
قال رئيس وزراء فنلندا في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو"، إن على الاتحاد الأوروبي أن يتمتع بصلاحيات غير مسبوقة للدفاع عن نفسه ضد "التهديدات المتزايدة"، من روسيا، مشيراً إلى ضرورة أن يكوّن التكتل "اتحاداً حقيقياً في مواجهة الدول المعادية"، وذلك في أعقاب انتهاكات للمجال الجوي الأوروبي نفذتها طائرات يشتبه في أنها روسية.
وأضاف بيتري أوربو: "نحن بحاجة إلى قدرات مشتركة للاتحاد الأوروبي، وبالتالي نحتاج إلى تمويل وتعاون من الاتحاد الأوروبي".
وتابع: "لقد أظهرنا تضامناً على مدى العقدين الماضيين، على سبيل المثال، في مواجهة فيروس كورونا والاقتصاد، والهجرة. والآن هو الوقت المناسب لإظهار التضامن في مجال الأمن".
وقال أوربو إن "هذه الحوادث، وهذه الهجمات، موجهة ضد أوروبا بأكملها. من التالي؟ الدنمارك ليست دولة حدودية، لذا نرى أن ذلك ممكن في جميع أنحاء أوروبا".
وأضاف: "نثق بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، هذا واضح. يمكن للاتحاد الأوروبي بذل المزيد من الجهود لمساعدة الدول ودعم الناتو، على سبيل المثال، لتعزيز الصناعة العسكرية، وهو أمر ضروري".
تعزيز الصناعة الدفاعية لأوروبا
وأردف أوربو: "من دون صناعة عسكرية وقدرة صناعية أقوى في أوروبا، لا يمكن أن يكون دفاعنا أقوى. قمة كوبنهاجن التي استضافتها الدنمارك خلال رئاستها الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، هي أول اجتماع للقادة منذ يونيو الماضي، وحدث الكثير بعد ذلك".
وأضاف: "لا توجد أي مؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقبل بالسلام. وبسبب كل هذا، نشعر بالقلق وأنا قلق للغاية والآن هو الوقت المناسب للتحرك".
ولطالما دعت الدول القريبة من روسيا جغرافياً، مثل فنلندا، الدول الأعضاء الأخرى إلى زيادة إنفاقها الدفاعي، لكن أوربو قال إن على جميع القادة الآن إدراك أن الجناح الشرقي "هو حدودنا المشتركة"، وأن "لا أحد في مأمن من أساليب موسكو".
وأدت سلسلة من توغلات الطائرات المسيرة إلى توقف الملاحة في مطار كوبنهاجن، قبل أيام قليلة من وصول زعماء الاتحاد الأوروبي.
ويضغط بعض القادة الوطنيين ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على القادة للموافقة على تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة، وإنشاء "جدار دفاعي"، إذ قد يصاحب ذلك سلسلة من التزامات التمويل الجديدة.
وسينضم إلى قادة الاتحاد الأوروبي رؤساء دول من دول أوروبية أخرى خلال اجتماعات مقررة الخميس، بما في ذلك أوكرانيا، لإجراء مناقشة موسعة حول الاحتياجات العسكرية.
يشار إلى أن فنلندا انضمت إلى حلف الناتو، قبل عامين رداً على غزو أوكرانيا، وذلك بعد علاقات سلمية مع روسيا على مدى عقود.