
أعلنت الرئاسة السورية، الجمعة، تعهدها بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانياً إلى جنوب البلاد، وسط تصاعد الاشتباكات في مدينة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، بين العشائر البدوية والدروز والتي أودت بحياة العشرات حتى الآن.
وقالت الرئاسة في بيان، إن "الجهات المختصة تعمل على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانياً، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظات في أسرع وقت".
وأشارت إلى أنها "تابعت بقلق بالغ وأسف عميق ما جرى ويجري من أحداث دامية في الجنوب السوري"، لافتةً إلى أنها جاءت نتيجة "تمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون اتخذت من السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع، وتعرضت حياة المدنيين، من أطفال ونساء وشيوخ، لخطرٍ مباشر".
واعتبرت أن "الهجوم على العوائل الآمنة، وترويع الأطفال، والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم، هو أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والإنسانية".
وأضافت: "إن احترام المدنيين وضمان أمنهم هو واجب وطني لا نقاش فيه، وأي انتهاك لهذه القيم هو طعن في جوهر المجتمع وتهديد لوحدة البلاد".
وأشارت الرئاسة، إلى أنه انطلاقاً في موقفها من هذه الأحداث "من مبدأ راسخ، وهو: الحرص على السلم الأهلي، لا منطق الانتقام، فهي لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة لا بالثأر".
وأكدت أن "سوريا تثبت مرة تلو أخرى أنها دولة لكل أبنائها، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم، من الطائفة الدرزية وباقي المكونات، على حد سواء، وليست الطائفة أو جماعة بعينها".
ولفتت إلى أن "المسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع تحت سقف واحد هو الوطن، وتحت مرجعية واحدة هي القانون".
ودعت الرئاسة السورية "جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، مؤكدةً أنها "تبذل جهوداً حثيثة لإيقاف الاقتتال، وضبط الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع".
كما دعت "جميع أبناء الوطن، من أهل الحكمة والمسؤولية، إلى التكاتف من أجل تجاوز هذه المحنة، ورفض دعوات التصعيد، والعمل سوياً لحماية النسيج الاجتماعي المتنوع الذي يميز سوريا عبر القرون".
غرفة عمليات مشتركة
وبينما تشهد السويداء اشتباكات متواصلة بين الدروز وعشائر بدوية، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا رائد الصالح، إن الوزارة قامت بتشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية والدفاع المدني السوري ومنظمات محلية إنسانية ومؤسسات خدمية لتقديم خدمات الإغاثة والإجلاء والإسعاف تلبية لنداءات المواطنين في محافظة السويداء.
وأشار الصالح على منصة "إكس"، إلى "إسعاف أكثر من 570 جريحاً، ونقل 87 من الضحايا الذين قتلوا جراء التصعيد، كما تم إجلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أماناً".
وأضاف: "شارك في الاستجابة 90 متطوعاً مدربين ومجهزين من فرق الدفاع المدني السوري إلى جانب أسطول ميداني ضمّ 17 سيارة إسعاف، وأكثر من 22 حافلة إجلاء، و10 سيارات نقل متنوعة، و6 ملاحق إطفاء، وآليات للنقل اللوجستي".