سوريا: قوات من "الداخلية" و"الدفاع" لفض اشتباكات السويداء

سقوط العشرات.. و"الرئاسة الروحية للدروز" تدعو إلى وقف الفتنة والعودة للحوار

time reading iconدقائق القراءة - 4
دبي -الشرقوكالات

قالت وزارة الداخلية السورية، الاثنين، إن وحدات من قواتها، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ستبدأ تدخلا مباشراً فى محافظة السويداء لفض الاشتباكات الدموية، وفرض الأمن، وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص.

وفي تطور أمني خطير، شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا خلال الساعات الماضية اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات محلية من الدروز وعشائر البدو في حي المقوس بمدينة السويداء، أسفرت عن سقوط أكثر من 30 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين، وفق حصيلة أولية أوردتها وزارة الداخلية السورية في بيان.

بحسب تقارير محلية، تركزت الاشتباكات، التي شارك فيها مسلحون من عشائر بدوية وفصائل درزية، في حي المقوس شرقي السويداء والذي تسكنه عشائر بدوية وحاصرته جماعات درزية مسلحة ثم سيطرت عليه لاحقاً.

وقال سكان لوكالة "رويترز" إن مسلحين من العشائر البدوية شنوا هجمات أيضاً على قرى درزية على الأطراف الغربية والشمالية للمدينة.

خلفية التوترات

وبدأت الأزمة بعد حادثة سلب تعرض لها أحد التجار من أبناء المحافظة على طريق "دمشق – السويداء"، تبعتها عمليات خطف متبادل بين أبناء المحافظة والعشائر البدوية.

,قال شهود إن أعمال العنف اندلعت بعد موجة من عمليات الخطف التي شملت اختطاف تاجر درزي، الجمعة، على الطريق السريع الذي يربط
دمشق بالسويداء.

وتصاعدت التوترات إلى مواجهات مسلحة في حي المقوس شرقي السويداء، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، كالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، وامتدت إلى قرى في ريف السويداء الغربي والشمالي مثل الطيرة ولبين.

وأفادت تقارير محلية بقطع طريق "دمشق – السويداء" من عدة محاور، ما أدى إلى شلل في حركة المرور وتفاقم حالة الفوضى.

وهذه هي المرة الأولى التي يندلع فيها قتال طائفي داخل مدينة السويداء نفسها، عاصمة المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.

رد الداخلية السورية

وأعربت وزارة الداخلية السورية عن "بالغ القلق والأسى" إزاء هذه التطورات، مؤكدة أن ما يجري جاء على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة، ويمثل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي في السويداء.

وفي بيان رسمي، أعلنت الوزارة أنها ستبدأ تدخلاً مباشراً بالتنسيق مع وزارة الدفاع لفض النزاع وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص.

وذكرت أن "هذا التصعيد الخطير في ظل غياب المؤسسات الرسمية المعنية، ما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى، وانفلات الوضع الأمني، وعجز المجتمع المحلي عن احتواء الأزمة رغم الدعوات المتكررة للتهدئة، وقد أسفر ذلك عن ارتفاع عدد الضحايا وتهديد مباشر للسلم الأهلي في المنطقة".

دعوات التهدئة في السويداء

من جانبه، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضبط النفس وتحكيم العقل والحوار"، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين.

وأصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بياناً تحث فيه على وقف الفتنة والعودة إلى الحوار.

وجاء في البيان: "لقد تطورت الأحداث بفتنة خفية مقيته، نستنكرها كيفما كانت وكل اللوم وطلب الحساب على مشعليها".

وشدد البيان على أن "درء الفتنة واجب وطني وأخلاقي لا حياد عنه، ودماء أبنائنا خط أحمر لا يجوز التساهل فيه أو المتاجرة به تحت أي ذريعة أو غاية".

ودعت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ‏الحكومة السورية إلى "ضبط الأمن والأمان على طريق دمشق السويداء وإبعاد العصابات المنفلتة عنه".

وقالت في بيانها: "نحن اذ نحرّم الاعتداء وندينه بكل أشكاله، لكننا في الوقت نفسه نرفض القبول باستمرار الظلم أو السكوت عن الانتهاكات المتكررة التي تطال أهلنا وطرقنا وكرامتنا".

كما دعت الجميع إلى "تغليب صوت الحكمة والمسؤولية، والوقوف صفاً واحداً لرفض الفوضى ومخططات التفرقة"، وتابعت: "مع تأكيدنا على حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وأمننا، دون الانجرار إلى أتون الفتنة التي لا تخدم إلا أعداء الجبل وسوريا".

وسبق أن شهدت السويداء اشتباكات مشابهة في شهري أبريل ومايو، أسفرت عن سقوط العشرات، وتم احتواؤها عبر اتفاقات محلية بين وجهاء الطائفة والحكومة، لكنها لم تعالج جذور الأزمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك