
تدخل المحادثات الجارية بين وفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا في فلوريدا، السبت، يومها الثالث على التوالي، وسط أجواء "بنّاءة ومثمرة"، فيم تجري مجموعة السبع G7 والاتحاد الأوروبي، مباحثات لفرض حظر كامل للخدمات البحرية لصادرات النفط الروسي.
وقال مسؤولون أميركيون، الجمعة، إن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، أجرى محادثات "مثمرة وبناءّة" مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف خلال اليومين الماضيين في إطار جهود مشتركة للتوصل إلى سلام دائم وعادل، ومن المقرر أن تُجرى الجولة الثالثة من النقاشات السبت لمواصلة الدفع بالعملية التفاوضية.
وجاء في بيان مشترك لوزارة الخارجية الأميركية وعمروف أن "كبير المفاوضين الأوكرانيين أكد في اجتماع الجمعة، وهو الاجتماع السادس خلال الأسبوعين الماضيين، على أن أولوية أوكرانيا هي تأمين تسوية تحمي استقلالها وسيادتها، وتضمن سلامة الأوكرانيين، وتوفر أساساً مستقراً لمستقبل ديمقراطي مزدهر".
وأضاف البيان، أن المشاركين "ناقشوا نتائج اجتماع ويتكوف وجاريد كوشنر (صهر ترمب) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، والخطوات التي من شأنها أن تساعد في إنهاء الحرب".
وقال مصدر مطلع، إن ويتكوف وكوشنر اتفقا قبل اجتماعهما مع بوتين على أن يطلعا نظيريهما الأوكرانيين بعد ذلك.
والتقى ويتكوف وكوشنر مع عمروف والجنرال أندريه هناتوف، رئيس أركان الجيش الأوكراني، لإجراء ما وصفه الجانبان بأنه "مناقشات بناءة حول دفع مسار موثوق نحو سلام دائم وعادل في أوكرانيا".
التزام روسيا
وقالت وزارة الخارجية الأميركية دون الخوض في تفاصيل، إنه خلال المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي، اتفق المسؤولون الأميركيون والأوكرانيون، على "إطار الترتيبات الأمنية، وناقشوا قدرات الردع اللازمة للحفاظ على سلام دائم".
وبالإضافة إلى ذلك ذكرت الوزارة أن الطرفين ناقشا إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب والمبادرات الاقتصادية المشتركة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ومشروعات التعافي طويلة الأجل.
وأضاف البيان أن الطرفين قالا إن "التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق سيعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بالسلام طويل الأمد، بما في ذلك خطوات نحو وقف التصعيد وإنهاء عمليات القتل".
من جانبه، قال مسؤول في البيت الأبيض في وقت سابق، إن الاجتماعات، التي تجري في مكان لم يكشف عنه في ميامي الأميركية "مثمرة"، مشيرة إلى "إحراز تقدم".
وقال يوري أوشاكوف، كبير مستشاري السياسة الخارجية للكرملين، الجمعة، إن بوتين وويتكوف حققا مستوى من التفاهم جعل مناقشاتهما "ودية حقاً".
واجتمع بوتين مع ويتكوف وكوشنر لمدة خمس ساعات في الكرملين، وركزا على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لتسوية الحرب في أوكرانيا، حيث شنت موسكو عمليات عسكرية واسعة النطاق في عام 2022، ووصف بوتين في وقت لاحق المحادثات بأنها "مفيدة للغاية".
ولم تسفر المحادثات في موسكو، الثلاثاء، عن التوصل لتوافق بشأن اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى نفاد صبر ترمب مع كل من أوكرانيا وروسيا بشأن الحرب.
نفط روسيا في مرمى عقوبات إضافية
وفي السياق، أفادت ستة مصادر مطلعة بأن مجموعة السبع G7 والاتحاد الأوروبي، يُجريان محادثات لفرض حظر كامل للخدمات البحرية لصادرات النفط الروسي؛ بدلاً من السقف السعري المفروض عليها، في محاولة لخفض إيرادات الخام التي تُساهم في تمويل الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتصدر روسيا أكثر من ثلث نفطها عبر ناقلات غربية، معظمها إلى الهند والصين، باستخدام خدمات الشحن الغربية. وسيُنهي الحظر هذه التجارة، التي تتم في الغالب عبر أساطيل دول في الاتحاد الأوروبي المطلة على بحار، ومنها اليونان وقبرص ومالطا.
وينقل ثلثا النفط الروسي المصدر الآخران عبر أسطول يضم مئات الناقلات العاملة خارج نطاق الرقابة والمعايير البحرية الغربية، والمعروف باسم "أسطول الظل". وستحتاج روسيا إلى زيادة عدد سفن الأسطول إذا فرضت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي حظراً على الخدمات البحرية.
عقوبات جديدة في مطلع 2026
وذكر ثلاثة من المصادر الستة، أن الحظر قد يكون جزءاً من حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي التالية على روسيا، والمقرر فرضها في أوائل 2026.
وقال مصدران من الستة إن الاتحاد الأوروبي يرغب في الموافقة على الحظر، إلى جانب اتفاقية أوسع لمجموعة السبع قبل اقتراح الحظر ضمن الحزمة.
وطلبت المصادر عدم كشف هويتها، لحساسية الأمر.
وأضافت المصادر أن المسؤولين البريطانيين والأميركيين سيدعمون الفكرة في الاجتماعات الفنية لمجموعة السبع. وقالت أربعة مصادر، إن أي قرار أميركي نهائي سيعتمد على أساليب الضغط التي تختارها إدارة الرئيس دونالد ترمب، وسط محادثات السلام الجارية التي تتوسط فيها واشنطن بين أوكرانيا وروسيا.











