
اعتبر الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج أن العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرار داخلي، وذلك رداً على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإصدار هذا العفو، فيما تظاهر آلاف الإسرائيليين، في عدة مدن، بينها تل أبيب وحيفا، مساء السبت، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق رسمية بإخفاقات الحكومة في هجوم 7 أكتوبر، وشددوا على رفضهم إصدار أي قرار بالعفو.
وقال هرتسوج في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأميركية: "الجميع يفهم أن أي عفو استباقي يجب أن يُدرس وفقاً لأسسه"، مضيفاً أنه سيتعامل مع الأمر "بمنتهى الجدية".
وتابع قائلاً: "أنا أحترم صداقة الرئيس ترمب ورأيه.. لماذا؟.. لأن ترمب هو نفسه الرئيس الذي توسّلنا إليه، وطلبنا منه أن يعيد إلينا رهائننا، وهو الذي قاد بشجاعة خطوة هائلة لإعادتهم، ومرّر قرار مجلس الأمن، لكن إسرائيل، بطبيعة الحال، دولة ذات سيادة، ونحن نحترم تماماً النظام القضائي الإسرائيلي ومتطلباته".
وأضاف هرتسوج في تعليقه على تقديم نتنياهو طلباً رسمياً للعفو عنه: "مصلحة الشعب هي أولويتي الأولى والثانية والثالثة".
ويواجه نتنياهو تهمة بالرشوة وثلاث تهم بالاحتيال وثلاث تهم بخيانة الأمانة، وذلك في ثلاث قضايا منفصلة.
وتتعلق التهم باتهامات حول التلاعب غير المشروع بوسائل الإعلام، وتلقي هدايا غير قانونية مقابل خدمات حكومية.
تظاهرات في إسرائيل
وخلال التظاهرات التي شهدتها مدن إسرائيلية مساء السبت، رفع المحتجون شعارات معارضة لطلب العفو الذي رفعه نتنياهو إلى هرتسوج، الأسبوع الماضي، وطالبوه برفضه.
وقالت محتجة: "لا تتجرأ على إلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو. لا أحد في هذا البلد فوق القانون… هذا خط أحمر لا يجب على دولة تدّعي الديمقراطية أن تتجاوزه"، بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس".
وفي تل أبيب، احتشد الآلاف في ساحة "هابيما" للمشاركة في التجمع الأسبوعي، الذي تخللته كلمات لعائلات جنود لقوا حتفهم في الحرب على غزة، وناشطين دعوا إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات إسرائيل قبل الهجوم، إضافة إلى قضايا أخرى، مثل محاولات الحكومة المتكررة لإضعاف الجهاز القضائي، وفق ما نقلت "تايمز أوف إسرائيل".
وذكرت "هآرتس" أن التظاهرات تعرضت لمحاولات اعتراض من ناشطين من اليمين المتطرف، وتدخلت الشرطة بعد اندلاع مواجهة قصيرة. وأفادت الصحيفة بأن الناشطين اليمينيين حاولوا لاحقاً الاحتكاك مع المتظاهرين داخل ساحة "هابيما"، قبل أن تُبعدهم الشرطة مجدداً.
كما تظاهر ممثلون عن جنود الاحتياط رفضاً لخطة حكومة نتنياهو تقنين إعفاءات الحريديم (المتدينون المتشددون) من الخدمة العسكرية.
في المقابل، رفع نشطاء يساريون لافتات كتب عليها: "صمتنا عن الاحتلال، والآن لدينا دكتاتورية". كما رفع عشرات المحتجين صوراً لأطفال فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، وفق ما أوردت "تايمز أوف إسرائيل".
ويرفض نتنياهو حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، مبرراً ذلك بأنه "لا يمكن إقامتها خلال فترة الحرب"، ثم بذريعة أن رئيس المحكمة العليا "لا يمكن الوثوق به لتعيين قاضٍ نزيه لقيادة اللجنة"، وأن نتائج التحقيق "لن يقبل بها جزء كبير من الجمهور"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".









