أوروبا تسعى لصياغة ضمانات أمنية لكييف تشمل إرسال قوات إلى أوكرانيا

وزير الخارجية الروسي يطالب بإشراك بلاده: "سنضمن مصالحنا المشروعة بكل حزم وثبات"

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من اجتماعات البيت الأبيض لبحث وقف الحرب في أوكرانيا. واشنطن. 18 أغسطس 2025 - Reuters
جانب من اجتماعات البيت الأبيض لبحث وقف الحرب في أوكرانيا. واشنطن. 18 أغسطس 2025 - Reuters
دبي-الشرق

 يسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى استثمار دعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخطة تتضمن إرسال قوات أوروبية ضمن اتفاق سلام محتمل، في صياغة هيكل لحزمة من الضمانات الأمنية لأوكرانيا هذا الأسبوع، يضعها في موقف أقوى قبيل لقاء محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق "بلومبرغ".

وأسفرت اجتماعات البيت الأبيض، الاثنين، عن التزام أميركي أوضح بالضمانات الأمنية لأوكرانيا، رغم رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تقديم ضمانات في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو نشر قوات أميركية على الأرض.

واجتمع مسؤولون أوروبيون، الثلاثاء، لبحث خطة تقضي بإرسال قوات بريطانية وفرنسية إلى أوكرانيا ضمن اتفاق سلام، بما يشمل حجم وانتشار القوات العسكرية، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، إن نحو 10 دول ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى الدولة المنهكة بالحرب. لكن الشكل الذي سيكون عليه أي دعم أميركي لم يتضح بعد.

ورفض الكرملين، الذي يطالب كييف بالتنازل عن مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا، فكرة وجود قوات تابعة لحلف "الناتو" على الأراضي الأوكرانية.

لا قوات أميركية على الأرض

وفي تصريح لشبكة Fox News، قال ترمب الثلاثاء، إنه "عندما يتعلق الأمر بالأمن، هم مستعدون لنشر قوات على الأرض. نحن مستعدون لمساعدتهم بأمور عدة، خصوصاً، وربما يمكن الحديث هنا عن الدعم الجوي، لأنه لا أحد يملك القدرات التي نملكها، فهم فعلياً لا يملكون مثلها. لكني لا أعتقد أن ذلك سيكون مشكلة".

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لاحقاً للصحافيين إن ترمب يدرك أن الضمانات "بالغة الأهمية لضمان سلام دائم".

وأضافت: "وجه الرئيس فريقه للأمن القومي للتنسيق مع أصدقائنا في أوروبا، ومواصلة التعاون ومناقشة هذه القضايا مع أوكرانيا وروسيا أيضاً"، مشيرةً إلى أنه رغم استبعاد ترمب نشر قوات أميركية على الأرض، فإن واشنطن يمكن أن "تساعد بالتأكيد في التنسيق وربما تقدم وسائل أخرى من الضمانات الأمنية".

وقالت الحكومة البريطانية في بيان، الثلاثاء، إن مسؤولين عسكريين أوروبيين سيجتمعون مع نظرائهم الأميركيين خلال الأيام المقبلة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لوضع تفاصيل "ضمانات أمنية قوية والاستعداد لنشر قوة طمأنة إذا توقفت الأعمال القتالية".

وذكر أشخاص مطلعون على الأمر أن هذه المحادثات ستشمل القائد العسكري الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، إضافة إلى رؤساء أركان الدفاع في الدول الأعضاء.

وقال أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، للصحافيين في لشبونة إن شروط الضمانات ستُحدد "خلال الأيام المقبلة، ويفضل أن يتم ذلك هذا الأسبوع".

تشكك أوروبي في نوايا روسيا

وفي حين اعتبر القادة الأوروبيون اجتماع البيت الأبيض "انفراجة" وأشادوا بموقف ترمب حيال الضمانات، قال عدد من المسؤولين إنهم ما زالوا متشككين في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، وما إذا كانت الضمانات ستكون كافية لردع بوتين.

وقالت مصادر مطلعة على المناقشات إن المرحلة الأولى من الحزمة الجاري إعدادها ستتضمن المساعدة في تعزيز قدرات الجيش الأوكراني من خلال التدريب والتعزيزات.

وأضافت المصادر أن هذه القوات ستتلقى دعماً من مجموعة متعددة الجنسيات تضم في معظمها قوات أوروبية، حيث أبدت بريطانيا وفرنسا استعدادهما لإرسال مئات الجنود للتمركز في أوكرانيا بعيداً عن خطوط القتال الأمامية.

"الحاجز الأميركي"

وتتضمن الخطة أيضاً ما يُعرف بـ"الحاجز الأميركي"، والذي سيسهم في تبادل المعلومات الاستخباراتية ومراقبة الحدود وتزويد الأسلحة وربما أنظمة الدفاع الجوي.

ويتوقع مسؤولون أوروبيون أن تواصل الولايات المتحدة، في الحد الأدنى، تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية والمعدات العسكرية عبر الشركاء الأوروبيين.

لافروف: لا ضمانات أمنية بدون روسيا

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن موسكو مستعدة لمناقشة الجوانب السياسية للتسوية مع أوكرانيا، مشدداً على أن الضمانات الأمنية يجب أن تقدم على أساس متساو بمشاركة روسيا، ودول مثل الصين وأميركا وبريطانيا وفرنسا، وذلك، فيما تبحث الولايات المتحدة وأوروبا تقديم ضمانات أمنية لكييف.

وقال لافروف إن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يدرك أن مناقشة ضمان الأمن لأوكرانيا، بشكل جدي من دون روسيا "هو طريق إلى لا شيء".

وأكد لافروف أن موسكو "لا تستطيع الموافقة على حل قضايا الأمن الجماعي بدونها، لكنها توافق على أن تقدم روسيا نفسها ضمانات أمنية لأوكرانيا".

وقال: "لا يمكننا الموافقة على اقتراح حل قضايا الأمن الجماعي بدون الاتحاد الروسي. هذا لن ينجح. لقد أوضحنا مراراً أن روسيا لا تبالغ في تقدير مصالحها، لكننا سنضمن مصالحنا المشروعة بكل حزم وثبات".

تصنيفات

قصص قد تهمك