أوكرانيا ترفض هدنة "يوم النصر": لا ضمانات أمنية لضيوف موسكو في الاحتفالات

زيلينسكي عن التلويح الأميركي بالانسحاب من المفاوضات: أوروبا ستكون حاضرة

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبي/ موسكو/ كييف -الشرقديالا الخليليرويترز

أعلنت أوكرانيا، رفض الهدنة المؤقتة التي اقترحتها روسيا بالتزامن مع احتفالات "يوم النصر" في الفترة من 9 إلى 11 مايو الجاري، لكنها أبدت استعدادها لوقف طويل لإطلاق النار، حال استعداد روسيا لاتخاذ القرار ذاته، وذلك فيما شهدت العاصمة كييف قصفاً بمسيرات روسية، ألحق أضراراً بعدة مبان سكنية وأشعل النيران في سيارات في أنحاء المدينة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت: "مستعدون للتحرك نحو وقف إطلاق النار حتى ابتداءً من اليوم، إذا كانت روسيا مستعدة لاتخاذ خطوات متبادلة: صمت تام، ووقف إطلاق نار دائم لمدة 30 يوماً على الأقل. هذا إطار زمني مناسب للتحضير للخطوات التالية". 

وتابع زيلينسكي في منشور عبر منصة "إكس": "نستعد لاجتماعات ومفاوضات مهمة لبحث مدى قدرة شركائنا على دفع روسيا لقبول وقف إطلاق نار شامل وإنهاء هذه الحرب".

واعتبر زيلينسكي، أن تشديد العقوبات على قطاع الطاقة والبنوك الروسي، كفيل بدفعها لوقف الحرب، مشيراً إلى أن روسيا "ستواصل القتال، إذا لم تتعرض لمزيد من الضغوط الخارجية".

وقبلت أوكرانيا في مارس الماضي، اقتراحاً من إدارة الرئيس دونالد ترمب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، على أن تتبعه محادثات حول مسائل تشمل تحديد موقع خط الهدنة، وخطوات لحماية محطة للطاقة النووية يحتلها الجيش الروسي، ونشر قوة حفظ سلام أوروبية محتملة. 

وعلق زيلينسكي على هدنة اقترحتها روسيا لمدة 3 أيام بمناسبة ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، مشدداً على عدم التزام بلادها بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، قائلاً إن "مثل هذه الهدنة القصيرة، لن تُسهم في مفاوضات السلام الدائم".

زيلينسكي يحذر ضيوف احتفالات "يوم النصر" في موسكو

وأضاف زيلينسكي، أن أوكرانيا "لن تُقدم أي ضمانات أمنية للضيوف الذي سيحضرون عرض الساحة الحمراء في 9 مايو في روسيا"، في حين قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، إنه على ضيوف العرض "إحضار سدادات أذن"، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

واعتبر الرئيس الأوكراني، أن "العرض الروسي المضاد بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، مجرد عرض مسرحي".

وقال زيلينسكي إن عرض روسيا يهدف إلى "تهيئة مناخ هادئ للخروج من عزلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتهدئة المخاوف الأمنية لدى القادة والشخصيات الأجنبية الذين يحضرون عرض يوم النصر في موسكو في 9 مايو المقبل".

وأردف: "إما أننا في حالة حرب، أو أن يُظهر بوتين استعداده لوقف إطلاق النار كخطوة أولى لإنهاء الحرب". وأضاف أن عرض أوكرانيا بهدنة لمدة 30 يوماً لا يزال مطروحاً.

وقال إن أوكرانيا "ستكون مستعدة لبدء تلك الهدنة قبل عطلة 9 مايو، إذا قبلتها روسيا".

وردّت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن تصريحات زيلينسكي تُمثّل "تهديداً مباشراً" لاحتفالات روسيا، فيما هدّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، بالردّ على أيّ هجمات خلال احتفالات الذكرى السنوية، وكتب في منشور على تيلجرام: "حال وقوع استفزاز حقيقي في يوم النصر، لا أحد يضمن أن تشهد كييف العاشر من مايو".

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقفاً لإطلاق النار مدته ثلاثة أيام بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية.

