رويترز: خطة ترمب لأوكرانيا فاجأت الخارجية وأقلقت الاستخبارات ونتجت عن اجتماع بميامي

مخاوف بشأن دور مبعوث بوتين وويتكوف في الخطة.. وتضارب بشأن دور رستم عمروف

time reading iconدقائق القراءة - 9
المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي كيريل دميترييف مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال اجتماع في سانت بطرسبرج. 11 أبريل 2025 - REUTERS
المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي كيريل دميترييف مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال اجتماع في سانت بطرسبرج. 11 أبريل 2025 - REUTERS
واشنطن -رويترز

ذكرت عدة مصادر مطلعة أن القلق يتزايد لدى مسؤولين ومشرعين أميركيين حيال اجتماع عُقد الشهر الماضي، التقى فيه ممثلون عن إدارة الرئيس دونالد ترمب مع كيريل دميترييف المبعوث الروسي الخاضع للعقوبات الأميركية لصياغة خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وعُقد الاجتماع في ميامي في نهاية أكتوبر، وشارك فيه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر ترمب، ودميترييف الذي يرأس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وهو أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في روسيا.

واضطلع دميترييف، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدور قيادي في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحرب واجتمع مع ويتكوف عدة مرات هذا العام. وقال مسؤول أميركي كبير لرويترز إن إدارة ترمب أصدرت إعفاءً خاصاً للسماح بدخوله.

وأدرجت الحكومة الأميركية دميترييف وصندوق الاستثمار المباشر على القائمة السوداء للمستهدفين بالعقوبات في عام 2022 بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وتمنع العقوبات فعلياً المواطنين والشركات الأميركية من التعامل معهما.

"خطة مفاجئة"

وقال مصدران مطلعان إن الاجتماع أفضى إلى خطة من 28 نقطة لإنهاء الحرب. وكانت الخطة، التي كشف عنها موقع "أكسيوس" الأسبوع الماضي، مفاجئة للمسؤولين الأميركيين في مختلف مستويات الإدارة الأميركية وأثارت بلبلة في السفارات لدى واشنطن والعواصم الأوروبية.

وأثارت أيضاً انتقادات من الأوكرانيين وحلفائهم، لأنها بدت مائلة بشدة نحو المصالح الروسية، وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، بعدم التنازل عن مصالح أوكرانيا.

ويبدو أن الوثيقة، التي تدعو أوكرانيا إلى تقديم تنازلات كبيرة، تتعارض مع الموقف الأكثر صرامة الذي اتخذته إدارة ترمب في الآونة الأخيرة تجاه موسكو، بما في ذلك فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي.

ولم يتضح ما إذا كان دميترييف قد جاء إلى اجتماع ميامي بمطالب روسية معينة وما إذا كانت تلك المطالب أُدرجت في خطة السلام.

تضارب بشأن دور عمروف

وقال مصدران على دراية بالاجتماع إن رستم عمروف أمين المجلس الوطني الأوكراني للأمن والدفاع كان أيضاً في ميامي الأسبوع الماضي، لمناقشة الخطة مع ويتكوف.

وأفاد مصدر مطلع على الوضع بأن ويتكوف أخبر عمروف بالخطة خلال تلك الزيارة، وأن الولايات المتحدة قدمت الخطة إلى أوكرانيا عبر الحكومة التركية الأربعاء الماضي، قبل عرضها مباشرة في كييف الخميس.

إلا أن عمروف وصف دوره بأنه "فني" ونفى بحث الخطة من حيث المضمون مع المسؤولين الأميركيين.

ولم يستجب دميترييف ولا السفارة الأوكرانية في واشنطن بعد لطلبات للتعليق.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان إن أي خطة سلام "يتعين أن تقدم ضمانات للأمن والردع لأوكرانيا وأوروبا وروسيا"، وأن تقدم حوافز اقتصادية لكل من كييف وموسكو.

وأضافت "تمت صياغة هذه الخطة لتعكس حقائق الوضع، ولإيجاد أفضل سيناريو يفوز فيه الطرفان، ويكسب كلا الطرفين أكثر مما يجب أن يعطيا".

وقال ترمب الجمعة، إنه يتوقع أن يوقع زيلينسكي على الخطة بحلول عطلة عيد الشكر. وذكرت رويترز أن الولايات المتحدة حذرت أوكرانيا من أنها قد تحد من المساعدات العسكرية إذا لم توقع على الخطة.

هل استبعد روبيو من الخطة؟

وقال المصدران المطلعان على الخطة إن العديد من المسؤولين الكبار داخل وزارة الخارجية، وفي مجلس الأمن القومي لم يتم إطلاعهم عليها. وأضافا أن المبعوث الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج، الذي كان يعمل مع الأوكرانيين على التفاوض لإنهاء الحرب، ويخطط للتنحي في يناير، تم استبعاده من المحادثات التي قادها ويتكوف ودميترييف.

وقال مسؤول أميركي كبير إن وزير الخارجية ماركو روبيو اطلع على الخطة، لكنه لم يوضح متى حدث ذلك.

