بعد اتصاله ببوتين.. بايدن: مهاجمة خوادم برامج الفدية "منطقية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يتصافحان لدى وصولهما لحضور القمة الأميركية الروسية في جنيف السويسرية - 16 يونيو 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يتصافحان لدى وصولهما لحضور القمة الأميركية الروسية في جنيف السويسرية - 16 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-رويترزالشرق

قال الرئيس جو بايدن، الجمعة، إن من المنطقي للولايات المتحدة مهاجمة الخوادم المستخدمة في هجمات برامج الفدية Ransomeware، وذلك رداً على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كان ذلك سيكون وسيلة مناسبة للرد.

وأجرى بايدن الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن هجمات برامج الفدية الإلكترونية المستمرة من قبل من وصفهم بـ"المجرمين المتمركزين في روسيا"، والتي أثرت على الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم. 

وطالب بايدن، في بيان صادر عن البيت الأبيض، روسيا بضرورة اتخاذ إجراءات لتعطيل الهجمات الإلكترونية ومجموعات القراصنة العاملة في روسيا، وأكد أنه ملتزم بمواصلة المشاركة في التهديد الأوسع الذي تشكله برامج الفدية. 

وكرر الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستتخذ أي إجراء ضروري للدفاع عن شعبها وبنيتها التحتية الحيوية في مواجهة هذا التحدي المستمر، وفق البيان.

ولفت البيت الأبيض إلى أن الرئيس بايدن أشاد خلال الاتصال الهاتفي بالعمل المشترك بين البلدين في أعقاب القمة الأميركية الروسية، التي أدت إلى التجديد بالإجماع للمساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا، في مجلس الأمن الدولي.

"روسيا مسؤولة"

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض عقب الاتصال، إن بايدن ركز خلال الاتصال بشكل كبير على الهجمات السيبرانية الأخيرة، لكنها قالت إن التحقيق مستمر بشأن مصدرها، وإن البيت الأبيض لا يتوفر على أي معلومات جديدة بشأن تورط روسيا.

وأوضحت ساكي أن بايدن سبق وأن قدم خلال القمة التي جمعته مع بوتين في جنيف الشهر الماضي، قائمة للبنيات التحتية التي لن تقبل الولايات المتحدة باستهدافها عبر الهجمات السيبرانية، بالنظر لكونها تمثل خطراً على الأمن القومي الأميركي.

وتابعت: "اليوم، أكد بايدن في الاتصال أن الهجمات وحتى إن لم تنفذ من قبل قراصنة مرتبطين بروسيا، فإن روسيا ستتحمل مسؤوليتها"، مشيرةً إلى أن "بايدن أراد من خلال الاتصال التأكيد على أن الهجمات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة غير مقبولة، وأننا سنتخذ الإجراءات المناسبة للرد عليها".

وحين سُئلت ساكي عما إذا كان بوتين قد قدم أي ضمانات بعدم تدخل روسيا مستقبلاً في الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الولايات المتحدة، قالت إنه "من غير اللائق أن أعلن عما قاله بوتين خلال الاتصال. ما قاله بوتين خلال الاتصال سينشره الكرملين".

"هجوم مضاد"

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن الرئيس بايدن يواجه اختباراً صعباً من نظيره بوتين، يتمثل في طريقة الرد على الهجمات. ونقلت المجلة عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على تفكير الإدارة الأميركية، لكنها لم تذكر أسماءهم، تأكيدهم أنه "لم يتم التوصل لشكل مثل هذا الإجراء بعد"، ولكنهم يتوقعون أن "يكون هجوماً إلكترونياً مضاداً بعيداً عن أعين الجمهور".

واعتبرت المصادر أن هذا الرد سيكون "بمثابة محاولة هادئة لتحذير بوتين"، لكن في حال لم يتجاوب، فإنه "سيتم الإضرار بالرئيس الروسي نفسه ربما من خلال استهداف الثروات الهائلة، التي يقوم هو ورفاقه بإخفائها في بنوك بالخارج أو في شركة الطاقة الروسية العملاقة التي تديرها الدولة (غازبروم)".

واستهدفت سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة، التي قيل إنها تنطلق من موسكو، متعاقداً من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وشركة تكنولوجيا المعلومات الأميركية "كاسيا".

واعتبرت المجلة الأميركية في تقرير نشرته، الخميس، أن الهجمات تمثل اختباراً من الرئيس الروسي، نظراً لتصميم نظيره الأميركي على تنفيذ تهديداته بعد أقل من شهر من تحذيره، في أول قمة ثنائية بينهما، في جنيف، من أن أي هجمات إلكترونية في المستقبل ستكون لها "عواقب" على روسيا.

وقالت المجلة إن بعض خبراء الفضاء الإلكتروني يرون أن مثل هذا التصعيد كان متوقعاً قبل أي مفاوضات بين موسكو وواشنطن.

ونقلت عن خبير الإنترنت في الكلية الحربية الوطنية، ريتشارد أندريس، الذي خدم في عهد الرئيسين الأميركيين السابقين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، قوله: "سيستمر بوتين في التصعيد، فقد نجحت كل محاولاته في الماضي، وسيظل يحاول مرة أخرى".

وقال أندريس وخبراء آخرون إن هدف بوتين يبدو واضحاً، وهو "تحديد الخطوط الحمراء بالنسبة لبايدن، وما قد يفعله الرئيس الأميركي للرد على الهجمات الروسية، ثم معرفة كيف سيكون رد فعله عندما يوجه بوتين ضربات مضادة".