فانس من إسرائيل: مسار السلام يسير في الاتجاه الصحيح رغم التحديات

نائب الرئيس الأميركي يحذر حركة حماس: "ستُباد إذا لم تتعاون"

time reading iconدقائق القراءة - 8
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يتحدث إلى وسائل الإعلام في كريات جات جنوب إسرائيل. 21 أكتوبر 2025 - REUTERS
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يتحدث إلى وسائل الإعلام في كريات جات جنوب إسرائيل. 21 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الثلاثاء، إطلاق "مركز التنسيق المدني العسكري" في جنوب إسرائيل بهدف دعم جهود إعادة إعمار غزة، ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن تفاؤله باستمرار الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحركة "حماس"، ومؤكداً في الوقت نفسه أن مسار السلام "يسير في الاتجاه الصحيح رغم التحديات".

وتحدث فانس خلال مؤتمر صحافي شارك فيه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس دونالد ترمب، جاريد كوشنر، وقائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال تشارلز براد كوبر، والذي عُقد في مركز التنسيق المدني العسكري، حيث تتواجد قوات أميركية لمراقبة وقف إطلاق النار.

وقال فانس خلال إعلانه افتتاح المركز إن "الإسرائيليين والأميركيين يعملون معاً لوضع خطة لإعادة إعمار غزة، وتنفيذ سلام طويل المدى، وضمان وجود قوات أمن على الأرض في غزة، ليست أميركية، قادرة على حفظ السلام على المدى الطويل".

ويرى أن مسار السلام "ما زال طويلاً"، مضيفاً: "لدينا عمل كثير يجب إنجازه، وهذه العملية ستستغرق وقتاً طويلاً جداً، لكن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر والأدميرال كوبر قاموا بعمل رائع".

وانتقد، فانس، وسائل الإعلام الأميركية والغربية قائلاً: "يبدو أن هناك رغبة في الفشل، فكلما حدث أمر سيئ أو عمل عنيف، يُقال إن هذا هو نهاية وقف إطلاق النار أو نهاية خطة السلام، لكن الأمر ليس كذلك، بل هذا أمر طبيعي عندما يتصارع طرفان بينهما تاريخ طويل من الكراهية".

وأشار فانس الذي سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحقاً إلى أن "الأمور تسير على نحو جيد"، مضيفاً: "نحن في وضع ممتاز، وسنواصل العمل، ولدينا الفريق القادر على تحقيق ذلك".

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الأحد الماضي، مرحلة اختبار جدي بعد تصعيد إسرائيلي مفاجئ في مدينة رفح جنوب القطاع، في وقت تحدثت تقارير عن ضغوط أميركية مكثفة لاحتواء الموقف ودفع تل أبيب إلى التراجع عن سلسلة قرارات، من بينها إغلاق المعابر، ووقف دخول المساعدات الإنسانية.

وأعلنت إسرائيل، مساء الأحد، إعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق عدة في القطاع، وسط اتهامات متبادلة بين تل أبيب وحركة "حماس" بخرق الاتفاق.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا سترسل قوات، قال فانس إن مسألة وجود قوات على الأرض داخل إسرائيل "تعود أولاً إلى قرار الإسرائيليين أنفسهم"، مشيراً إلى أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستكون له بالتأكيد وجهة نظر في هذا الشأن".

وأوضح أن "لكل طرف دوراً يؤديه في هذه المرحلة، فبعض الأدوار ستكون مالية، وأخرى في إعادة الإعمار، وأخرى في التواصل بين الأطراف المختلفة لضمان نجاح عملية خفض التصعيد وتنفيذها على الأرض".

وأضاف: "لن نفرض أي شيء على الإسرائيليين في ما يتعلق بالقوات الأجنبية على أراضيهم، لكننا نرى أن لتركيا دوراً بناءً في هذه الجهود، وهي بالفعل قامت بدور إيجابي نُقدره كثيراً".

ويرى أن "الطريق إلى السلام يجب أن يتم عبر التركيز على المستقبل، وهو ما طلبه منا رئيس الولايات المتحدة، ونعتقد أن جميع الأطراف هنا راغبة ومستعدة للمشاركة في هذا الجهد".

ورداً على سؤال بشأن نسبة احتمالية استمرار وقف إطلاق النار في غزة، رفض فانس وضع نسبة مدى احتمال استمرار وقف النار، لكنه أكد أن ما شهده خلال الأسبوع الماضي "يمنحه تفاؤلاً كبيراً بأن وقف إطلاق النار سيصمد".

