محدّث
سياسة

محادثات إسطنبول.. انتهاء جولة مفاوضات ثانية بين روسيا وأوكرانيا "دون نتائج سلبية"

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبي-الشرق

استضافت مدينة إسطنبول التركية جولة ثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية، الاثنين، وذلك بعد ساعات من "هجوم نوعي" بالمسيرات شنته كييف على 4 قواعد جوية عسكرية داخل العمق الروسي، وآخر يعد الأكبر منذ 2022 نفذته موسكو في أنحاء مختلفة من أوكرانيا.

وكشف مسؤولون أتراك أن الجولة الثانية من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بعد ساعة واحدة فقط من بدئها، فيما قال متحدث باسم الخارجية التركية إن المحادثات "لم تتمخض عنها نتائج سلبية".

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، في مؤتمر صحافي عقب الجلسة، إن الجانبين اتفقا على تبادل أسرى سيركز على تبادل المصابين بجروح خطيرة والأصغر سناً.
              
وأضاف أوميروف وهو كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات، أن رفات الجنود القتلى ستتم إعادتها أيضاً إلى
البلاد في إطار عملية التبادل.

وأشار إلى أن "أوكرانيا تعتقد أن جميع القضايا الرئيسية في المحادثات مع روسيا لا يمكن حلها إلا على مستوى القادة، وتقترح عقد اجتماع بحلول نهاية يونيو لإحراز تقدم".

وترأس وزير الخارجية التركي هاكان فيدان جلسة المفاوضات وألقى كلمة في بداية الجلسة التي عقدت بمشاركة رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مستهل الاجتماع إن الحوار "يمكن أن يقلل الخلافات بين الجانبين ويقربهما أكثر من السلام".

وأردف: "نثمن دعم الولايات المتحدة لهذه المحادثات ونرى أنها فرصة جديدة للسلام ويمكن تحقيق الكثير من التطورات والحلول لمختلف المواضيع التي تشكل خطراً ومنها الأمن الغذائي".

 مذكرة تفاهم

كان متحدث باسم الخارجية الأوكرانية أعلن ، الاثنين، وصول وفد أوكراني إلى إسطنبول لإجراء المحادثات، في حين قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، إن بلاده تلقت من أوكرانيا نسخة من مذكرة تفاهم بشأن التسوية السلمية للنزاع، مكتوبة باللغتين الأوكرانية والإنجليزية، وفق ما ذكرته وكالة "ريا نوفوستي".

وجمعت إسطنبول الطرفين على طاولة واحدة في مايو الماضي لأول مرة منذ 3 سنوات. ومن المقرر أن تستضيف المدينة الاجتماع الثاني لهما في تمام الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (10 بتوقيت جرينيتش) في قصر تشاراجان.

ووصل ميدينسكي، الأحد، إلى إسطنبول على رأس وفد روسي لعقد جولة جديدة من المحادثات مع أوكرانيا، وهو ذات الفريق الذي شارك في الجولة الماضية، في حين تم توسيع تشكيلة الوفد الأوكراني من 12 إلى 14 شخصاً، لكن رئيس الوفد لم يتغير، وهو وزير الدفاع رستم عمروف.

وفي الجولة الأولى من المفاوضات، اتفق الجانبان على إجراء عملية تبادل كبيرة للأسرى بمعدل "1000 مقابل 1000 أسير"، وتقديم وجهات نظر مفصلة بشأن وقف إطلاق النار المحتمل، ثم مواصلة المفاوضات. وأعلن البلدان أن عملية تبادل الأسرى المتفق عليها اكتملت في 25 مايو الماضي.

موسكو تتكتم

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، إن موسكو تأمل في "نتائج ملموسة" أكثر للجولة الثانية من المحادثات.

وأضاف رودينكو، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، على هامش مؤتمر "روسيا والصين: التعاون في العصر الجديد": "أعربنا لأصدقائنا في بكين عن أملنا في أن تُسفر الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول (...) عن اتفاقيات أكثر تحديداً ووضوحاً ونتائج ملموسة أكثر".

من جانبه، أفاد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن الوفد الروسي "مستعد لتقديم مذكرة للوفد الأوكراني بشأن التسوية"، في حين قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تعتبر أنه "من الخطأ إفشاء مواقفها التفاوضية عبر وسائل الإعلام".

وكانت وكالات أنباء روسية، نقلت عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن لافروف بحث مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الأحد، احتمالات تسوية الصراع في أوكرانيا والمحادثات الروسية الأوكرانية المقررة الاثنين، في تركيا.

خارطة طريق

وفي وقت سابق الأحد، أظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز"، أن المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في المحادثات سيقدمون للجانب الروسي "خارطة طريق" مقترحة للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للحرب بين البلدين.

وتبدأ خارطة الطريق المقترحة بوقف كامل لإطلاق النار 30 يوماً على الأقل، تتبعه عودة جميع الأسرى الذين يحتجزهم البلدان، إلى جانب الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ثم عقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والروسي فلاديمير بوتين.

وتنص خارطة الطريق أن تعمل موسكو وكييف بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا على صياغة الشروط التي يمكن للبلدين الاتفاق عليها لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.

وقال مسؤولون أوكرانيون قبل أيام إنهم أرسلوا خارطة الطريق إلى الجانب الروسي قبل المحادثات المقررة في إسطنبول.

وتتشابه الشروط الإطارية التي طرحتها كييف في الوثيقة، إلى حد بعيد مع الشروط التي سبق أن قدمتها، وتشمل عدم فرض أي قيود على قوة أوكرانيا العسكرية بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وعدم الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا خضعت لسيطرة موسكو، ودفع تعويضات لأوكرانيا.

وجاء في الوثيقة أيضاً أن المفاوضات المتعلقة بالأراضي ستبدأ من الموقع الحالي لخط المواجهة، وتختلف هذه الشروط بشدة عن المطالب التي أعلنتها روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.

هجوم أوكراني

وبينما كانت الأطراف تستعد للجلوس على الطاولة في إسطنبول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن أوكرانيا نفذت هجمات بالمسيرات على قواعد جوية عسكرية في مناطق مورمانسك وإركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور الروسية، وأن بعض الطائرات اشتعلت فيها النيران.

ووصلت الهجمات الأوكرانية إلى عمق المناطق الشمالية الغربية، والجنوبية الغربية، والشرقية من روسيا، فيما ذكرت حسابات أوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش الأوكراني نفذ عملية واسعة النطاق باستخدام طائرات بدون طيار ضد روسيا.

وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن الهجوم الأوكراني استهدف 4 قواعد جوية عسكرية داخل العُمق الروسي، كانت تُستخدم لإطلاق القاذفات الاستراتيجية في الغارات الجوية، مشيرة إلى أن الهجوم "أحد أكثر العمليات جرأة منذ بدء الحرب".

ونقلت في تقرير نشرته، الأحد، عن مسؤول أوكراني قوله إن "أكثر من 40 طائرة تضررت حتى الآن"، مشيراً إلى أن الهجوم استهدف 4 قواعد جوية عسكرية روسية في "عملية منسّقة واحدة" على بُعد آلاف الكيلومترات من خط المواجهة. 

وأضاف المسؤول أن "الطائرات اندلعت فيها النيران في قاعدة بيلايا الجوية، الواقعة في جنوب شرقي سيبيريا على بُعد نحو 5500 كيلومتر شرق الحدود الأوكرانية، وفي قاعدة أولينيا في شبه جزيرة كولا قرب مورمانسك، إضافة إلى قاعدة دياجيليفو الجوية على بُعد 200 كيلومتر جنوب شرقي موسكو، وقاعدة إيفانوفو الواقعة على بُعد 300 كيلومتر شمال شرقي العاصمة الروسية".

وتابع: "أصاب الهجوم 34% من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية في المطارات الرئيسية لروسيا".

وأظهر مقطع فيديو، التُقط بواسطة طائرة استطلاع أوكرانية ونشره المسؤول ذاته، إحدى القواعد الجوية الروسية تشتعل فيها النيران، بينما كانت طائرات مسيّرة تهاجم عدداً من الطائرات.

قصف روسي

على الجانب الأخر، شنّت روسيا، فجر الأحد، هجوماً ضخماً بالطائرات المسيّرة، هو الأكبر منذ عام 2022، إذ أطلقت 472 طائرة مسيّرة على أنحاء أوكرانيا، وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية.

وأفادت تقارير بوقوع انفجارات في مدينتي خاركيف وزابوريزجيا، بينما جرى تفعيل الدفاعات الجوية فوق كييف. 

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت أيضاً 3 صواريخ باليستية و 4 صواريخ كروز، مشيرة إلى تسجيل ضربات في 18 موقعاً مختلفاً. 

وأودى هجوم صاروخي على معسكر تدريب عسكري في شرق البلاد، بحياة 12 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين، فيما قال حاكم منطقة زابوريجيا، إيفان فيدوروف، إن قصفاً روسياً وهجوماً جوياً أوديا بحياة 4 في مناطق خارج زابوريجيا جنوب البلاد.

ولم تكشف القوات البرية الأوكرانية عن موقع الهجوم أو نوع الصاروخ المُستخدَم، فيما أعلن القائد الأعلى للقوات البرية، ميخايلو دراباتي، استقالته على خلفية الهجوم.  

وقال في بيان: "غياب المساءلة الواضحة، والإفلات من العقاب هما سم قاتل للجيش حاولت القضاء عليهما في القوات البرية، لكن إذا كانت المآسي تتكرر، فإن جهودي لم تكن كافية".

تصنيفات

قصص قد تهمك