تعزيزات عسكرية أميركية بالشرق الأوسط وأوروبا مع استمرار حرب إسرائيل وإيران

time reading iconدقائق القراءة - 9
فرق الطوارئ تعمل في موقع انفجار في أعقاب هجوم صاروخي من إيران على تل أبيب. 16 يونيو 2025 - REUTERS
فرق الطوارئ تعمل في موقع انفجار في أعقاب هجوم صاروخي من إيران على تل أبيب. 16 يونيو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

تعمل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" على تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، وأوروبا، في ظل تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، وأرسلت طائرات للتزوّد بالوقود، وحاملة طائرات إضافية، ضمن الموارد العسكرية التي نشرتها، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون، لصحيفة "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أرسلت أكثر من 20 طائرة للتزوّد بالوقود إلى أوروبا، الأحد والاثنين، وهي خطوة ربطها مسؤولون أميركيون برغبة القادة العسكريين في توفير خيارات تحسباً لتعرض منشآت أميركية قرب مناطق النزاع لتهديد مباشر.

وتُظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرات التزوّد بالوقود، إلى جانب طائرات نقل ثقيل، أقلعت من عدة مواقع في الولايات المتحدة وهبطت بعد ساعات في قواعد جوية بإسبانيا واليونان وألمانيا وإيطاليا واسكتلندا. وشملت هذه الطائرات طرازات KC-135 Stratotankers، وKC-46 Pegasuses.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على المناقشات، طلب عدم كشف هويته، قوله إن "هذه الخطوة تضع تلك الطائرات في موقع أقرب إلى الشرق الأوسط للدفاع عن المصالح الأميركية عند الحاجة".

في غضون ذلك، ألغت البحرية الأميركية، توقفاً مقرراً لحاملة الطائرات USS Nimitz بميناء في فيتنام، ووجهت الحاملة والسفن الحربية المرافقة لها نحو الشرق الأوسط بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، وفق ما ذكره مسؤولون في البنتاجون.

وكانت حاملة الطائرات Nimitz، التي تحمل على متنها نحو 5 آلاف بحار وعدداً كبيراً من المقاتلات، تبحر الاثنين غرباً عبر مضيق مالاجا، ومن المتوقع أن تتابع رحلتها عبر المحيط الهندي للانضمام إلى السفن الحربية الأميركية الموجودة في الشرق الأوسط، وفق "واشنطن بوست".

"نشر قدرات إضافية"

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، إنه قد يجري أيضاً نشر طائرات مقاتلة إضافية ضمن الاستجابة العسكرية، رغم أنه لم يتضح على الفور نوع هذه الطائرات أو وجهتها المحتملة.

وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، في بيان نُشر على منصة "إكس" مساء الاثنين، إنه "أصدر توجيهاته بنشر قدرات إضافية" في الشرق الأوسط.

وجاء في البيان: "حماية القوات الأميركية تمثل أولويتنا القصوى، وعمليات النشر هذه تهدف إلى تعزيز وضعنا الدفاعي في المنطقة"، دون أن يحدد أنواع القوات التي تم نشرها.

وفي مقابلة لاحقة مع شبكة FOX News الأميركية، أكد هيجسيث أن الولايات المتحدة تتحرك دفاعياً، لكنها ستدافع عن مصالحها.

اقرأ أيضاً

وزير الدفاع الأميركي يأمر بنشر تعزيزات إضافية في الشرق الأوسط

أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الاثنين، أنه وجه بنشر تعزيزات إضافية في الشرق الأوسط.

وقال وزير الدفاع الأميركي: "ما يحدث الآن هو أننا في حالة يقظة، ونحن مستعدون"، مضيفاً: "نحن نؤكد منذ البداية أن وجودنا في المنطقة هدفه حماية مواطنينا وأصولنا".

وأضاف هيجسيث، أن "الناس يبالغون في تفسير جوانب كثيرة حالياً"، ثم عاد ليؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة قوية، وجاهزة، وتتحرك بدافع الدفاع.

تأتي هذه التحرّكات بعد أن شنت إسرائيل موجة من الهجمات الأسبوع الماضي ضد برنامج إيران للأسلحة النووية، ما أدى إلى ردود إيرانية مضادة واستمرار تبادل الضربات على الجانبين منذ ذلك الحين.

ونُفذت الضربات الإسرائيلية، فجر الجمعة، بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسعى لإبرام اتفاق لتقييد البرنامج النووي الإيراني، ما أدى إلى إفشال تلك المفاوضات، قبل أن تتوسع الضربات لاحقاً لتشمل استهداف قادة عسكريين ووسائل إعلام رسمية وبنية تحتية في قطاع الطاقة الإيراني.

ترمب يدعو إلى إخلاء طهران

وانتقد ترمب عبر منصته للتواصل "تروث سوشيال" (Truth Social)، مساء الاثنين، القادة الإيرانيين لعدم قبولهم "الاتفاق الذي طلب منهم التوقيع عليه"، قبل أن يُحذر قائلاً: "يجب على الجميع إخلاء طهران فوراً".

ورغم تأكيد ترمب ومسؤولين أميركيين بارزين، أن واشنطن لا تشارك في الضربات، تواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل بسبل أخرى، من بينها التصدي للهجمات واعترض القذائف والمسيرات الإيرانية.

وقال مسؤولون في البنتاجون، الجمعة، إن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية، مثل "باتريوت" و"ثاد"، أسهمت في إسقاط طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، إن طيارين أميركيين يشاركون أيضاً في استهداف مسيرات إيرانية، مشيراً إلى أنه يتواصل بانتظام مع ترمب.

وفي مقابلة منفصلة مع شبكة ABC News، لم يستبعد نتنياهو استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو أمر من شأنه أن يُمثل تصعيداً حاداً آخر في الصراع.

وقالت "واشنطن بوست"، إن متحدثاً باسم القيادة المركزية الأميركية الوسطى، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، أحال الأسئلة المتعلقة بإسقاط المسيرات الإيرانية إلى البيت الأبيض، الذي لم يرد على طلبات التعليق. كما لم يرد المتحدثان باسم وزير الدفاع هيجسيث على طلبات التعليق أيضاً.

شبكة واسعة من الدفاعات

ويحتفظ البنتاجون بشبكة واسعة من الدفاعات في المنطقة، تشمل حاملة الطائرات USS Carl Vinson، التي تبحر في بحر العرب إلى جانب الطراد الصاروخي USS Princeton، والمدمرات USS Milius، وUSS Sterett، وUSS Wayne E. Meyer، بحسب مسؤولين بوزارة الدفاع.

وتتمركز مدمرتان إضافيتان، هما USS Truxtun، و USS Forrest Sherman في البحر الأحمر، بينما وصلت سفينة القتال الساحلي USS Canberra إلى ميناء في البحرين أواخر الشهر الماضي.

كما تنتشر 3 مدمرات أميركية أخرى في البحر الأبيض المتوسط، وهي USS Sullivans، وUSS Arleigh Burke، وUSS Thomas Hudner.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع، إن المدمرة Thomas Hudner كانت متمركزة في غرب البحر المتوسط عند بدء الضربات العسكرية ضد إيران الأسبوع الماضي، لكنها انتقلت منذ ذلك الحين إلى الجزء الشرقي من المتوسط، لتكون أقرب إلى إسرائيل.

وقال الجنرال المتقاعد، كينيث ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية الوسطى، إن ما يبدو له هو أن إسرائيل ربما تكون تسعى لتغيير النظام في إيران، وأن النجاحات الأولية في الحملة دفعت المسؤولين الإسرائيليين لمواصلة الهجوم.

وأضاف ماكينزي، في اتصال مع الصحافيين نظّمه "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن: "أعتقد أن هذه العمليات ستستمر لبعض الوقت. لا أرى أن لدى إسرائيل أي دافع لإنهائها في الوقت الراهن".

واعتبر أنه من اللافت أن إيران "لم تهاجم حتى الآن القواعد الأميركية في المنطقة، ولم تلجأ إلى خطوات أخرى كزرع الألغام في مضيق هرمز، وهي خطوات من شأنها أن تجر الولايات المتحدة إلى قلب الصراع بشكل مباشر".

تحرّكات في الكونجرس

فيما أعرب عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونجرس عن مخاوفهم من احتمال أن يُقدم ترمب على دخول الحرب بشكل أحادي دون طلب موافقة الكونجرس، كما يفرض الدستور.

وقدم السيناتور الديمقراطي تيم كين (من ولاية فيرجينيا) مشروع قانون بهذا الخصوص، مؤكداً على أهمية "قرار سلطات الحرب" لعام 1973 وغيره من القوانين التي تحدد شروط مشاركة الولايات المتحدة في النزاعات العسكرية.

وقال كين إنه يشعر "بقلق بالغ" من أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران "قد يجر الولايات المتحدة بسرعة إلى صراع لا نهاية له".

ولا يزال مصير هذا القرار غير واضح، في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونجرس، وترددهم في اتخاذ أي خطوة تعارض الرئيس أو تُقيد صلاحياته، رغم أن الحزب الجمهوري ككل يعارض بشدة انخراط البلاد في حرب جديدة خارجية.

وأشاد ترمب بالهجوم الإسرائيلي، في حين نفى اتهامات إيرانية بمشاركة الولايات المتحدة فيه، محذّراً طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافاً أميركية.

من جانبه، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضغط على واشنطن للانضمام إلى الحرب، وقصف منشأة "فوردو"، في حين لا يزال ترمب مصراً على أنه يعتقد أن بإمكانه إبرام اتفاق، لا سيما بالنظر إلى "الموقف التفاوضي الضعيف" لإيران.

تصنيفات

قصص قد تهمك