"حدود أوكرانيا" أبرز عقبات محادثات موسكو.. والكرملين: لا تسوية بشأن كييف

زيلينسكي يتطلع للقاء ترمب "إذا نجح" الاجتماع الأميركي الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود أوكرانيون على خطوط المواجهة في منطقة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا. 27 نوفمبر 2025 - REUTERS
جنود أوكرانيون على خطوط المواجهة في منطقة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا. 27 نوفمبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

قال الكرملين، الأربعاء، إن روسيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى "حل وسط" بشأن اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، فيما يستمر الجمود بشأن ملف ترسيم الحدود وضم روسيا لأراض أوكرانية، والذي يشكل أبرز نقاط الخلاف في المحادثات.

واستمرت المحادثات حتى منتصف الليل في موسكو. وبعد ذلك، قال يوري أوشاكوف، كبير مساعدي بوتين للسياسة الخارجية "لم نتوصل إلى حلول وسط بعد".

وأضاف أوشاكوف أن بوتين طلب نقل مجموعة من الرسائل "المهمة" إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مبيناً أن "المحادثات ركزت على جوهر الخطة الأميركية بشأن التسوية الأوكرانية، وليس على مقترحات محددة".

وتابع أوشاكوف قائلاً: "لقد اتفقنا مع زملائنا الأميركيين على عدم كشف مضمون المفاوضات التي جرت، فالمناقشة كانت سرية"، ولكنه أوضح أن الجانب الأميركي قدّم مقترحات تتعلق بمسألة السيطرة على الأراضي، لكن "لم يتم التوصل إلى أي تسوية بعد".

وأضاف أوشاكوف أن بعض الصياغات الأميركية "تبدو مقبولة بشكل أو بآخر، لكنها تحتاج إلى نقاش"، بينما "صياغات أخرى لا تناسبنا"، ورفض الخوض في التفاصيل.

وسبق أن أكد بوتين علناً أن روسيا ستسيطر على كامل منطقة دونباس، إما عبر المفاوضات أو بالقوة، بينما ترفض أوكرانيا التخلي عن أراض في شرق البلاد ما تزال تسيطر عليها.

وفي تعليقه على محادثات موسكو، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة Fox News، إن "الروس والأوكرانيون يتقاتلون الآن على مناطق تمتد من 30 إلى 50 كيلومتراً، وما تبقى من منطقة دونيتسك بنسبة 20%".

وعرض ويتكوف وكوشنر على بوتين النسخة المحدّثة من خطة السلام الأميركية، والتي جرى تقليصها من 28 بنداً إلى 19 خلال المحادثات مع الأوكرانيين في جنيف وميامي.

واعتبرت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن النسخة الأولية من خطة السلام الأميركية تميل بشدة لصالح روسيا.

ومع أن التعديلات اللاحقة جعلتها أكثر قبولاً لدى الأوكرانيين، إلا أنها على الأرجح أصبحت أقل جاذبية للروس، وفق "أكسيوس".

أبرز محاور اجتماع موسكو:

  • تلقت روسيا أربعة وثائق إضافية إلى جانب الخطة الأصلية التي قدمها ترمب.
  • واشنطن قدمت مقترحات تتعلق بمسألة الأراضي الأوكرانية وموسكو تطلب مزيداً من النقاش.
  • مناقشة جوهر الخطة الأميركية للتسوية، وليس المقترحات المحددة.
  • بحث آفاق تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد في أوكرانيا.
  • استعداد موسكو وواشنطن لمواصلة العمل المشترك من أجل التوصل إلى تسوية في أوكرانيا.
  • عقد لقاء بين بوتين وترمب يعتمد على مدى التقدم نحو التوصل إلى تسوية.

الكرملين

محاولة رسم الحدود

وخلال اجتماع ويتكوف وكوشنر وروبيو مع وفد أوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عميروف في ميامي، الأحد، تركزت المفاوضات على مكان رسم الحدود الفعلية بين أوكرانيا وروسيا ضمن اتفاق السلام المحتمل.

ويصر بوتين على أن روسيا لن توقف الحرب قبل السيطرة على كامل منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وتريد الولايات المتحدة من أوكرانيا التنازل عن أراض هناك لإقناع بوتين بقبول السلام، لكن ذلك سيكون تنازلاً مؤلماً وسياسياً بالغ الحساسية بالنسبة لكييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن عميروف قدّم للأميركيين "إحاطة عن الوضع الحقيقي على الجبهة"، وناقش "تنفيذ خطوات مختلفة على الجبهة.. في حال حدوث وقف لإطلاق النار".

