عرضت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية قيمتها 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى التعرف على هوية أو مكان المتورطين في الهجمات السيبرانية الموسعة التي تستهدف البنية التحتية الأميركية.
وقال برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الخاص بوزارة الخارجية الأميركية، إن المكافأة ستصرف لمن يدلي بمعلومات عن "العمليات السيبرانية الخبيثة المرتبطة بالحكومات الأجنبية والتي تستهدف البنية التحتية للولايات المتحدة".
وأوضح البرنامج في بيان، أنه يبحث عن معلومات قد تؤدي إلى تحديد هوية أو موقع أي شخص يشارك، "بناءً على توجيه حكومات أجنبية"، في أنشطة إلكترونية ضارة ضد البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، معتبراً أن هذه الهجمات تنتهك قانون الاحتيال وإساءة استخدام الكمبيوتر (CFAA) .
ولفت البيان إلى أن هذه الهجمات تتضمن هجمات برامج الفدية، واختراق أجهزة الكمبيوتر قصد الحصول على معلومات محمية، بالإضافة إلى الهجمات السيبرانية التي تلحق الضرر بالأنظمة الخاصة بالحكومة الأميركية والمؤسسات المالية، والأنظمة السيبرانية المستخدمة في التجارة أو الاتصالات بين الولايات ودول أخرى.
جهود البيت الأبيض
ووضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مكافحة مجموعات القرصنة، على رأس أولويات الأمن القومي وسط الزيادة الحادة في هجمات الفدية.
وبالإضافة إلى هذه المكافأة، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الخميس أن إدارة بايدن تستعد لإطلاق "فريق عمل" مشترك بين المؤسسات الحكومية، لمواجهة هجمات برامج الفدية بشكل خاص، وهجمات القرصنة بشكل عام.
ومن المنتظر أن تتخذ الوكالات الفيدرالية الأميركية، إجراءات دفاعية، مثل تعزيز المرونة الرقمية لدى شركات البنية التحتية الحيوية، وإجراءات هجومية، من قبيل شنّ هجمات سيبرانية تستهدف منفذي برامج الفدية، من خلال هذا الفريق.
وتطور هذه الوكالات أيضاً آليات لوقف "دفع فدية"، من خلال منصات العملات المشفرة، كما تنسّق كل هذه النشاطات مع حلفاء أجانب.
كما أكدت نائبة مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن السيبراني، آن نويبرغر، الأربعاء، أن البيت الأبيض سيعلن 3 خطوات جديدة تتعلق بالأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، في الأيام المقبلة.
التعامل مع روسيا
وتضاعف إدارة بايدن جهودها في أعقاب تزايد الهجمات السيبرانية الموسعة التي تستهدف بنياتها التحتية، وكان آخرها بداية يوليو الجاري، حين تعرضت شركة "كاسيا" الأمريكية، التي تزود عديداً من الشركات بخدمة إدارة تكنولوجيا المعلومات، لهجوم إلكتروني تضمن مطالبة عديد من عملائها بدفع فدية.
وقبل ذلك، استهدف هجوم مماثل شركة اللحوم العملاقة "جيه بي إس"، التي اضطرت لدفع فدية بقيمة 11 مليون دولار لفائدة المخترقين.
ويستغل هذا النوع من البرامج، المعروف أيضاً باسم "برامج الفدية"، الثغرات الأمنية الموجودة لدى الشركات أو الأفراد، ويشفر أنظمة الكمبيوتر ويطلب فدية لإعادة تشغيلها.
وتقول الولايات المتحدة إن هذه الهجمات تأتي من روسيا، في وقت تنفي فيه السلطات الروسية صلتها بالهجمات.
والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه ضغط على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، للتحرك ضد قراصنة في روسيا، متهمين بتنفيذ أحدث هجمات برامج الفدية.
وصرح "بايدن" للصحافيين: "لقد أوضحت له (بوتين) أن الولايات المتحدة تتوقع أنه عندما تأتي عملية فدية من أراضيه، حتى وإن لم تكن برعاية الدولة، فإننا نتوقع منه أن يتصرف".
لكن بايدن يواجه خيارات محدودة جداً، لتغيير حسابات بوتين، وفق "بوليتيكو"، إذ إن سنوات من العقوبات أثبتت عدم فاعليتها، كما أن اللوائح التنظيمية للعملات المشفرة تواجه احتمالات مروّعة، فيما أن حلفاء للولايات المتحدة في أوروبا يعتمدون بقوة على إمدادات الطاقة الروسية، وقد تُحدث الهجمات السيبرانية الانتقامية نتائج عكسية.
اقرأ أيضاً: