الناتو يدرس خيارات "أكثر عدوانية" للرد على "حرب روسيا الهجينة" بعد توغلات المسيرات

time reading iconدقائق القراءة - 4
شارة جندي بريطاني، يعمل ضمن قوة تابعة للناتو، تابا، إستونيا، 18 مارس 2022 - Reuters
شارة جندي بريطاني، يعمل ضمن قوة تابعة للناتو، تابا، إستونيا، 18 مارس 2022 - Reuters
دبي-الشرق

قال رئيس اللجنة العسكرية بحلف شمال الأطلسي (الناتو) جوزيبي دراجوني، إن التكتل يدرس اتخاذ مواقف "أكثر عدوانية" في الرد على "الهجمات الإلكترونية الروسية وأعمال التخريب وانتهاكات الأجواء"، وسط دعوات أوروبية متزايدة لـ"إجراءات حاسمة".

وأضاف دراجوني في تصريحات لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن التحالف العسكري الغربي "ينظر في تعزيز استجابته للحرب الهجينة من موسكو".

وأردف دراجوني: "ندرس كل شيء.. نحن نتعامل في المجال السيبراني بسياسة ردود الفعل. ما نفكر فيه حالياً، هو أن نكون أكثر عدوانية أو استباقية بدلاً من الاكتفاء برد الفعل".

وتعرضت أوروبا في الآونة الأخيرة لعدد كبير من حوادث "الحرب الهجينة"، ينسب بعضها إلى روسيا وبعضها غير واضح، بداية من قطع الكابلات في بحر البلطيق إلى الهجمات الإلكترونية عبر القارة، وتوغلات المسيرات التي عطلت مطارات أوروبية كبرى.

وحض دبلوماسيون، لا سيما من دول أوروبا الشرقية، الناتو على "التوقف عن الاكتفاء برد الفعل والرد بالمثل". 

وأشارت "فاينانشيال تايمز"، إلى أن الرد في المجال السيبراني "سيكون أسهل"، إذا تمتلك العديد من الدول الأوروبية قدرات هجومية، لكن الرد سيكون أصعب فيما يتعلق بأعمال التخريب أو توغلات المسيرات.

ضربات استباقية

وقال دراجوني إن "الضربة الاستباقية" يمكن اعتبارها "إجراءً دفاعياً"، لكنه أضاف: "هذا أبعد عن طريقة تفكيرنا وسلوكنا المعتاد".

وأضاف: "أن نكون أكثر عدوانية مقارنة بعدوانية خصمنا هو خيار"، ولكن دراجوني أشار إلى مشكلات في تطبيق ذلك، بسبب الإطارين القانون والقضائي.

وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن الناتو حقق نجاحاً في مهمة "حارس البلطيق"، والتي تقوم فيها السفن والطائرات والمسيرات بدوريات في بحر البلطيق، لمنع تكرار حوادث قطع الكابلات التي وقعت في 2023 و2024 من قبل سفن مرتبطة بـ"أسطول الظل الروسي"، المصمم لتجنب العقوبات الغربية.

وأضاف دراجوني: "منذ بداية مهمة حارس البلطيق، لم يحدث شيء. لذا فهذا يعني أن الردع يعمل".

وقال دبلوماسي من دول البلطيق: "إذا واصلنا الاكتفاء بردود الفعل، فإننا ندعو روسيا فقط للاستمرار في المحاولة وإلحاق الضرر بنا. خاصةً عندما تكون الحرب الهجينة غير متكافئة.. تكلفهم القليل، وتكلفنا الكثير. يجب أن نحاول أن نكون أكثر ابتكاراً".

مخاوف من قيود القضاء

ورغم نجاح مهمة حارس البلطيق، لا تزال هناك مخاوف داخل الحلف بعد أن ألغت محكمة فنلندية قضية ضد طاقم السفينة Eagle S، وهي سفينة من أسطول الظل قطعت عدة كابلات كهرباء وبيانات تحت الماء، لأن السفينة كانت في المياه الدولية عند وقوع التخريب المشتبه به.

وعندما سُئلت عما إذا كان ذلك يمنح السفن الروسية حرية كاملة في المياه الدولية، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونين لصحيفة "فاينانشال تايمز": "نعم، وهذه مشكلة".

وأضافت: "ندرس إجراءات أكثر حزماً، ولكن حتى الآن، لا أعتقد أن هناك حاجة لذلك. يجب أن نتراجع خطوة إلى الوراء، ونحلل حقاً ما الذي يسعى إليه المعتدي".

وتابعت: "يجب ألا نتصرف بشكل هستيري. لدينا خطة لعب خاصة بنا، ويجب أن نثق بها؛ لأنها قوية جداً".

وأقر دراجوني بأن إحدى العقبات هي أن الناتو وأعضاؤه لديهم "حدود أكثر بكثير من خصمنا بسبب القانون، والاختصاص القضائي. إنها قضية. لا أريد أن أقول إنها موقف خاسر، لكنها موقف أصعب من موقف خصمنا".

واعتبر رئيس لجنة الناتو العسكرية أن الاختبار الحاسم هو "ردع العدوان المستقبلي".

وأضاف: "كيف يتحقق الردع، من خلال الانتقام، من خلال الضربة الاستباقية، هذا شيء علينا تحليله بعمق لأن هناك احتمال أن يكون هناك المزيد من الضغط في المستقبل."

تصنيفات

قصص قد تهمك