دبي -الشرق
تنتظر خطة السلام بين روسيا وأوكرانيا تسوية "تفاصيل حساسة" خلال اجتماع متوقع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في غضون أيام، وذلك بعد اجتماعات في أبوظبي بين مسؤولين من واشنطن وموسكو وكييف.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في منشور على منصة "إكس"، إن "لا تزال هناك بعض التفاصيل الحساسة، ولكن غير المستعصية، التي يجب تسويتها، وستتطلب مزيداً من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا وواشنطن".
وأضافت ليفيت: "خلال الأسبوع الماضي، حققت الولايات المتحدة تقدماً كبيراً نحو التوصل إلى اتفاق سلام من خلال جمع كل من أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات".
وقال مسؤول أميركي، الثلاثاء، إن أوكرانيا وافقت على مقترح لإنهاء الحرب مع روسيا، ولكن تتبقى "تفاصيل صغيرة"، لا تزال عالقة.
وذكر المسؤول، على خلفية الاجتماعات في أبوظبي بين وزير الجيش الأميركي دان دريسكول مع مسؤولين روس ووفد أوكراني، إن "الأوكرانيين وافقوا على اتفاق السلام. هناك تفاصيل صغيرة يتم حلها، ولكنهم وافقوا على اتفاق السلام". وتحدث المسؤول لشبكتي CNN وABC NEWS الأميركيتين.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أوكراني، الثلاثاء، قوله إن أوكرانيا تؤيد الخطوط العريضة لإطار العمل من أجل السلام في أعقاب المحادثات مع الولايات المتحدة في جنيف، لكن بعض النقاط الأكثر حساسية في إطار العمل لا تزال قيد المناقشة بين رئيسي البلدين.
وقال المقدم المتحدث باسم الجيش الأميركي جيفري تالبرت إنه "منذ وقت متأخر من يوم الاثنين وطوال يوم الثلاثاء، يجري الوزير دريسكول وفريقه محادثات مع الوفد الروسي لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا. تسير المحادثات بشكل جيد ونحن ما زلنا متفائلين. الوزير دريسكول يعمل بتنسيق وثيق مع البيت الأبيض والجهات الأميركية المعنية مع تقدّم هذه المحادثات".
وبدا أن تصريحات المسؤول الأميركي تذهب إلى أبعد مما يقوله المسؤولون الأوكرانيون علناً.
وأسفرت المحادثات الأميركية الأوروبية الأوكرانية في جنيف، الأحد، عن خطة سلام معدلة مكونة من 19 بنداً، تمنح كييف شروطاً أفضل، ولكنها تركت النقاط الحساسة سياسياً ليحددها الرئيسين ترمب وزيلينسكي.
وشملت الخطة الأصلية استبعاد عضوية أوكرانيا في "الناتو" بشكل دائم، وتحديد حجم الجيش الأوكراني عند 600 ألف جندي، واقتراح تسليم باقي منطقة دونباس لروسيا، مع الإبقاء عليها منطقة منزوعة السلاح، وإلزام كييف بعقد انتخابات خلال 100 يوم، من توقيع اتفاق السلام.
محادثات منتظرة
وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء: إنه "بعد الاجتماعات في جنيف، نرى العديد من الآفاق التي يمكن أن تجعل طريق السلام واقعياً. هناك نتائج قوية، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل".
وكان زيلينسكي قال، الاثنين، إن خطة السلام المقترحة التي يجري بحثها حالياً مع الولايات المتحدة ودول أوروبية تتضمن نقاطاً "صحيحة"، مشيراً إلى أن هناك "قضايا حساسة" سيبحثها مع الرئيس دونالد ترمب.
وذكر زيلينسكي، في كلمته المسائية المصورة، أنه "اعتباراً من الآن، وبعد (محادثات) جنيف، هناك مجموعة نقاط أقل، لم تعد 28 نقطة، وتم دمج عدد كبير من العناصر الصحيحة في هذا الإطار"، مضيفاً: "قدّم فريقنا اليوم بالفعل تقريراً عن المسودة الجديدة للخطوات، وهذا هو النهج الصحيح حقاً.. أما القضايا الحساسة، والنقاط الأكثر حساسية، فسأناقشها مع الرئيس ترمب".
وفي تصريح على منصة "إكس"، قال مستشار الأمن القومي الأوكراني رستم عمروف إن الوفد الأوكراني "توصل إلى تفاهم مشترك بشأن المبادئ الأساسية للاتفاق الذي نوقش في جنيف"، في إشارة إلى اجتماعات الأحد، في المدينة السويسرية.
وتابع عمروف: "نعوّل الآن على دعم شركائنا الأوروبيين في خطواتنا المقبلة".
وأضاف أن أوكرانيا تتطلع إلى تنظيم زيارة للرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة "لاستكمال الخطوات النهائية وإبرام اتفاق مع الرئيس (دونالد) ترمب".
وكان رئيس الأمن القومي الأوكراني قال إن زيلينسكي قد يزور الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع ترمب لإنهاء الحرب.
وفي السياق نفسه، قال المقدم جيف تولبرت، المتحدث باسم الوزير دريسكول، إن المحادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في أبوظبي "تسير بشكل جيد وما زلنا متفائلين".
روسيا تلوح برفض الإطار المعدل
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إن خطة السلام المعدّلة لأوكرانيا، يجب أن تعكس "روح ونص" التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال قمتهما في ألاسكا.
وأشار لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إلى أن روسيا رحبت بالنسخة الأولى من خطة السلام الأميركية لأوكرانيا، لكنها تنتظر نسخة "مؤقتة" معدلة بعد أن تنتهي واشنطن من تنسيقها مع أوكرانيا وأوروبا.
وأضاف لافروف أنه "إذا لم تعكس النسخة المعدلة ما ناقشه بوتين وترمب في ألاسكا في أغسطس، فإن روسيا ستتخذ موقفاً مختلفاً تماماً تجاه المبادرة".
وتابع: "تقييماتنا لا تزال صالحة من حيث أن الأحكام الرئيسية لخطة ترمب (الأصلية) مبنية على التفاهمات التي تم التوصل إليها في أنكوراج خلال القمة الروسية الأميركية في أغسطس من هذا العام. وهذه المبادئ منعكسة عموماً في الخطة التي رحبنا بها".
تصنيفات
