه مسؤولون في (البنتاجون) لا نعرف من هم سمعتنا بهجمات لا أساس لها من الصحة قبل مغادرتنا".

وبعد رحيل كالدويل، أحيل مسؤولان أقل رتبة إلى إجازة إدارية وأقيلا، الجمعة، وهما دارين سيلنيك الذي صار في الآونة الأخيرة نائباً لمدير مكتب هيجسيث، وكولين كارول الذي كان مديراً لمكتب ستيف فاينبرج نائب وزير الدفاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك