لقاء مفاجئ بين الحلو و"حميدتي".. وورشة تمهيدية للمفاوضات السودانية

time reading iconدقائق القراءة - 3
مصافحة ودّية بين دقلو والحلو
مصافحة ودّية بين دقلو والحلو
الخرطوم- مها التلب

كشف مجلس السيادة الانتقالي السوداني أن لقاء مفاجئاً جمع نائب رئيس المجلس الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، برئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال" عبد العزيز الحلو، الذي كان يطالب باستبعاد "حميدتي" من رئاسة الوفد الحكومي المفاوض.

وقالت مصادر لـ"الشرق" إن اللقاء الذي جرى في جوبا، عاصمة جنوب السودان، يسهم في كسر الجمود الذي ساد العملية التفاوضية، ويمهّد لاستئناف التفاوض المباشر. 

مشاورات تمهيدية

وفي السياق ذاته، كشفت الوساطة في جمهورية جنوب السودان، لـ"الشرق "، عن جدولة مشاورات تمهيدية بين وفد الحكومة الانتقالية و"الحركة الشعبية - شمال" برئاسة الحلو، للبحث في القضايا العالقة، حق تقرير المصير وعلمانية الدولة، تمهيداً للتفاوض المباشر.

وقال مقرر الوساطة بين الفرقاء السودانيين الدكتور ضيو مطوك، في تصريحات خاصة لـ"الشرق "، إن الوساطة قررت دعوة الحكومة الانتقالية و"الحركة الشعبية- شمال" إلى إجراء حوار وورش عمل بشأن البندين العالقين، من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة.

وأوضح مطوك أن الورشة ستبدأ في وقت لاحق من الشهر الجاري، وتضم 8 أعضاء من كل طرف، إلى جانب خبراء أجانب ووطنيين تتم دعوتهم وفقاً لطرفي التفاوض. 

وأكد مقرر الوساطة أن نتائج الورشة ستكون ملزمة للطرفين، وتتم بعدها دعوتهما رسمياً للدخول في تفاوض مباشر.

قبول مفاجئ بـ"حميدتي"

وكانت الوساطة في جنوب السودان جمدت المفاوضات على ضوء انسحاب "الحركة الشعبية- شمال" منها في 20 أغسطس الماضي، رفضاً لتمثيل "حميدتي" للوفد الحكومي في التفاوض.

وانسحب الحلو من اتفاق وقّعه مع وفد الحكومة الانتقالية برئاسة "حميدتي"، يشمل إعلان مبادئ لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، والتأكيد على منبر جوبا للتفاوض. 

وظل الحلو متمسكاً باستبعاد "حميدتي"، ويطالب بنقل ملف المفاوضات إلى مجلس الوزراء، وبالتزام منبر جوبا للتفاوض برعاية رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت.

وبقي هذا التمسك قائماً حتى الأمس القريب، إذ ذكر القيادي في "الحركة الشعبية- شمال" محمد يوسف أحمد المصطفى، في تصريحات لـ"الشرق" الثلاثاء، أن الحركة دخلت في اجتماعات مكثفة وورش عمل، استعداداً للدخول في تفاوض مباشر مع الحكومة الانتقالية، لكن "ممثلة برئيس الوزراء عبد الله حمدوك"، لا حميدتي.

وكان رئيس لجنة الوساطة الجنوب سودانية، توت قلواك، أعلن في تصريحات صحافية، أن "المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية، ستبدأ في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر الجاري".

وشهدت المفاوضات توتراً استمر 10 أشهر، في ظل إصرار "الحركة الشعبية- شمال" على تحقيق مبدأ "فصل الدين عن الدولة".

وفي 4 سبتمبر الماضي، وقّع حمدوك والحلو، على إعلان مبادئ في أديس أبابا ينص على تطبيق مبدأ "فصل الدين عن الدولة".

ونص الاتفاق على بنود عدة، أبرزها احترام التعددية العرقية والإثنية والدينية والثقافية في السودان، والاعتراف الكامل بها واستيعابها، إضافة إلى المساواة السياسية والاجتماعية الكاملة بين جميع السودانيين، وفقاً للقانون.