المبعوث الأميركي يحث الشرع على مراجعة سياسته وإلا خاطر بتفتيت سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك خلال مقابلة مع وكالة رويترز في العاصمة اللبنانية بيروت. 22 يوليو 2025 - REUTERS
المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك خلال مقابلة مع وكالة رويترز في العاصمة اللبنانية بيروت. 22 يوليو 2025 - REUTERS
بيروت -رويترز

دعا المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، الثلاثاء، الرئيس أحمد الشرع إلى تقويم سياساته، وتبني نهج أكثر شمولاً بعد جولة جديدة من الصراعات الدامية الأسبوع الماضي، وإلا سيكون مهدداً بفقدان الدعم الدولي، وتفتيت البلاد.

وقال باراك، إنه نصح الشرع في مناقشات خاصة بمعاودة النظر في تكوين الجيش قبل الحرب، وتقليص نفوذ المتشددين، وطلب المساعدة الأمنية الإقليمية.

وفي مقابلة في بيروت، قال باراك لوكالة "رويترز"، إنه من دون تغيير سريع، فإن الشرع يخاطر بفقدان القوة الدافعة التي أتت به إلى السلطة.

وأضاف، أنه يتعين على الشرع القول: "سأتأقلم سريعاً، لأنني إن لم أفعل سأفقد طاقة الكون التي كانت تقف ورائي".

وقال إن الشرع يمكن أن "ينضج كرئيس ويقول.. الشيء الصحيح الذي يجب أن أفعله هو ألا أتبع أسلوبي الذي لا يحقق المرجو منه".

دمج الأقليات في هيكل الحكم

ووصل الشرع إلى السلطة في سوريا بعد أن أطاحت مجموعات معارضة مسلحة تحت قيادته بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عقب حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاماً.

وجرى الإبلاغ عن سقوط المئات من الأشخاص في اشتباكات بمحافظة السويداء الجنوبية بين مسلحين دروز وعشائر بدوية وقوات الشرع نفسها. وتدخلت إسرائيل بشن غارات جوية.

ودعا باراك، الحكومة الجديدة لوجوب التفكير بأن تكون "أكثر شمولاً على نحو أسرع" فيما يتعلق بدمج الأقليات في هيكل الحكم.

لكنه رفض أيضاً التقارير التي تقول، إن قوات الأمن السورية مسؤولة عن الانتهاكات بحق المدنيين الدروز.

وأشار إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" ربما كانوا متنكرين في زي الحكومة، وأن المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي يسهل التلاعب بها، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها.

وقال: "لم تدخل القوات السورية إلى المدينة. هذه الفظائع التي تحدث لا ترتكبها قوات النظام السوري. إنهم ليسوا حتى في المدينة لأنهم اتفقوا مع إسرائيل على عدم دخولها".

"لا وريث" للشرع

ساعدت الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إنهاء القتال الذي اندلع بين مسلحي العشائر البدوية والفصائل الدرزية في 13 يوليو.

ويرى باراك، أن المخاطر في سوريا "عالية للغاية"، في ظل عدم وجود خطة خلافة أو بديل ممكن للحكومة الجديدة، مضيفاً: "مع هذا النظام السوري، لا توجد خطة بديلة. إذا فشل هذا النظام السوري.. وهناك من يحاول دفعه للفشل.. (لكن)لأي غرض؟، فلا يوجد خليفة له".

ورداً على سؤال عما إذا كانت سوريا يمكن أن يؤول بها الحال إلى ما آلت إليه ليبيا وأفغانستان، قال "نعم، بل أسوأ من ذلك".

وقالت الولايات المتحدة، إنها لم تدعم الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا. وذكر باراك أن الغارات زادت من "الارتباك" في سوريا.

ولفت المبعوث الأميركي، إلى أن رسالته إلى إسرائيل هي إجراء حوار لتهدئة مخاوفها بشأن القادة الجدد في سوريا، وأن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور "الوسيط النزيه" للمساعدة في تبديد أي مخاوف.

وقال إن الشرع ألمح في بداية حكمه إلى أن إسرائيل ليست عدواً له، وأنه يمكن أن يطبع العلاقات معها في الوقت المناسب.

وأضاف باراك، أن الولايات المتحدة لا تفرض الشكل السياسي الذي يجب أن تكون عليه سوريا سوى أن يتسم بالاستقرار، والوحدة، والعدالة، والشمول.

وأردف: "إذا انتهى الأمر بحكومة اتحادية، فهذا هو قرارهم. والإجابة على هذا السؤال هي أن الجميع قد يحتاج الآن إلى التكيف".

تصنيفات

قصص قد تهمك