مسؤول في الجيش الليبي لـ"الشرق": تركيا تُحضر لهجوم على سرت

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس التوجيه المعنوي للجيش الوطني الليبي خالد محجوب. - AFP
رئيس التوجيه المعنوي للجيش الوطني الليبي خالد محجوب. - AFP
دبي -الشرق

كشف مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد محجوب، عن تحضير تركيا لهجوم واسع على مدينة سرت الليبية، بالتعاون مع حكومة المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس، مؤكداً أن "مدينة سرت خط أحمر"، بالنسبة للجيش الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

وقال محجوب في تصريحات لـ"الشرق" إن "سرت خط أحمر أمام تقدم (المرتزقة والميليشيات) التابعة لأردوغان، ونحن في الجيش الوطني الليبي، من حقنا الانتشار في أي مكان"، لافتاً إلى أن "الجيش سيناضل من أجل ليبيا، حتى تتحرر".

واتهم محجوب تركيا بـ"التحضير لهجوم على سرت"، وقال "ليس المجلس الرئاسي هو من يهاجم سرت، بل (المرتزقة) السوريون والأتراك، وهذا الغزو بالتأكيد سنحاربه".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتبر مدينتي سرت والجفرة "خطاً أحمر"، وقال في خطاب في يونيو الماضي، إن "أي تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية".

الموقف المصري

وفيما يتعلق بالموقف المصري، أكد محجوب أن "مصر ليست لها أي أطماع (في ليبيا)"، مشيراً إلى أن "الأمن الليبي والمصري مشترك، فخطر وجود (عناصر من جماعة) الإخوان وتركيا في ليبيا يؤثر على مصر، وبالتالي فإنها تدافع عن نفسها، كما ندافع نحن عن أنفسنا، ومصيرنا المشترك".

وعن تفاصيل التنسيق بين الجيشين الليبي والمصري بشأن "سرت"، قال محجوب إن "هذه المسألة لها علاقة بأمور لا يمكن الإفصاح عنها".

الحل السياسي

وحول استئناف مسار المفاوضات السياسية، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي للجيش إن "الدعوات مستمرة من المجتمع الدولي للحل السياسي، والجلوس للتفاوض وفق مخرجات مؤتمر برلين (الذي نُظم في يناير الماضي)، ونحن وافقنا عليها، لكننا سنستمر في الحرب من أجل بلادنا"، لافتاً إلى أن "للحرب جبهتين، جبهة سياسية وجبهة عسكرية".

 وشدد محجوب على التمسك بالحل السياسي، وقال: "نحن مع الحل السياسي لوقف مزيد من إراقة الدماء، وإجلاء (المرتزقة) والاحتلال التركي، وهذا شيء مرحب به، لكن إذا كان بفرض إرادة تركيا لكي تأخذ قوت الليبيين، فستكون هذه حرباً طويلة، فالليبيون ليسوا فقط جيشاً، فهم شعب، وإرادة الشعوب لا تهزم".

الوجود التركي

 ورفض محجوب تصريحات منسوبة لمسؤولين تركيين حول البقاء في ليبيا إلى الأبد، قائلاً: "ربما نسيت تركيا نفسها، فتصريح وزير الدفاع التركي (خلوصي آكار) بأنهم سيبقون في ليبيا إلى الأبد محل سخرية من الجميع".

وأضاف: "لم يبق أجدادك عندما كان الليبيون لا حول لهم ولا قوة، وإذا بقيتم في ليبيا فستدفنون تحت التراب".

وتُقدم تركيا دعماً عسكرياً ولوجستياً لقوات المجلس الرئاسي، مكنها من استعادة السيطرة على مناطق شاسعة غربي ليبيا، فيما اضطر الجيش الوطني الليبي إلى التراجع إلى "سرت" التي تبعد 450 كم شرق العاصمة طرابلس.

تحضيرات الحرب

وتحشد حكومة المجلس الرئاسي، والجيش الوطني الليبي قواتهما على الخطوط الأمامية الجديدة، بين مدينتي مصراتة وسرت، في مستويات من التصعيد، وصفتها الأمم المتحدة بأنها "غير مسبوقة". 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، إن بلاده "تعمل مع تركيا من أجل التوسط لوقف إطلاق النار في ليبيا".

وأكد لافروف أن "الجيش الوطني الليبي مستعد لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار فوراً، لكن حكومة المجلس الرئاسي لا ترغب في ذلك، وتعول على الحل العسكري".