وأضاف أن الخطة ذات الـ19 بنداً "جرى تعديلها مرة أخرى" خلال محادثات ميامي.

زيلينسكي يتطلع للقاء ترمب

وعقب هذا الاجتماع الذي دام 5 ساعات في الكرملين، من المرتقب أن يلتقي ويتكوف وكوشنر مع زيلينسكي، الأربعاء، خلال جولته في أوروبا، لإطلاعه على نتائج المحادثات مع بوتين، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مصدرين مطلعين.

 وأفادت وكالات أنباء روسية بأن طائرة ويتكوف غادرت موسكو في وقت مبكر، الأربعاء.

واجتمع زيلينسكي مع فريقه التفاوضي في دبلن، الثلاثاء، خلال زيارته إلى إيرلندا.

وقال زيلينسكي، إنه يتوقع التحدث إلى ويتكوف وكوشنر بعد اجتماعهما مع بوتين، مضيفاً أنه مستعد للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب "إذا نجحت المحادثات في موسكو".

واعتبر زيلينسكي أن "الفرص لإنهاء الحرب الآن أفضل من أي وقت مضى.. لن تكون هناك قرارات سهلة".

بوتين يهاجم الأوروبيين

وقبل اجتماع الثلاثاء، اتهم بوتين القادة الأوروبيين بمحاولة تقويض جهود السلام، واصفاً التعديلات المقترحة مؤخراً على الخطة الأميركية للسلام في أوكرانيا بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".

وأضاف بوتين، خلال منتدى استثماري في موسكو، أن "روسيا مستعدة لخوض حرب مع أوروبا إذا تم مهاجمتها".

وفي رده على سؤال حول تعزيز أوروبا لقدراتها الدفاعية، قال بوتين: "لا نخطط لمحاربة أوروبا، وقد قلت ذلك مئة مرة. لكن إذا أرادت أوروبا محاربتنا وبدأت بذلك، فنحن مستعدون الآن".

وتمثل التصريحات بعضاً من أكثر الانتقادات حدّة التي يوجّهها بوتين إلى أوروبا.

وقال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن تعليقات بوتين حول أوروبا "لا أساس لها"، مشدداً على أن "التحالف موحّد"، وأن "روسيا لا تمتلك العدد الكافي من الجنود ولا القدرات العسكرية اللازمة لهزيمة حلف شمال الأطلسي في أوروبا."

واتهم بوتين القادة الأوروبيين بـ"محاولة إطالة أمد الحرب"، لكنه أضاف أنهم "مخطئون إذا اعتقدوا أن روسيا يمكن أن تتعرض لهزيمة استراتيجية".

واعتبر بوتين أن التعديلات التي أُجريت على المقترح الأميركي قبيل اجتماع موسكو "تهدف إلى شيء واحد، وهو عرقلة عملية السلام بالكامل".

وشدد بوتين على أنه "إذا أرادت أوروبا فجأة أن تبدأ حرباً معنا وفعلت ذلك، فقد نصل بسرعة إلى مرحلة لا يكون لدينا فيها أحد نتفاوض معه على الإطلاق".

ودعت الخطة الأصلية المكونة من 28 بنداً إلى تحديد عدد أفراد الجيش الأوكراني عند 600 ألف عنصر، ومنع انضمام كييف إلى الناتو، ومنع قوات الحلف من الوجود على الأراضي الأوكرانية.

كما دعت إلى التخلي عن أراض أوكرانية، وهو بند قال حلفاء كييف الأوروبيون إنه يكافئ موسكو على غزوها.

ونجح المسؤولون الأوروبيون في دفع بعض التغييرات على الخطة الأميركية الأصلية، ومن بينها رفع الحد الأقصى لعدد القوات الأوكرانية إلى 800 ألف مقاتل، وهو رقم أقرب إلى حجمها الحالي، وتأجيل مسألة الأراضي إلى مباحثات بين قيادتي الولايات المتحدة وأوكرانيا، وفق نشرته "وول ستريت جورنال".

تصنيفات

قصص قد تهمك