شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، على مطالب بلاده بشأن "حياد أوكرانيا"، فيما تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حشد روسي لـ50 ألف جندي قرب منطقة سومي شمالي أوكرانيا، في إطار الاستعدادت لشن هجوم كبير، فيما يجري البلدان محادثات بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.
وقال لافروف خلال الاجتماع الأمني الدولي في موسكو: "مطالب روسيا بمنح أوكرانيا وضعاً غير نووي ومحايداً يجب أن تتحقق في أي شكل من أشكال حل النزاع"، مشدداً على أن "عودة أوكرانيا إلى وضع الحياد وعدم الانحياز وعدم الانتشار النووي هو أحد شروط روسيا لحل النزاع".
والثلاثاء، ذكر زيلينسكي للصحافيين، أن موسكو حشدت 50 ألف جندي قرب سومي، مشيراً إلى أن بلاده اتخذت خطوات لمنع موسكو من شن هجوم جديد واسع النطاق هذا الصيف في المنطقة.
وأضاف زيلينسكي: "تتواجد أكبر قواتهم حالياً على جبهة كورسك، لإخراج قواتنا من منطقة كورسك والتحضير لعمليات هجومية ضد منطقة سومي".
وتقع سومي على الجانب الآخر من الحدود مع منطقة كورسك الروسية، حيث سيطرت أوكرانيا سابقاً على جزء من الأراضي لعدة أشهر، قبل أن تُطرد منها بالكامل تقريباً الشهر الماضي، على الرغم من أنها تقول إنها لا تزال تسيطر على بعض المناطق هناك.
جولة جديدة من المفاوضات
وتأتي هذه التطورات بينما تراوح جهود الوساطة ووقف إطلاق النار مكانها، دون إحراز أي تقدم ملموس.
وأعلن لافروف، الأربعاء، أن موسكو ستعلن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا "في المستقبل القريب"، معتبراً أن "المفاوضات أفضل من الحرب ولكن لإنهاء الصراع بنجاح لابد من القضاء على أسبابه الجذرية".
وتنتظر كييف من موسكو، تقديم مذكرة تحدد شروطها للمضي قدماً في محادثات وقف إطلاق النار.
وقال لافروف إن موسكو ستصر على إلغاء كييف لجميع القوانين التمييزية في أوكرانيا في الجولة الجديدة من المفاوضات. وأضاف: "كييف لا تمثل مصالح سكان شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا".
وتبادلت كل من أوكرانيا وروسيا 1000 أسير بعد اجتماع لوفديّ البلدين في إسطنبول قبل نحو أسبوعين، والذي فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار سعت إليه أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا.
وأكد زيلينسكي، أنه يرى تركيا والفاتيكان وسويسرا، أكثر الأماكن واقعية لإجراء المزيد من المفاوضات مع روسيا. وأضاف أن مالطا، بالإضافة إلى دول إفريقية لم يُحددها، أبدت أيضاً اهتمامها باستضافة المحادثات.
وقال الرئيس الأوكراني، إن روسيا عرضت إجراء محادثات في بيلاروس، واعتبر أن ذلك "مستحيل" بالنسبة لأوكرانيا. وكان وزير الخارجية الروسي، أكد في تصريحات سابقة، أن موسكو "ترفض إجراء المفاوضات في الفاتيكان.
منطقة عازلة
وبشأن المنطقة العازلة التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يريد إنشاءها على طول الحدود بين روسيا وأوكرانيا، أعرب زيلينسكي عن اعتقاده بأن روسيا تريد منطقة عازلة بطول حوالي 10 كيلومترات.
وسيطرت روسيا مؤخراً، على أربع قرى حدودية على الأقل في المنطقة، وزحفت ببطء خلال الأسابيع القليلة الماضية على أجزاء من خط المواجهة في شرق أوكرانيا بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا.
مع ذلك، صرّح زيلينسكي، بأن الروس تراجعوا في تلك المنطقة مسافة 4 كيلومترات على مدار يومين.
قلق روسي من حشد الناتو
وصرح وزير الخارجية الروسي بأن موسكو "تراقب بقلق" حشد الناتو لقواته على طول الحدود مع روسيا، واعتبر أن الغرب "في أي صراع لم يسترشد باحترام سيادة الدول"، وأضاف: "هناك كثيرون في الولايات المتحدة وأوروبا يرون أن التعددية القطبية تشكل تحدياً".
وفي معرض حديثه عن إنتاج الأسلحة المحلي في أوكرانيا، قال زيلينسكي، إنه يريد 30 مليار دولار لأوكرانيا لتمويل كامل القدرات المتاحة لهذا القطاع سريع النمو.
وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، الأربعاء، إن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة "يستغل الأزمة الأوكرانية لتعزيز وجوده في أوروبا الشرقية ومنطقة البلطيق"، حسبما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.
ولطالما طالب بوتين بتعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهو الموقف الذي تدعمه فيه إدارة ترمب التي ترفض بدورها انضمام أوكرانيا إلى الناتو، على اعتبار أن ذلك سيضعه في مواجهة مباشرة مع روسيا.
وجعلت أوكرانيا من الانضمام إلى تحالف الدفاع المشترك هدفاً استراتيجياً رئيسياً، وتقدمت كييف رسمياً بطلب الانضمام إلى الناتو في عام 2022، بعد انطلاق الغزو الروسي.