"لحظة حاسمة".. زيلينسكي يبحث في لندن مصير دونباس ومحطة زابوروجيا والضمانات الأمنية

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرتس أثناء زيارتهم لساحة الاستقلال (ميدان) في كييف. 10 مايو 2025 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرتس أثناء زيارتهم لساحة الاستقلال (ميدان) في كييف. 10 مايو 2025 - REUTERS
دبي-رويترزالشرق

تدخل محادثات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية "لحظة حاسمة" مع اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في لندن، الاثنين، وسط توقعات بمناقشة قضايا عالقة مرتبطة بالتنازل عن أراض في إقليم دونباس لروسيا، ووضع محطة زابوروجيا للطاقة النووية، أكبر محطة في أوروبا، فضلاً عن الضمانات الأمنية.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور على منصة "إكس"، إن "هناك الكثير من العمل يجب القيام به لضمان التزام روسيا بشكل حقيقي بإنهاء الحرب"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الأحد.

وذكر زيلينسكي، في مقطع فيديو مصور على منصة "تليجرام"، إنه سيناقش مع الزعماء الأوروبيين "قضايا الأمن، ودعم قدرتنا على الصمود، وحزم الدعم لحمايتنا"، بالإضافة إلى "الدفاع الجوي، والتمويل الطويل الأجل لأوكرانيا".

وقال، قبل مشاوراته المخطط لها مع القادة الأوروبيين، إن المحادثات مع ممثلي الولايات المتحدة بشأن خطة السلام كانت "بنّاءة لكنها ليست سهلة"، مشيراً إلى أن الأميركيين "يعرفون المواقف الأساسية لأوكرانيا".

وذكر أن الوفد الأوكراني الذي انخرط مع الأميركيين في المحادثات بولاية فلوريدا، الأسبوع الماضي، في طريقه الآن إلى أوروبا، لإطلاعه على "معلومات مفصلة عن كل شيء"، بما في ذلك نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى روسيا، و"الفروق الدقيقة" التي تريد الولايات المتحدة إدخالها.

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات، الأسبوع الماضي، مع ستيف ويتكوف، المبعوث الرئاسي الأميركي، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي.

قضايا عالقة

في سياق متصل، اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوج، أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا "قريب جداً"، ويعتمد الآن على حل قضيتين رئيسيتين عالقتين تتعلّقان بالأراضي، وهما مستقبل إقليم دونباس في المقام الأول، ومصير محطة زابوروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا، والتي تقع حالياً تحت السيطرة الروسية.

وذكر كيلوج، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في يناير، خلال كلمة في منتدى ريجان للدفاع الوطني: "إذا حللنا هاتين المسألتين، أعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام... كدنا نصل إلى النهاية". ومضى قائلاً: "اقتربنا حقاً".

وبدأت روسيا غزو أوكرانيا في فبراير 2022 بعد قتال بين انفصاليين مدعومين من روسيا وقوات أوكرانية في دونباس على مدى 8 سنوات. وتتكون دونباس من منطقتي دونيتسك ولوجانسك.

موسكو تطلب "تغييرات جذرية"

وبعد أن أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات استغرقت 4 ساعات الأسبوع الماضي مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر ترمب في الكرملين، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن "مشكلات تتعلق بالأراضي" طرحت للنقاش.

وبدا أن الكرملين يشير بذلك إلى مطالبات روسيا بالسيادة على دونباس بأكملها، رغم أن أوكرانيا ما زالت تسيطر على 5 آلاف كيلومتر مربع تقريباً من المنطقة.

ويقول زيلينسكي إن تسليم باقي دونيتسك سيكون غير قانوني دون استفتاء، كما سيعطي روسيا قدرة على شن هجمات بعمق أكبر داخل أوكرانيا في المستقبل.

ونقلت وسائل إعلام روسية، الأحد، عن أوشاكوف قوله، إن على الولايات المتحدة إجراء "تغييرات جادة وجذرية على مقترحهم" بشأن بأوكرانيا. لكنه لم يوضح طبيعة التغييرات التي تريد موسكو من واشنطن إدخالها.

"لحظة حاسمة"

في سياق متصل، قال وزير العمل البريطاني بات ماكفادن، الأحد، إن الحرب في أوكرانيا تمر بـ"لحظة حاسمة للغاية"، مع استعداد القادة الأوروبيين للتركيز على أن "تقرر أوكرانيا مستقبلها بنفسها" خلال محادثات مع الرئيس الأوكراني غداً (الاثنين)، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" الإنجليزية.

وأضاف ماكفادن إن "الجميع" يريدون أن تنتهي الحرب، لكن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس يركزون على أن تنتهي بطريقة "تمنح أوكرانيا حرية الاختيار في المستقبل".

وتابع: "هذا يعني، ليس فقط إنهاء الحرب، بل أيضاً ضمانات أمنية لأوكرانيا في المستقبل، وليس دولة عاجزة تماماً وغير قادرة على تقرير مستقبلها". وواصل: "أعتقد أن هذا سيكون في صميم المناقشات غداً".

وتُمثل الحرب في أوكرانيا الصراع الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كما أنها أشعلت أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.

وعلى الرغم من الوساطة الأميركية والاتصالات الدورية رفيعة المستوى، فإن التقدم في محادثات السلام كان بطيئاً، مع استمرار الخلافات بشأن الضمانات الأمنية لكييف ووضع الأراضي التي تحتلها روسيا.

ودعم القادة الأوروبيون عملية دبلوماسية تدريجية لأوكرانيا، ترتبط بضمانات أمنية طويلة الأمد ومساعدات عسكرية مستمرة. أما ترمب، فقد ركّز على إبرام صفقات سريعة وتقاسم الأعباء، ويحذر الدبلوماسيون من أن أي محادثات لا تزال هشة ومعرضة للتأثر بالتقلبات في السياسة الأميركية.

تصنيفات

قصص قد تهمك