عامان من الحرب على غزة.. هذا ما أنفقته الولايات المتحدة لدعم إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 7
آليات عسكرية إسرائيلية على حدود قطاع غزة وسط قصف وغارات متواصلة. 7 أكتوبر 2025 - REUTERS
آليات عسكرية إسرائيلية على حدود قطاع غزة وسط قصف وغارات متواصلة. 7 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أفاد تقرير نشره معهد "واتسون" للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون الأميركية، بأن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 30 مليار دولار على الحرب الإسرائيلية في غزة والصراعات المرتبطة بها في الشرق الأوسط، فيما أُنفق أكثر من نصف هذا المبلغ كدعم عسكري لإسرائيل.

وبحسب الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية للحرب على القطاع الفلسطيني، وبينما استحوذ حجم الدمار والوفيات الناجم عن الحرب على اهتمام الجماهير في جميع أنحاء العالم، تكشف النتائج عن كلفة أقل شهرة، لكنها كبيرة، على دافعي الضرائب الأميركيين.

وخصصت الولايات المتحدة  في الفترة بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2025، 21.7 مليار دولار كمساعدات عسكرية لحليفها الرئيسي في الشرق الأوسط، إسرائيل، بينما أنفقت الولايات المتحدة مبلغاً إضافياً يتراوح بين 9.65 و12.07 مليار دولار على العمليات التي نُفذت في اليمن وإيران وأماكن أخرى في المنطقة، وذلك في إطار جهودها لمواجهة تداعيات الصراع.

ويُقدر الرقم النهائي إجمالاً بما يتراوح بين 31.35 و33.77 مليار دولار، باستثناء مبيعات الأسلحة الإضافية المقررة لإسرائيل، التي شهدت بالفعل "زيادة تاريخية" في المساعدات العسكرية الأميركية مع بداية الصراع.

في الإطار، قال ويليام هارتونج، الباحث المشارك في تقرير تكاليف الحرب وزميل الأبحاث الأول في معهد "كوينسي"، لمجلة Newsweek الأميركية، إن إسرائيل "ستحصل في عام عادي على 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية أميركية، بموجب اتفاقية مدتها 10 سنوات تم التوصل إليها خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما".

وأضاف: "في العام الأول من حرب غزة، ارتفع هذا الرقم بشكل حاد إلى 17.9 مليار دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. وفي العام الثاني من حرب غزة، عادت المساعدات إلى مستواها المعتاد البالغ 3.8 مليار دولار".

وتابع: "يعود ذلك جزئياً إلى أن تدفق المساعدات للعام السابق سيُوزّع على عدد من السنوات، ما يعني أنه يمكن استخدام جزء منها لتمويل العام الثاني من حرب غزة".

أطول حروب إسرائيل

ويُعد هذا الصراع الأطول والأكثر دموية من نوعه في تاريخ إسرائيل، إذ سرعان ما انتشر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، مع انضمام فصائل من لبنان والعراق واليمن للقتال، لدعم حركة "حماس" والفلسطينيين. 

كما اشتبكت إسرائيل وإيران بشكل مباشر في ثلاث مناسبات، كان آخرها وأكثرها كثافةً في يونيو الماضي، حيث شنّت الولايات المتحدة أيضاً ضربات على مواقع نووية إيرانية في إطار ما سماه الرئيس دونالد ترامب "حرب الـ 12 يوماً".

ورغم أن إدارة ترمب، ومن قبله إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قد دعمتا إسرائيل إلى حد كبير طوال فترة الصراع، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن آراء الجمهور الأميركي قد تغيرت بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب.

وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع جامعة سيينا ونُشر الأسبوع الماضي، أنه بينما قال 47% من المشاركين إنهم يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، فقد انخفضت هذه النسبة الآن إلى 34%، مع زيادة تعاطف 36% مع الفلسطينيين، كما وجد الاستطلاع أن أغلبية طفيفة بلغت 51% تعارض تقديم دعم اقتصادي وعسكري إضافي لإسرائيل.

ورافق هذا التوجه احتجاجات دولية متزايدة واحتجاجات متواصلة في الولايات المتحدة على ارتكاب إسرائيل لـ"جرائم حرب" في غزة، بما في ذلك استهداف المدنيين وحجب المساعدات.

وإلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخي، قدمت الولايات المتحدة، دعماً إضافياً لهجمات في المنطقة، مثل قصف إيران.

تكلفة باهضة لاعتراض أسلحة رخيصة

وشكّل التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، اختباراً لوعد ترمب الانتخابي بتجنب المساعي العسكرية الأميركية المكلفة في الخارج، والإشراف على نظام دولي أكثر سلمية.

وبالإضافة إلى الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية، وضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية في عملية غير مسبوقة في يونيو الماضي، استهدفت الولايات المتحدة جماعة الحوثي اليمنية والفصائل العراقية المسلحة، طوال فترة الصراع. 

وتوقفت الهجمات ضد الميليشيات العراقية إلى حد كبير الصيف الماضي، عقب هدنة غير رسمية في عهد إدارة بايدن، بينما أعلن ترمب وقف إطلاق النار مع الحوثيين في مايو الماضي، ما أوقف مؤقتاً هجمات الجماعة على حركة الشحن الدولي.

وكانت العمليات ضد إيران وحلفاؤها عالية الكلفة بشكل خاص، إذ وجد تقرير "تكاليف الحرب" أن كلا الطرفين وأسلحتهما استُهدفا بمئات الذخائر التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، والتي أُطلقت من منصات أغلى ثمناً، مثل طائرة F/A-18 "هورنت" التي تبلغ قيمتها 70 مليون دولار، وقد فُقدت ثلاثة منها.

وأشارت تقارير إعلامية أيضاً، إلى أن الاستخدام المكثف للصواريخ الاعتراضية، سواء تلك التي تُطلقها الولايات المتحدة مباشرةً أو تلك المنقولة إلى إسرائيل، قد استنفد إمدادات وزارة الحرب "البنتاجون" بشكل كبير. 

في غضون ذلك، تواصل الولايات المتحدة التعهد بشحنات أسلحة لشركائها على جبهات أخرى، بما في ذلك أوكرانيا في خضم الحرب الروسية الدائرة، وتايوان، التي تطالب بها الصين، المنافس الجيوسياسي الرئيسي للولايات المتحدة، ما يُهدد بضغط إضافي على مخزونات الأسلحة.

في الإطار، قالت ليندا بيلمز، المحاضرة البارزة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، والتي شاركت في دراسة "تكاليف الحرب"، إن "عمل الولايات المتحدة، كان مدفوعاً بجهد لإعلام الرأي العام الأميركي بحجم الأموال التي تُخصصها الولايات المتحدة للصراع في الشرق الأوسط".

وكتبت بيلمز: "للرأي العام الأميركي الحق في معرفة كيفية استخدام التمويل في الصراعات، والاعتراف بأن الأنشطة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط تنطوي على تكاليف مالية باهظة على دافعي الضرائب".

وأشارت إلى أن "التأثير المالي الكامل من المرجح أن يزداد مع نضج متطلبات الاستبدال والاستدامة، ما يعني أن العبء المالي كبير، وينبغي أن يكون محورياً في مناقشات السياسة الأميركية".

تصنيفات

قصص قد تهمك