وذكر تومي بيجوت النائب الرئيسي للمتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان "شارك الوزير روبيو عن كثب طوال عملية وضع خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأي تلميحات بخلاف ذلك خاطئة تماماً. ويشمل ذلك التحدث إلى طرفي النزاع - مرات عدة - لتسهيل... تبادل الأفكار من أجل إحلال سلام دائم".

واعترض على هذا التوصيف مسؤولون أميركيون وآخرون طلبت منهم رويترز التعقيب.

وقال مسؤول أميركي آخر "لم يكن هناك تنسيق، ولم يطلع أحد في وزارة الخارجية على ذلك، ولا روبيو". وأضاف المسؤول أن الخطة تحتوي على نقاط رفضها وزير الخارجية في السابق.

وأثار هذا الوضع مخاوف داخل الإدارة الأميركية وفي الكونجرس من أن ويتكوف وكوشنر التفا على العملية المشتركة بين الهيئات، وأن المناقشات مع دميترييف انتهت بخطة تصب في صالح روسيا.

مطالب روسية في الخطة

وتتضمن الخطة مطالب سبق أن قدمتها روسيا؛ وهي أن تتخلى أوكرانيا عن بعض أراضيها في الجزء الشرقي من البلاد الذي لا تزال تسيطر عليه والاعتراف بشبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا والتعهد بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري روجر ويكر من ولاية مسيسيبي "ما يطلق عليها ‘خطة السلام’ هذه تنطوي على مشكلات حقيقية، وأنا أشك بشدة في أنها ستحقق السلام".

وأضاف "لا ينبغي إجبار أوكرانيا على التخلي عن أراضيها لواحد من أكثر مجرمي الحرب شراً في العالم وهو فلاديمير بوتين"، على حد وصفه.

مخاوف بشأن دميترييف

وقال مسؤول أميركي مطلع إن مناقشات الإدارة مع دميترييف أثارت أيضاً قلق البعض داخل دوائر الاستخبارات.

واستغل دميترييف سابقاً منصبه في صندوق الاستثمار المباشر الروسي للتأثير على حكومات وشركات غربية، رغم العقوبات الأميركية المفروضة عليه.

ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على المخاوف المتعلقة بدميترييف داخل أجهزة الاستخبارات.

وخلال ولاية ترمب الأولى، عقد دميترييف اتصالات مع إدارة الرئيس بهدف إعادة ضبط العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وأفاد تقرير وزارة العدل، الذي أعده المستشار الخاص روبرت مولر عام 2019 خلال تحقيقه في صلات حملة ترمب بروسيا، بأن دميترييف ناقش العلاقات الأميركية الروسية في اجتماع عام 2017 مع إريك برنس الرئيس التنفيذي السابق لشركة بلاك ووتر وحليف ترمب.

وذكر التقرير أنه في لقاء منفصل مع أحد أصدقاء كوشنر، وضع دميترييف خطة للمصالحة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.

وأشار فريق مولر في التقرير إلى أنه لم يثبت وجود تنسيق بين حملة ترمب والروس للتأثير على انتخابات 2016.

وعمل دميترييف أيضاً بشكل مباشر مع كوشنر خلال الولاية الأولى، إذ نسق معه خلال الجائحة عمليات تسليم أجهزة تنفس صناعي إلى الولايات المتحدة. وذكر مسؤول أميركي كبير أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي وفر هذه الأجهزة؛ مما أثار مخاوف لدى مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية من احتمال انتهاك الولايات المتحدة للعقوبات التي فرضتها.

وفي السنوات القليلة الماضية، ظهر دميترييف على عدد من القنوات التلفزيونية الأميركية وشارك في أحداث بارزة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سعيا لتعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأظهرت بيانات عامة أنه دفع برسالة مماثلة في اجتماع ميامي.

وتضمنت زيارته أيضاً لقاءً مع النائبة الجمهورية آنا لونا عن ولاية فلوريدا. وبحث دميترييف معها تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا. ولم يرد مكتب لونا على طلب للتعليق.

وكان من المقرر عقد اللقاء بينهما في وقت سابق من الشهر الجاري، وسط تصريحات من لونا بأنها تلقت ملفات نتائج التحقيقات الروسية حول اغتيال جون كينيدي.

وفي مقطع فيديو بثته وكالة الإعلام الروسية، ظهرت لونا وهي تقبل علبة شوكولاتة تحمل صورة بوتين على الغلاف.

وتُظهر الصور لونا ودميترييف في غرفة مؤتمرات بفندق فايينا في ميامي.

وفندق فاينا مملوك لشركة أكسيس إندستريز التي يديرها الملياردير الروسي لين بلافاتنيك، بحسب موقع الشركة الإلكتروني. وجمع بلافاتنيك ثروته من خلال شراكته مع فيكتور فيكسلبيرج، الملياردير الروسي الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات لعلاقاته مع بوتين. وتتعامل مجموعة ويتكوف المملوكة للمبعوث الأميركي مع بلافاتنيك بما في ذلك في ميامي.

تصنيفات

قصص قد تهمك