الناتو يخطط لإطلاق صندوق جديد لتمويل التسليح الأميركي لأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أوكرانيون يطلقون نيران المدفعية باتجاه القوات الروسية في خاركيف. 19 يوليو 2025 - REUTERS
جنود أوكرانيون يطلقون نيران المدفعية باتجاه القوات الروسية في خاركيف. 19 يوليو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

يسعى حلفاء أوكرانيا لإطلاق صندوق جديد يسمح لهم بشراء أسلحة أميركية بقيمة مليارات الدولارات، في إطار خطة جديدة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتسليح أوكرانيا، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ثلاثة مسؤولين غربيين.

يُمثل إنشاء الصندوق الجديد، أول خطوة ملموسة في تنفيذ تعهد ترمب بإلزام الحلفاء في الناتو، بدفع ثمن الأسلحة الأميركية لأوكرانيا. وأعلن ترمب والأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، عن الاتفاق الشهر الماضي، لكنهما لم يُقدما تفاصيل بشأنه.

وقال ترمب، وهو جالس بجانب روته في البيت الأبيض في يوليو الماضي: "لقد توصلنا اليوم إلى اتفاق سنرسل بموجبه إليهم أسلحة، وسيدفعون ثمنها. لن نشتريها، بل سنصنعها، وسيدفعون ثمنها".

ويُمثل هذا القرار تحولاً في سياسة الولايات المتحدة، التي تبرعت في عهد الرئيس السابق جو بايدن بأسلحة من مخزوناتها الخاصة لأوكرانيا. والهدف النهائي هو دفع روسيا إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الصراع، وفق مسؤول عسكري كبير في الناتو تحدث لـ"وول ستريت جورنال".

وقال المسؤولون الغربيون الثلاثة، إن الفكرة هي أن يتبرع حلفاء الناتو طواعيةً بأموال إلى الحساب الجديد.

وسيكون القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا، الجنرال أليكسوس جرينكيفيتش، مسؤولاً عن التحقق من احتياجات أوكرانيا من الأسلحة. وستُستخدم الأموال في الحساب لدفع ثمن الأسلحة الأميركية الصنع أو الموردة المرسلة إلى كييف بعد موازنة متطلبات ساحة المعركة الأوكرانية مع احتياجات الجيش الأميركي.

وقال أحد المسؤولين، إن مؤيدي أوكرانيا يهدفون إلى إنفاق ما مجموعه 10 مليارات دولار مبدئياً على الأسلحة لأوكرانيا، ومن المتوقع أن يأتي معظمها من خطوط إنتاج صناعة الدفاع الأميركية.

تحركات أميركية

ويتبقى لدى ترمب 3.85 مليار دولار من سلطة السحب الرئاسية من إدارة بايدن لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا مباشرة من المخزونات الأميركية. 

واقترح الرئيسان الجمهوريان للجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تشريعاً يُمكّن البنتاجون من الحصول على تعويضات من الدول الأوروبية عن أي أسلحة قد تُقدّمها.

وأشارت الصحيفة، إلى أن شحنات الأسلحة الأميركية، التي أذنت بها إدارة بايدن، لا تزال تتدفق إلى كييف عبر الحدود من بولندا. وقد تم إيقاف بعض هذه الأسلحة - وخاصةً ذخائر مثل صواريخ "باتريوت" الاعتراضية للدفاع الجوي - مؤقتاً في يونيو كجزء من مراجعة البنتاجون لمخزونات الذخائر الأميركية. لكن هذه الشحنات استؤنفت منذ ذلك الحين، وفقاً لمسؤولين.

وفي إطار جهود تسليح أوكرانيا، أبرمت الولايات المتحدة اتفاقية مع ألمانيا، تُرسل بموجبها برلين أنظمة "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي إلى كييف.

وأعلنت الحكومة الألمانية، الجمعة، أن أوكرانيا ستستلم أول نظامين في الأيام المقبلة. وفي المقابل، ستكون ألمانيا أول دولة تستلم أحدث أنظمة "باتريوت" من خط الإنتاج الأميركي "بوتيرة متسارعة"، وفقاً لبيان صادر عن الحكومة الألمانية.

ولتسهيل هذا الاتفاق، قدّم البنتاجون ألمانيا على سويسرا في قائمة انتظار صواريخ "باتريوت" القادمة، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" سابقاً.

وصرح مسؤول أميركي كبير، بأن الولايات المتحدة تخطط لإعادة ترتيب شحنات "باتريوت" المستقبلية مع انضمام دول أخرى لإرسال الأنظمة من ترساناتها إلى أوكرانيا.

نهج جديد

وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، بأن الرئيس الأميركي عبَّر عن رغبته بوضوح في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بحلول الثامن من أغسطس الجاري.

وقال الدبلوماسي الأميركي الكبير، جون كيلي، أمام المجلس المكون من 15 عضواً: "يتعين على كل من روسيا وأوكرانيا التفاوض على وقف إطلاق النار والسلام الدائم. حان الوقت للتوصل إلى اتفاق. أوضح الرئيس ترمب أنه يجب القيام بذلك بحلول الثامن من أغسطس. والولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ تدابير إضافية لتأمين السلام".

وقال ترمب، الثلاثاء الماضي، إن الولايات المتحدة ستبدأ بفرض رسوم جمركية وإجراءات أخرى على روسيا "خلال عشرة أيام" إذا لم تحرز موسكو أي تقدم نحو إنهاء حربها في أوكرانيا.

وجاءت تصريحات ترمب في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وموسكو مع تزايد استياء الرئيس الأميركي بسبب مما يعتبره تقاعس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

مفاوضات معطلة

وعقدت كييف وموسكو ثلاث جولات من المحادثات في إسطنبول خلال العام الجاري، أسفرت عن تبادل أسرى ورفات جنود، لكنها لم تحرز أي تقدم ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي أمام مجلس الأمن الدولي: "نعتزم مواصلة المفاوضات في إسطنبول"، لكنه أضاف: "رغم الاجتماعات في إسطنبول، لم يختف حزب الحرب في الغرب... ما زلنا نسمع أصوات من يعتقدون أن الدبلوماسية مجرد وسيلة لانتقاد روسيا وممارسة الضغط عليها".

وعبر بوتين، الجمعة، عن أمله في استمرار محادثات السلام بين موسكو وكييف، وفي أن تتمكن فرق العمل من مناقشة تسويات ممكنة، لكنه قال إن أهداف موسكو لم تتغير.

ولم يبد بوتين مؤشراً على تغير موقف موسكو. وصرح بأنه إذا كان هناك من يشعر بخيبة الأمل إزاء نتائج محادثات السلام حتى الآن، فذلك نتيجة لتوقعات مبالغ فيها.

وأضاف الرئيس الروسي، أنه ينبغي إجراء المحادثات "دون كاميرات وفي أجواء هادئة".

وقالت نائبة السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، كريستينا هايوفيشن، إنه يتعين مواجهة روسيا بـ"الوحدة والعزيمة والعمل".

وأضافت أمام المجلس: "نسعى إلى سلام شامل وعادل ودائم، يقوم على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وليس أقل من ذلك. ونكرر أن وقف إطلاق النار الكامل والفوري وغير المشروط أمر أساسي. إنه الخطوة الأولى لوقف حرب روسيا العدوانية على أوكرانيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك