وسط "تقدم طفيف".. أوكرانيا تبحث مع قادة أوروبا "القضايا الصعبة" في خطة السلام الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جندي أوكراني خلال تدريبات عسكرية في خاركييف فيما تتواصل المواجهات مع القوات الروسية. 1 ديسمبر 2025 - REUTERS
جندي أوكراني خلال تدريبات عسكرية في خاركييف فيما تتواصل المواجهات مع القوات الروسية. 1 ديسمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

يلتقي قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن، الاثنين، لمناقشة الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق للسلام في أوكرانيا، بعد انتهاء محادثات استمرت 3 أيام بين المفاوضين الأميركيين والأوكرانيين في ميامي، دون "اختراقات كبيرة"، خاصة فيما يتعلق بـ"عقبة" تنازل كييف عن أراض لروسيا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن اجتماع القادة الأوروبيين في منشور على منصة "إكس"، السبت، وذلك بعد اتصال هاتفي مع زيلينسكي.

وقال ماكرون: "سنواصل تنسيقنا في لندن، الاثنين، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، في ضوء المناقشات الأخيرة بين الأوكرانيين والأميركيين".

وأضاف ماكرون، أن "فرنسا عازمة على العمل مع الجميع من أجل التوصل لإجراءات خفض التصعيد، وفرض وقف إطلاق النار".

واعتبر ماكرون، أن "الأوروبيين سيكونون بالضرورة ركيزة أساسية للحل العادل والدائم الذي نعمل جميعاً على بنائه معاً".

وتعرّض المشروع الأميركي للسلام في أوكرانيا، لانتقادات أوروبية، بدعوى أنه يترك كييف في "موقف ضعيف ومُعرّض للخطر".

وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، أن مفاوضيها اتفقوا مع كييف على "إطار عمل للترتيبات الأمنية"، وناقشوا قدرات الردع اللازمة كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا. ومع ذلك، لم تكن هناك مؤشرات تُذكر على تحقيق تقدم كبير.

قضايا صعبة

وقالت أولجا ستيفانيشينا، السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة،  السبت، إنه "بعد ثلاثة أيام من المحادثات، ما تزال هناك قضايا صعبة"، مضيفة: "لكن الجانبين يواصلان العمل لصياغة حلول واقعية ومقبولة".

وأضافت ستيفانيشينا في تصريحات أوردتها شبكة CNN، أن "التحديات الأساسية في هذه المرحلة تتعلق بقضايا الأراضي والضمانات، ونحن نسعى بنشاط إلى إيجاد الصيغ المثلى لمعالجتها"، مشيرة إلى أنه "سيتم تقديم مزيد من التفاصيل بمجرد تجميع كل المعلومات".

وتُعد مسألة الأراضي والضمانات الأمنية من أبرز العقبات أمام أي اتفاق محتمل، إذ تشدد أوكرانيا على أن "أي نهاية عادلة للحرب، يجب أن تتضمن ضمانات أمنية موثوقة"، وألا تُجبر كييف على التنازل عن مزيد من الأراضي لصالح روسيا.

وصرح زيلينسكي، السبت، بأنه تحدث مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر، بشأن آخر المحادثات،  مشيراً إلى أنه سينتظر الآن عودة المفاوضين الأوكرانيين، وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، ورئيس الأركان العامة، أندريه هناتوف، من فلوريدا من أجل العمل على "الأفكار والمقترحات".

وأضاف الرئيس الأوكراني في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم "اتفقوا على الخطوات التالية وصيغ المحادثات مع الولايات المتحدة".

ونقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين قولهما، إن مكالمة زيلينسكي، السبت، مع ويتكوف وكوشنر، استمرت ساعتين، وأنهم ناقشوا قضايا الأراضي وضمانات الأمن.

تحركات روسيا الميدانية

واختتمت المكالمة 3 أيام من مفاوضات مكثفة بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين رفيعي المستوى في ميامي، بشأن خطة السلام المقترحة من ترمب، كما جاءت بعد اجتماع استمر 5 ساعات بين ويتكوف وكوشنر، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، الثلاثاء الماضي.

وقال مصدر مطلع لـ"أكسيوس"، إن مناقشة قضية الأراضي كانت صعبة، لافتاً إلى أن روسيا لا تزال تطالب بانسحاب أوكرانيا من مناطق تسيطر عليها في إقليم دونباس.

وشدد زيلينسكي على أن "أوكرانيا عازمة على مواصلة العمل بحسن نية مع الجانب الأميركي لتحقيق سلام حقيقي"، وأنه ينتظر من تقريراً شخصياً مفصلاً، مشيراً إلى أنه "لا يُمكن مناقشة كل شيء عبر الهاتف".

وشدد زيلينسكي على ضرورة العمل بشكل وثيق بشأن الأفكار والمقترحات، لافتاً إلى أن نهجه هو أن "يكون كل شيء حاسماً وقابلاً للتنفيذ".

وخلال زيارته إلى الهند، الخميس، قال بوتين إن بلاده تعتزم السيطرة على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا "بأي وسيلة".

محادثات إضافية بشأن الضمانات الأمنية

ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع، قوله إن الطرفين، الأميركي والأوكراني، حققا "تقدماً كبيراً" في قضية ضمانات الأمن الأميركية لأوكرانيا، واقتربا من التوصل إلى اتفاق، لكنه استدرك: "هناك حاجة لمزيد من العمل لضمان تفسير الجانبين لمسودة الضمانات الأمنية بشكل متطابق".

وقال مسؤول أوكراني لموقع "أكسيوس": "من المتوقع عقد مزيد من المحادثات والاجتماعات مع ويتكوف وكوشنر في وقت لاحق من الأسبوع".

وكانت خطة السلام  الأميركية في صياغتها الأولى مؤلفة من 28 بنداً، ونصت على تخلي أوكرانيا عن مساحات إضافية من الأراضي التي فشلت موسكو في السيطرة عليها، بالإضافة إلى تقليص كبير في حجم الجيش الأوكراني، وتخلي كييف عن طموحات الانضمام للناتو.

تصنيفات

قصص قد تهمك