وقال: "إذا انتقلنا من الوضع الذي كنا عليه قبل أسبوع إلى سلام طويل المدى ومستدام بين إسرائيل وغزة، فستكون هناك محطات صعود ونزول، ولحظات يبدو فيها أن الأمور لا تسير على ما يرام".

وشدد نائب الرئيس على أن "تحقيق السلام سيتطلب جهداً متواصلاً، ومتابعة وإشرافاً دائمين"، مشيراً إلى أن "هذا هو أحد الأسباب التي جعلت الأدميرال كوبر وفريقه موجودين هنا، للمساعدة في تسوية الخلافات والنزاعات عند ظهورها".

وأعرب عن تفاؤله حيال الوضع القائم، لكنه قال: "هل أستطيع أن أؤكد بنسبة 100% أن هذا سيستمر؟ لا، لكن لا يمكن إنجاز الأمور الصعبة فقط عندما تكون مضمونة، بل من خلال المحاولة، وهذا ما طلبه منا الرئيس الأميركي".

وبعدما حذر فانس حركة "حماس" من أنها "ستُباد إذا لم تتعاون"، أشار إلى أن "أماكن بعض جثث المحتجزين المتوفين في غزة ما تزال غير معروفة"، معتبراً القضية "معقدة" ولن تُحل بين عشية وضحاها.

تفاؤل أميركي

من جهته، أشاد المبعوث الأميركي بما تحقق في مشروع إعادة إعمار غزة، معتبراً أنه "إنجاز مذهل وتعاون رائع بين الشركاء، ولدينا فريق مميز".

وأضاف أن "توقيع الاتفاق كان تحدياً بحد ذاته، لكن التنفيذ هو الجزء الأكثر أهمية، وأعتقد أننا نتجاوز ما كنا نتوقعه في هذه المرحلة".

وأشار ويتكوف إلى أن "التجربة التي نعيشها هنا من خلال إنشاء مركز التنسيق المدني العسكري ستكون نموذجاً يُستخدم في نزاعات أخرى، مع تعلّمنا كيفية إدارة اتفاقات السلام والانتقال من الحرب إلى السلام".

وقال كوشنر، صهر ترمب، خلال كلمته في افتتاح مركز التنسيق المدني العسكري إن "المشروع كان مخططاً له منذ البداية من قبل القيادة المركزية الأميركية"، لافتاً إلى أن "الاتفاق الذي نعمل عليه كان من المفترض أن يتم على مرحلتين، الأولى تمثلت في إخراج المحتجزين الأحياء، ونحن نحقق تقدماً في هذا الملف، إذ تم إخراج نحو نصفهم حتى الآن".

وأشار إلى أن "نائب الرئيس موجود هنا اليوم لبذل مزيد من الجهود في هذا المسار، واستكمال المهمة في مرحلتها الثانية"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "هناك تنسيقاً للعمليات الإنسانية بشكل قوي ومفاجئ بين الأمم المتحدة وإسرائيل، وهو ما ساعدنا في بلورته لضمان وصول المساعدات إلى سكان غزة وعدم وقوعها في الأيدي الخطأ".

وعن مستقبل غزة، قال كوشنر إن "هناك بالفعل خطوات مهمة قيد التنفيذ الآن، وسيُعلن عن مزيد منها في الأيام المقبلة، لكن الأهم هو إيجاد مركز تنسيق فعال لتفادي النزاعات، وهو ما بدأنا العمل عليه هنا بالفعل".

وأوضح: "سنرى تقدماً أكبر في الأسبوع المقبل"، لافتاً إلى أن "بعض الأشخاص يبدون حالة من الهلع بسبب بعض الخروقات هنا أو هناك، لكن الواقع أن الأمور تسير كما هو متوقع، فالجانبان ينتقلان من عامين من الحرب الكثيفة إلى السلام".

وأشار إلى أن "العمل يتسارع بشكل كبير، حيث تنضم دول جديدة بسرعة للمشاركة في المشروع والمساعدة فيه"، مضيفاً: "سنواصل تقديم التحديثات حول حجم التقدم".

كما صرح، بأنه لن تُخصص أي أموال لإعادة إعمار للمناطق الخاضعة لسيطرة "حماس" في قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك