
قال سياسي كردي بارز، إن الأحزاب الكردية السورية تعتزم إرسال وفد إلى دمشق قريباً لإجراء محادثات بشأن المستقبل السياسي لمناطقهم، في إطار سعيها لتحقيق هدفها المتمثل في الحصول على إدارة ذاتية، على الرغم من معارضة الحكومة السورية.
وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، برزت المطالب الكردية بالإدارة الذاتية كأحد خطوط الصدع الرئيسية في سوريا الجديدة، إذ يعارض الرئيس أحمد الشرع، هذه المطالب.
والشهر الماضي، طرحت جماعات كردية سورية متنافسة، عانت من القمع خلال حكم الأسد، رؤية سياسية مشتركة تدعو لدمج المناطق الكردية كوحدة سياسية وإدارية ضمن سوريا الفيدرالية، بهدف حماية المكاسب التي حققها الأكراد خلال الحرب.
وثيقة الرؤية الكردية
وقال آلدار خليل، عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب المهيمن في شمال شرق سوريا، لـ"رويترز"، إن "وثيقة الرؤية الكردية ستكون أساساً للمفاوضات مع دمشق.. والوفد على وشك أن يكون جاهزاً للتفاوض مع دمشق".
لكنه أضاف: "ربما نواجه بعض الصعوبات لأن موقفهم لا يزال متصلباً".
وتشير تعليقات خليل، إلى عدم إحراز تقدم يذكر في تقريب وجهات النظر بين الجانبين منذ أن وقعا اتفاقاً في مارس الماضي، بهدف دمج هيئات حاكمة، وقوات أمن يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، مع الحكومة المركزية في دمشق.
وكانت السلطات التي يقودها الأكراد، أجرت بالفعل اتصالات مع دمشق، بما في ذلك من خلال لجنة مكلفة بمناقشة مستقبل قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهي قوة أمنية قوية مدعومة من الولايات المتحدة.
وتبنى كل من حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنافسه الرئيسي المجلس الوطني الكردي، الإعلان الكردي الصادر الشهر الماضي.
"نسعى للنقاش"
بعد الإعلان، أصدر مكتب الشرع بياناً يرفض "أي محاولة لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات فيدرالية أو إدارة ذاتية دون توافق وطني".
ورفضت الجماعات الكردية بدورها الترتيبات الانتقالية التي وضعتها إدارة الشرع، ومنها الإعلان الدستوري. ووصف خليل الخطوات التي اتخذتها دمشق بأنها "أحادية الجانب"، لكنه أضاف: "نحن نسعى للنقاش والمشاركة".
واعتبر خليل، أن دور قوات الأمن التي يقودها الأكراد، هو ضمان "أمن وسلامة هذه المنطقة"، وإذا لم يتم ضمان ذلك "دستورياً وقانونياً وسياسياً، فإن مناقشة مسألة السلاح ستكون غير مجدية".
ولطالما عارضت تركيا الحكم الذاتي الكردي في سوريا، وبعد إعلان الشهر الماضي، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعوات إلى الفيدرالية في سوريا، ووصفها بأنها "ليست أكثر من مجرد حلم".
وتنبع شكوك تركيا في الجماعة الكردية السورية، من علاقاتها بحزب العمال الكردستاني، الذي قرر في وقت سابق من مايو الجاري، وإنهاء عقود من الصراع المسلح مع الدولة التركية.
وتوقع خليل، أن تؤثر خطوة حزب العمال الكردستاني على موقف تركيا من سوريا.
وأضاف: "اعتبرت تركيا وجود حزب العمال الكردستاني أو الجماعات المتأثرة به ذريعة للهجوم على شمال شرق سوريا"، موضحاً أنه "لن تكون هناك ذريعة لتركيا لمهاجمة المنطقة".