
قالت مصادر إسرائيلية مطلعة، إن التحضيرات الميدانية لا تزال جارية على الأرض لفتح معبر رفح دون تحديد موعد نهائي لبدء تشغيله، مشيرة إلى أن المعبر لن يُفتح، الأربعاء، نتيجة استمرار الترتيبات اللوجستية والإجراءات الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب تحديثات تتعلق بآلية التشغيل والرقابة الدولية وسط تقديرات ترجح إمكانية فتح المعبر الجمعة، إذا ما اكتملت الشروط المطلوبة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مراقبي بعثة الاتحاد الأوروبي EUBAM، انتشروا في محيط المعبر استعداداً لتسلّم مهامهم التشغيلية والرقابية، في انتظار إشارة البدء الرسمية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت مساء الثلاثاء، عن مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة أن إسرائيل تربط افتتاح المعبر باستكمال المتطلبات الأمنية المتفق عليها في سياق اتفاق تطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء أعمال التجديد في البنية التحتية.
وقررت إسرائيل الثلاثاء، أنها لن تفتح معبر رفح بحجة عدم تسلم رفات بقية المحتجزين الإسرائيليين من غزة، ولكن حركة حماس، سلمت إسرائيل رفات 4 محتجزين مساء الثلاثاء.
تضارب إسرائيلي
وصباح الأربعاء، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية قررت فتح معبر رفح "كما كان مقرراً"، ونقل المساعدات الإنسانية للقطاع، وإلغاء قرارها السابق بفرض "عقوبات" على حماس.
وبعدها، صدر بيان من الطب الشرعي والجيش الإسرائيلي يقول إنه تم التعرف على هوية 3 من الجثامين التي سلمتها حماس، وقالا إن الجثمان الرابع، لا يعود لمحتجز، وإنه لشخص من سكان غزة. ونشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية الخبر باعتباره "انتهاكاً صارخاً"، على حد زعمها.
وتلى ذلك، قول مسؤول أمني إسرائيلي لعدة وسائل إعلام إسرائيلية إن معبر رفح "لن يفتح اليوم أو غداً"، على الأغلب، مضيفاً أن موعد فتحه "غير معروف".
وبرر المسؤول القرار بأن فتح المعبر الأربعاء، "غير ممكن من الناحية اللوجيستية، إذ نحتاج للتوجه إلى الميدان للتحقق وإرسال فريق مُسبق، وهذا يستغرق وقتاً"، على حد زعمه.
وقال المسؤول الأمني إنه سيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية عبر معبر كرم أبو سالم وفقاً للاتفاق.
وبموجب الآلية الإنسانية الجديدة الواردة في الاتفاق، سيسمح بإدخال نحو 600 شاحنة مساعدات يومياً عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، تشمل الغذاء والوقود والمستلزمات الطبية، مع حرية خروج الفلسطينيين إلى مصر تحت إشراف الاتحاد الأوروبي وموافقة أمنية إسرائيلية.
وتبقى الأطراف المعنية بانتظار استكمال الترتيبات الميدانية لتفعيل المعبر.
السلطة: جاهزون لفتح المعبر
وأعلنت السلطة الفلسطينية الأربعاء، جاهزيتها لتشغيل معبر رفح بين مصر وغزة من جانب القطاع.
وقال محمد اشتية المبعوث الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "نحن الآن جاهزون للعمل من جديد، وقد أبلغنا جميع الأطراف باستعدادنا لتشغيل معبر رفح".
وأكد اشتية أن الاتفاق مع (بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية) لدعم السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر بفاعلية لا يزال سارياً. وكان جرى تعليق الاتفاق في مارس، بعد تجدد الأعمال القتالية.
وقال اشتية لصحافيين في جنيف خلال زيارة إلى سويسرا حيث التقى وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس "لسنا بحاجة إلى اتفاق جديد. فهناك اتفاق بالفعل، وأعتقد أنه الآن في طور الترتيبات النهائية لوضعه موضع التنفيذ".