
قال مسؤول أوروبي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة تصر على أن تتخلى أوكرانيا عن إقليم دونباس شرق البلاد بالكامل، والذي لا تزال تسيطر على نحو 30% منه، لعقد اتفاق سلام مع روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 أعوام ونصف، وسط إحباط أميركي علني إزاء كييف.
وبقيت قضية الأراضي عالقة في المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، فيما تفكر واشنطن في كيفية "إجبار" أوكرانيا على التخلي عن كامل الإقليم الذي فشلت روسيا حتى الآن في السيطرة عليه بالكامل، وفق المسؤول الأوروبي. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد الأسبوع الماضي، على أن روسيا ستسيطر على دونباس بالكامل، عسكرياً أو بأي وسيلة أخر.
وأضاف المسؤول في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، أنه فيما يتعلق بقضية الأراضي، فإن الأميركيين كانوا واضحين: "روسيا تطالب أوكرانيا بالتخلي عن الأراضي، والأميركيون يفكرون في كيفية تحقيق ذلك".
وتابع: "الأميركيون يصرون على أن أوكرانيا يجب أن تغادر دونباس، بطريقة أو بأخرى".
وكررت أوكرانيا مراراً على أن أي اتفاق سلام يجب أن ينص على تجميد القتال عند خطوط المواجهة الحالية. وحتى الآن، لا تزال نحو 30% من مساحة الإقليم في يد أوكرانيا.
وقال المسؤول الأوروبي: "بشكل عام، فإن الخيار الأكثر واقعية، هو التمسك بالخطوط الحالية، ولكن الروس يضغطون على كييف للتخلي عن أراضيها".
وتضغط واشنطن على أوكرانيا للموافقة على اتفاق بشكل سريع، فيما أبدى الرئيس دونالد ترمب إحباطاً علنياً من كييف، إذ أعرب الأحد، عن "خيبة أمل" من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لافتاً إلى أنه "لم يقرأ" المقترح الذي توصلت إليه المحادثات الأخيرة بشأن خطة السلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف ترمب، للصحافيين خلال حفل التكريم بمركز كينيدي في مقر وزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقادة الأوكرانيين، بمن فيهم زيلينسكي، معرباً عن "خيبة أمله بعض الشيء، لأن الرئيس الأوكراني لم يقرأ الاقتراح بعد".
وفيما لم يعلّق زيلينسكي على التصريحات الأخيرة لترمب، إلا أنه قال لـ"بلومبرغ"، إن الولايات المتحدة وأوكرانيا لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن مستقبل إقليم دونباس، بما في ذلك مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
محادثات في لندن وبروكسل
واستضاف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، الخميس، الرئيس الأوكراني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة لبحث الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف.
كما أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، عقد اجتماعات في بروكسل، الاثنين، بحضور زيلينسكي والأمين العام للحلف مارك روته ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وخلال بداية اجتماعات لندن، قال ستارمر إن القضايا المتعلقة بأوكرانيا يجب أن تُحسم من قبل أوكرانيا نفسها، فيما أكد زيلينسكي أنه "لا يمكننا أن نواصل بدون الأوروبيين، ولا يمكننا أن نواصل بدون الأميركيين، ولهذا لدينا بعض القرارات المهمة التي علينا اتخاذها".
بدوره، قال ميرتس: "أنا متشكك بشأن بعض التفاصيل التي نراها في الوثائق القادمة من الجانب الأميركي، لكن علينا أن نناقش ذلك، ولهذا نحن هنا"، فيما اعتبر ماكرون أن "العقوبات جعلت الاقتصاد الروسي يعاني".
ويهدف اجتماع لندن وبروكسل، لحشد دعم الحلفاء لكييف، في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على أوكرانيا للقبول باتفاق سلام مقترح مع روسيا.










