بعد تحذيرات ترمب.. نتنياهو يبدي انفتاحه على إبرام اتفاق مع سوريا "بشروط"

رئيس الوزراء الإسرائيلي: نتوقع إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من أثار الغارة الإسرائيلية على بلدة بيت جن في سوريا. 28 نوفمبر 2025 - REUTERS
جانب من أثار الغارة الإسرائيلية على بلدة بيت جن في سوريا. 28 نوفمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، انفتاحه على التوصل إلى اتفاق مع سوريا بـ"النية الحسنة والتفاهم"، على حد وصفه، وذلك بعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من التصعيد العسكري تجاه دمشق، ووسط مخاوف واشنطن من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة إلى "زعزعة استقرار" المنطقة، لكن نتنياهو أعاد التأكيد على تمسكه بشروطه، وأبرزها إقامة "منطقة عازلة" خالية من السلاح، والاحتفاظ بالمناطق التي احتلتها تل أبيب مؤخراً، في الأراضي السورية.

وأضاف نتنياهو خلال زيارة لجنود من الجيش الإسرائيلي أُصيبوا الأسبوع الماضي خلال هجوم على قرية "بيت جن" في ريف دمشق: "بعد 7 أكتوبر، نحن مصمّمون على الدفاع عن بلداتنا الحدودية، بما في ذلك الحدود الشمالية"، في إشارة إلى الجولان السوري المحتل.

وزعم نتنياهو أن تدخلاته في سوريا، والتي نددت بها العديد من الدول بما في ذلك الأمم المتحدة، هدفها "منع الأنشطة العدائية، وحماية الحلفاء الدروز، وضمان أمن إسرائيل من الهجمات البرية".

وتابع نتنياهو في بيان مصوّر: "ما نتوقعه من سوريا هو، بطبيعة الحال، إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من دمشق إلى المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل، وبالطبع تشمل مداخل جبل الشيخ وقمته".

وأضاف: "في أجواء إيجابية ومع تفهّم لهذه المبادئ، يمكن أيضاً التوصل إلى اتفاق مع السوريين، لكننا سنتمسك بمبادئنا في كل الأحوال".

اقرأ أيضاً

شهادات من "بيت جن" السورية.. ضحايا ومنازل متضررة وعيون ترصد المسيرات الإسرائيلية

يقف أهالي بيت جن لاستقبال التعازي بضحايا الاشتباكات مع إسرائيل والتي بلغ عددها 13 شخصاً منهم من تضرر منزله وآخرين نزحوا لعدم قدرتهم على البقاء في البلدة.

وشنت قوات إسرائيلية هجوماً على قرية "بيت جن"، الجمعة، وقتلت 13 شخصاً، وهو ما أثار انتقادات دولية.

وأدانت دمشق "الاعتداءات الإسرائيلية"، وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، السبت، إنها "لا تستهدف سوريا وحدها فحسب، بل تسعى إسرائيل من خلالها إلى تقويض الاستقرار، وتهديد أي مسار سياسي بالمنطقة".

وقتلت إسرائيل في هجومها على "بيت جن" مدنيين من بينهم "أطفال ونساء"، وفق بيان الخارجية السورية، والتي وصفته بـ"جريمة حرب مكتملة الأركان".

تأتي تصريحات نتنياهو عقب انتقادات وجهتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإسرائيل، على خلفية التصعيد العسكري في سوريا، في ظل مخاوف واشنطن من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة إلى زعزعة استقرار الوضع في المنطقة، وذلك قبيل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض، قبل نهاية ديسمبر الجاري.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا في منشور على منصة "تروث سوشيال"، مساء الاثنين، إسرائيل إلى تجنّب أي خطوات من شأنها عرقلة مسار تطور سوريا.

وقال مسؤولان أميركيان لموقع "أكسيوس"، إن نتنياهو "يتدخل بطرق غير مفيدة للغاية"، مشيرين إلى أنه "أمر بعدة عمليات عسكرية عبر الحدود داخل سوريا، بما في ذلك خلال الأيام القليلة الماضية".

الهجوم الإسرائيلي على "بيت جن"

وفي إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي الذي قتل 13 سورياً في بلدة بيت جن بريف دمشق، قال مسؤول أميركي إن "السوريين غضبوا كثيراً"، مشيراً إلى تصاعد الأصوات "المطالِبة بالرد" داخل سوريا بسبب هذا الهجوم.

وقال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس"، إن "البيت الأبيض لم يتلق إشعاراً مسبقاً بالعملية الإسرائيلية"، وإن "الإسرائيليين لم يحذروا السوريين عبر القنوات العسكرية".

ومنذ سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، احتل الجيش الإسرائيلي تسع مناطق في جنوب سوريا.

ولا تعترف سوريا رسمياً بإسرائيل، التي تحتل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، ثم ضمّتها لاحقاً، وهي خطوة اعترفت بها الولايات المتحدة، ولكن لم تعترف بها معظم الدول الأخرى.

وأجرى مسؤولون سوريون وإسرائيليون، محادثات بوساطة أميركية، من أجل التوصل إلى اتفاق أمني يهدف إلى تهدئة الأوضاع في جنوب سوريا.

وقال ترمب في منشوره على "تروث سوشيال"، الثلاثاء، إنه "من المهم جداً أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وصادق مع سوريا"، معتبراً أن "الرئيس السوري أحمد الشرع، يعمل بجد لضمان تحقيق أمور جيدة، ولضمان أن تحظى كل من سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معاً".

زعزعة استقرار سوريا

وتشعر إدارة ترمب بالقلق من أن الضربات المتكررة التي تنفذها إسرائيل قد تؤدي إلى "زعزعة استقرار سوريا، وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني"، وفق ما ذكر مسؤولان أميركيان رفيعان لـ"أكسيوس".

ويعتبر دعم جهود الرئيس السوري لتحقيق الاستقرار في بلاده، أحد أبرز استراتيجيات ترمب بشأن الشرق الأوسط. كما أن ترمب وفريقه وقفوا مراراً إلى جانب الحكومة السورية في نزاعاتها مع إسرائيل، وفقاً لـ"أكسيوس".

ومنذ الجمعة، أجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك ومسؤولون آخرون في إدارة ترمب "محادثات متوترة" مع نظرائهم الإسرائيليين. كما أجروا محادثات مماثلة مع السوريين، لمحاولة تهدئتهم وتجنب مزيد من التصعيد، بحسب ما ذكر "أكسيوس".

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن الرئيس أحمد الشرع استقبل في دمشق المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك لبحث "مستجدات المنطقة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك".

زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ترمب دعا نتنياهو لزيارة البيت الأبيض في "المستقبل القريب"، وذلك بعد وقت قصير من منشور ترمب عن سوريا.

وستكون هذه الزيارة المرتقبة الخامسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي منذ عودة ترمب إلى منصبه في يناير. 

ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، من المرجح أن يقوم نتنياهو بالزيارة بحلول نهاية هذا الشهر.

ولم يتضمّن البيان الذي نشرته إسرائيل بشأن مكالمة ترمب ونتنياهو، أي ذكر مباشر لسوريا.

ووفق "القناة 12" ستكون القضية السورية موضوعاً رئيسياً خلال زيارة نتنياهو المقبلة، إذ يدفع ترمب باتجاه "اتفاق أمني".

وقال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس"، إنه ليس واضحاً من يتولى ملف سوريا داخل الحكومة الإسرائيلية بعد استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من نتنياهو.

تصنيفات

قصص قد تهمك