
اتهمت وزارة الخارجية الأميركية، حركة "حماس" بتبييت نوايا لخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولكنها أشارت إلى أن الخرق المتوقع، وفق بيانها، موجه ضد سكان مدنيين في القطاع الفلسطيني، دون توضيح سياق الاتهام.
وأضافت الوزارة الأميركية، في بيانها، أنها "أبلغت الدول الضامنة لاتفاق غزة بتقارير موثوقة تشير إلى انتهاك وشيك للهدنة من قبل حركة حماس ضد سكان غزة".
وتابعت: "يُعد هذا الهجوم المخطط له ضد المدنيين الفلسطينيين انتهاكاً مباشراً وخطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقوّض التقدم الكبير الذي تحقق عبر جهود الوساطة"، مطالبةً "الدول الضامنة بإلزام حركة حماس بالوفاء بشروط الهدنة"، بحسب البيان الأميركي.
ولم توضح وزارة الخارجية الأميركية، في بيانها، توقيت أو هدف الهجوم المزمع.
وحذّرت وزارة الخارجية الأميركية من أنه "في حال مضت حماس في تنفيذ هذا الهجوم، ستُتخذ إجراءات لحماية سكان غزة، والحفاظ على سلامة اتفاق وقف إطلاق النار".
وأشارت الوزارة، في بيانها، إلى أن "الولايات المتحدة والدول الضامنة الأخرى تؤكد التزامها الراسخ بضمان سلامة المدنيين، والحفاظ على الهدوء على الأرض، وتعزيز السلام والازدهار لشعب غزة والمنطقة بأسرها".
اشتباكات بين "حماس" ومجموعات مسلحة في غزة
وتصاعدت الاشتباكات، خلال الأيام الماضية، بين حركة "حماس" ومجموعات مسلحة في قطاع غزة اتهمتها الحركة بأنها "تتعامل مع إسرائيل" وتخرق النظام العام، فيما أدانت الرئاسة الفلسطينية، من جانبها، ما وصفتها بأنها "إعدامات ميدانية" خارج القانون.
وقالت مصادر من "حماس"، لوسائل إعلام فلسطينية، قبل أيام، إن قوات تابعة للحركة نفذت عمليات دقيقة وسط مدينة غزة أسفرت عن تحييد عدد ممن سمتهم "مطلوبين وخارجين عن القانون"، مشيرة إلى أن المواقع المستهدفة في القطاع حتى الآن هي خان يونس، وحي الصبرة جنوبي مدينة غزة، وجباليا، والشجاعية.
وأوضحت المصادر أن جهاز أمن "رادع"، التابع للحركة، نفذ حملةً أمنية موسّعة، الثلاثاء الماضي، استهدفت ما قال إنه "وكر للمتعاونين مع إسرائيل" في حي الشجاعية، وهاجمت مسلحين تابعين لشخص يدعى رامي حلس، شرق الشجاعية، مشيرة إلى وقوع "اشتباكات عنيفة".
وذكرت المصادر أن "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، تجهز مئات المقاتلين من أجل "حسم ما تبقى من فلول العملاء"، معتبرة أن "المهمة القادمة هي مرحلة فرض الأمن والأمان والقضاء على الانفلات الأمني، وحالة الفوضى التي تُزعزع الاستقرار والسكينة العامة".
ترمب: عصابات سيئة جداً
من جانبه، أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين الماضي، بموافقة الولايات المتحدة على فرض "حماس" سيطرة شرطية في شوارع غزة لفترة من الوقت".
وقال ترمب، للصحافيين، حين سئل عن ظهور عناصر من "حماس" في شوارع غزة: "إنهم يريدون إيقاف المشاكل.. وتحدثوا عن هذا بصراحة، ومنحناهم الموافقة لفترة من الوقت".
ليعود ترمب الثلاثاء، قائلاً: "في البداية تخلصوا (حماس) بالفعل من بعض العصابات الخطيرة جداً، وقتلوا عدداً من أفرادها، وهذا لم يزعجني كثيراً، بصراحة.. لا بأس.. كانت عصابات سيئة جداً".
وانطلقت "حماس" مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يوم 13 أكتوبر الجاري، لتحاصر واحدة من كبرى العائلات في حي الصبرة. وقال شهود عيان إن الحركة "حاصرت عائلة دغمش وسط إطلاق للنار، وتطويق المربع السكني الذي تقيم به العائلة".
ويرى معارضون للحركة أن "ما يحدث محاولة لإعادة تثبيت حكم الحركة على أنقاض الدمار، واستباق لأي ترتيب سياسي قادم يمكن أن يحد من نفوذها".