وذكر الكرملين أن وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة سيستمر من 9 إلى 11 مايو الجاري، ويستضيف بوتين في التاسع من الشهر الجاري، زعماء دول من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج خلال احتفالات ذكرى النصر على ألمانيا النازية.

قصف روسي على كييف

يتزامن ذلك مع قصف ألحق أضرار بعدة مبان سكنية في كييف وقع، ليل السبت، إذ قالت أوكرانيا إن موسكو شنته بالمسيرات، ما أشعل النيران في سيارات في أنحاء المدينة.

وقال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن حطام الطائرات المسيرة المتساقطة أشعل حرائق في مبانٍ سكنية في منطقتي أوبولونسكي وسفياتوشينسكي في كييف.

وأضاف أن النيران اشتعلت في عدة سيارات في جميع أنحاء المدينة أيضاً بسبب حطام الطائرات المسيرة المتساقطة، من جهته، قال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية المدينة عبر تطبيق تليجرام، إنه تم استدعاء فرق الإسعاف إلى منطقة سفياتوشينسكي لتقديم المساعدة.

ويأتي رفض العرض الروسي في وقت وجد فيه زيلينسكي نفسه على موقف أكثر ثباتاً مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في محادثات وقف إطلاق النار، مُصلحاً العلاقات بعد مشادة كلامية وصفت بأنها "كارثية" في البيت الأبيض، في فبراير الماضي. 

تلويح أميركي بالانسحاب من مفاوضات أوكرانيا

وأشاد زيلينسكي بتغير لهجة ترمب في اجتماعه معه على هامش جنازة البابا فرنسيس، الشهر الماضي، في الفاتيكان، واصفاً إياه بأنه "أفضل محادثة" له حتى الآن مع الزعيم الأميركي.

وبينما كانا يجلسان وجهاً لوجه في الفاتيكان، قال زيلينسكي إنه طرح استئناف الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بأسلحة الدفاع الجوي، واقترح أن تفرض أميركا عقوبات إضافية على روسيا. 

وحول الانسحاب الأميركي المحتمل من المفاوضات، تحدث الرئيس الأوكراني في تصريحات صحافية عن إشارات بشأن انسحاب محتمل للولايات المتحدة من محادثات السلام بين كييف وموسكو.

وأشار زيلينسكي إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، مضيفاً: "تخيلوا، الجميع يدرك صعوبة قضايا الأراضي والعقوبات، لذلك، هناك إشارات تشير، على الأرجح، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، إلى أن بعض الدول سترغب في تركنا بمفردنا مع الروس"، إلا أنه أعرب عن ثقته في أن أوروبا "ستكون حاضرة، لأن هناك العديد من القضايا المرتبطة".

بدوره، قال ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف في منشور له عبر تيلجرام: "أعلنت الولايات المتحدة ولو بشكل غير واضح أنها لا تنوي الاستمرار في لعب دور الوسيط في تسوية الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، فيما صرح الاتحاد الأوروبي على لسان متحدثه الرسمي، أنه أيضاً "لا ينوي تولي دور الوسيط. نأمل ألا يتوقع أحد في واشنطن وبروكسل أن مثل هذه الأخبار قد تؤثر على توزان روسيا".

 يأتي ذلك فيما لوحت واشنطن مجدداً بالانسحاب من محادثات السلام في أوكرانيا، حال عدم إحراز تقدم فيها.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن الولايات المتحدة ستتراجع عن دورها كوسيط في المحادثات، التي لم تسفر إلا عن التزامات محدودة بخفض الغارات الجوية على البنية التحتية للطاقة، ووقف إطلاق نار سابق ليوم واحد في عيد الفصح، اتهم كل جانب الآخر بانتهاكه.

وأضافت حول السعي لتحقيق السلام: "سنظل ملتزمين به بالتأكيد، وسنساعد قدر استطاعتنا. لن نسافر حول العالم في أي لحظة للتوسط في الاجتماعات". وقالت إن المفاوضات ستعتمد على تقديم روسيا وأوكرانيا "أفكاراً ملموسة حول كيفية إنهاء هذا الصراع. الأمر متروك لهما".

تصنيفات

قصص قد تهمك