الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي.. توافق حول دعم الاستقرار في إفريقيا

كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية: حريصون على مواصلة التنسيق مع مصر

time reading iconدقائق القراءة - 8
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية خلال لقاء في القاهرة. 2 نوفمبر 2025 - الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية خلال لقاء في القاهرة. 2 نوفمبر 2025 - الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية
دبي-الشرق

بحث الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، عدداً من القضايا الإفريقية، أبرزها التطورات في السودان وليبيا ومنطقة البحيرات العظمى والساحل الإفريقي والقرن الإفريقي، إضافة إلى ملف الأمن المائي الذي يمثل أولوية للقاهرة.

وعُقدت أعمال جولة الحوار الاستراتيجي الأحد، وترأس الجانب المصري وزير الخارجية بدر عبد العاطي، فيما ترأس الجانب الأميركي مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، وبحضور مايكل ريجاس نائب وزير الخارجية للإدارة والموارد، حسبما أورد بيان وزارة الخارجية المصرية.

القاهرة وواشنطن.. شراكة استراتيجية

وقال الناطق باسم الخارجية المصرية تميم خلاف في البيان، إن الجانبين "ثمنا الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع مصر والولايات المتحدة، وعمق العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة، وما تمثله الشراكة من ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا".

وأعرب الجانبان عن التطلع لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وشددا على أهمية الحوار الاستراتيجي بين البلدين كآلية مؤسسية لتبادل الرؤى وتعزيز التنسيق وتطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات.

في ما أشاد عبد العاطي بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتي كانت عاملاً أساسياً وراء وقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن مصر تعول على حرص ترمب على تنفيذ رؤيته لإنهاء الحروب والنزاعات حول العالم، بما في ذلك في القارة الإفريقية.

ولفت إلى التطلع للعمل مع الإدارة الأميركية لإنهاء وتسوية النزاعات بالقارة، واستشراف فرص التعاون في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية، مشيراً إلى دور مصر في إرساء الاستقرار والأمن وتحقيق التنمية في القارة الإفريقية، وما تمتلكه من أذرع تنفيذية مثل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، وبما يعزز من فرص إقامة شراكة ثلاثية مصرية - أميركية في القارة.

بولس يشيد بدور مصر المحوري

بدوره، نقل البيان عن مسعد بولس تقديره للعلاقات الوثيقة التي تجمع مصر والولايات المتحدة. وأشاد كبير مستشاري ترمب بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دعم الأمن والاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط، وبجهودها المتواصلة في تسوية النزاعات وتعزيز التنمية الإقليمية.

وأكد حرص الجانب الأميركي على مواصلة التنسيق مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة بما يعزز الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين.

الأمن المائي المصري

وفي ما يخص الأمن المائي، أكد وزير الخارجية المصري أن "نهر النيل شريان الحياة للشعب المصري،" وأن مصر "لطالما تمسكت بالتعاون مع أشقائها في دول حوض النيل لتحقيق المنفعة المشتركة والمصالح المتبادلة".

وشدد على أهمية التعاون في حوض النيل وفقاً للقانون الدولي، لا سيما مبادئ عدم الإضرار والإخطار المسبق والتشاور والتوافق للحفاظ على مصالح جميع دول الحوض، مع التأكيد على الرفض التام للإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، ومنوهاً بأن مصر تتابع التطورات بصورة لصيقة، وستتخذ كافة الإجراءات التي يكفلها لها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحماية أمنها المائي.

التطورات في السودان

وجاء في بيان الخارجية المصرية، أن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها مصر في إطار الآلية الرباعية المعنية بالسودان لدعم جهود التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. 

وشدد على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان، بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد. 

وتناول وزير الخارجية أهمية زيادة حجم المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى جميع أنحاء السودان، وتعزيز التنسيق مع منظمات الإغاثة والحكومة السودانية في هذا المجال، مؤكداً أهمية إنشاء ممرات إنسانية لتوزيع المساعدات باعتباره أولوية قصوى في ضوء تفاقم الأوضاع الإنسانية على الأرض، مشدداً على استمرار مصر في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء السودانيين. 

وقال البيان إن عبد العاطي أدان "الانتهاكات السافرة التي وقعت في مدينة الفاشر خلال الفترة الأخيرة"، وأعرب عن القلق البالغ من تردي الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي، مؤكداً "ضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة". 

الأزمة الليبية

وفي ما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، شدد عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعي إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة الليبية واستقرارها، ورفض أي تدخلات خارجية أو وجود عسكري أجنبي على أراضيها، مؤكداً أهمية التوصل إلى حل ليبي- ليبي شامل يحقق تطلعات الشعب الليبي، ويحافظ على سيادته.

وأكد ضرورة مواصلة جهود دفع المسار السياسي في ليبيا، يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا تحقيقاً للاستقرار.

الكونغو الديمقراطية ورواندا

وتطرق الحوار إلى تطورات الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى، حيث استعرض عبد العاطي رؤية مصر الداعمة لجهود تحقيق السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أهمية معالجة جذور النزاعات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يسهم في استدامة السلام في المنطقة. 

وفي هذا الإطار، أعرب وزير الخارجية المصري عن مواصلة دعم مصر للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لوقف الحرب الدائرة في شرق الكونغو الديمقراطية، واستعداد مصر لإتاحة خبراتها الممتدة لتيسير عملية تنفيذ نصوص اتفاق واشنطن للسلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في يونيو 2025، وإعلان الدوحة، مع إعادة التأكيد على استعداد مصر للانخراط الفعّال في أي ترتيبات لبناء الثقة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.

الساحل الإفريقي.. مواجهة الإرهاب

 وفي ما يتعلق بمنطقة الساحل الإفريقي، أكد عبد العاطي أنه يتعين "تبني مقاربة شاملة ضد تمدد الإرهاب في القارة الإفريقية حفاظاً على وحدة الدول ومقدراتها الاقتصادية وثرواتها الطبيعية، وهو ما يستوجب تعاوناً وتنسيقاً فعالاً على المستوى الدولي للتصدي لهذا الخطر المتنامي".

وشدد على ضرورة العمل المتوازي في عدد من المحاور، ليس فقط المحورين الأمني والعسكري، ولكن أيضاً المحاور التنموية والفكرية والاجتماعية، بما يعزّز قدرة دول المنطقة على معالجة جذور ومسببات التطرف والإرهاب. 

وأكد أهمية التشاور المستمر مع الدول المانحة لحثها على استمرار برامجها التنموية والإنسانية لدول الساحل، مشيراً في هذا الصدد إلى نتائج جولة سيادته في منطقة الساحل وغرب إفريقيا في نهاية يوليو الماضي، وكذلك نتائج المائدة المستديرة المغلقة التي استضافتها مصر على هامش النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلم والتنمية المستدامين، والتي ركزت على دعم جهود بناء السلام والتنمية في دول المنطقة.

وتناول الحوار أيضاً تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، حيث شدد عبد العاطي على رفض مصر للسياسات الهدامة المزعزعة للاستقرار، ودعم مصر لجهود تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، وأهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وتسوية النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية.

كما شدد على أهمية بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار بالصومال لضمان تنفيذ دورها في مكافحة الإرهاب ودعم الأمن والاستقرار في البلاد، مؤكداً أهمية الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات أمنية وبناء مزيد من التقدم عليها.

تصنيفات

قصص قد تهمك