
نفى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقرير نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين أميركيين بأن واشنطن رفعت قيوداً رئيسية على استخدام أوكرانيا لبعض الصواريخ بعيدة المدى التي يقدمها لها حلفاء غربيون، مما يمكّن كييف من تصعيد هجماتها داخل روسيا وزيادة الضغط على موسكو.
ووصف ترمب، عبر منصة "تروث سوشيال"، تقرير "وول ستريت جورنال" عن موافقة واشنطن لاستخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا بـ"أخبار زائفة".
وأكد ترمب أن "الولايات المتحدة لا علاقة لها بهذه الصواريخ، بغض النظر عن مصدرها أو كيفية استخدامها من قبل أوكرانيا".
ولاحقاً جدد الرئيس الأميركي، خلال تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، التأكيد على عدم صحة ما ورد في تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال".
وذكرت الصحيفة أن الخطوة الأميركية "غير المعلنة" تهدف لتمكين أوكرانيا من استخدام الصاروخ في روسيا، في تحول، تزامن مع سعي ترمب للضغط على الكرملين لإجراء محادثات لإنهاء الحرب، بما في ذلك التلويح بالموافقة على تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" الأميركية الصنع، والتي يتجاوز مداها 1600 كيلومتر.
"ستورم شادو"
ومع ذلك، قال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون أن تنفذ أوكرانيا مزيداً من الهجمات عبر الحدود باستخدام صواريخ "ستورم شادو"، التي تُطلق من الطائرات الأوكرانية، ويبلغ مداها أكثر من 180 ميلا. وتمتلك الولايات المتحدة القدرة على تقييد استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ، لأنها تعتمد على بيانات استهداف أميركية.
وامتنع "البنتاجون" عن التعليق للصحيفة، كما لم ترد هيئة الأركان الأوكرانية فوراً على طلبات "وول ستريت جورنال" للتعليق.
بدوره، أفاد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأن الولايات المتحدة ستعلن عن عقوبات على روسيا اليوم أو غداً (الخميس) على أقصى تقدير.
وقال بيسنت للصحافيين في البيت الأبيض: "سنعلن إما بعد الإغلاق (انتهاء التداول بالأسواق) بعد ظهر اليوم أو في الصباح الباكر عن تشديد كبير للعقوبات على روسيا".
وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن أوكرانيا استخدمت، الثلاثاء، صاروخاً من طراز "ستورم شادو"، الذي وردته بريطانيا، لضرب مصنع روسي يُنتج المتفجرات ووقود الصواريخ في منطقة "بريانسك". ووصفت الضربة بأنها "ناجحة" وقالت إنها اخترقت الدفاعات الجوية الروسية.
إرجاء "قمة بودابست"
وعلّق البيت الأبيض، الثلاثاء، القمة المزمع عقدها بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد رفض موسكو الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار، إذ قال مسؤول أميركي كبير لـ"رويترز"، إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع قريب.
وجاء قرار تأجيل القمة الأميركية- الروسية في بودابست، التي كان ترمب قد أعلن عنها، الأسبوع الماضي، بعد مكالمة هاتفية، الاثنين، بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في تصريحات علنية، الثلاثاء، أن موسكو تعارض وقف إطلاق النار الفوري.
وفي الوقت نفسه، تسعى أوكرانيا إلى شراء 25 منظومة دفاع جوي طراز "باتريوت" من شركات أميركية باستخدام أصول روسية مجمدة، ومساعدات من الشركاء.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الحصول عليها سيستغرق وقتاً طويلاً بسبب طول وقت الإنتاج، لافتاً إلى أنه تحدث إلى ترمب بشأن المساعدة في شرائها بسرعة أكبر، ربما من شركاء أوروبيين.
في وقت سابق من هذا الشهر، شنت روسيا أكبر هجوم لها منذ بداية الحرب على منشآت الغاز الطبيعي التي تديرها مجموعة نافتوغاز المملوكة للدولة في أوكرانيا، وأطلقت 381 طائرة مسيرة و35 صاروخاً، وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية.
وقال مسؤولون إن الضربات كانت جزءاً من محاولة لشل شبكة الكهرباء في البلاد قبل حلول فصل الشتاء.