ترمب يصعّد هجومه على أوروبا: قادة "ضعفاء" ودول "متداعية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مائدة مستديرة في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة في الولايات المتحدة. 8 ديسمبر 2025 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مائدة مستديرة في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة في الولايات المتحدة. 8 ديسمبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقادات حادة للقيادة الأوروبية، واصفاً دول القارة بأنها "متداعية" وقادتها بأنهم "ضعفاء"، في وقت صعّد فيه لهجته تجاه حلفاء واشنطن التقليديين، على خلفية ملف الهجرة والحرب في أوكرانيا. 

وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو"، نُشرت الثلاثاء، قلل ترمب من أهمية الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، منتقداً ما وصفه بفشلهم في ضبط الهجرة وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، كما ألمح إلى عزمه دعم مرشحين سياسيين أوروبيين يتوافقون مع رؤيته للقارة.

ويمثل هذا الهجوم الواسع على القيادات السياسية الأوروبية أحد أشد انتقادات الرئيس الأميركي حتى الآن ضد الدول الغربية، في خطوة تهدد بتعميق الخلاف مع دول مثل فرنسا وألمانيا، التي تشهد أصلاً علاقات متوترة مع إدارة ترمب، وفق "بوليتيكو".

وقال ترمب عن القادة الأوربيين: "أعتقد أنهم ضعفاء، لكنني أعتقد أيضاً أنهم يريدون أن يكونوا شديدي الالتزام بالصواب السياسي". وأضاف: "أعتقد أنهم لا يعرفون ما يفعلونه.. أوروبا لا تعرف ما يجب فعله".

وتأتي تصريحات ترمب عن أوروبا في لحظة حساسة للمفاوضات الجارية بشأن إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، في وقت يعبّر فيه قادة أوروبيون عن قلق متزايد من احتمال أن يتراجع ترمب عن دعم أوكرانيا وحلفائه الأوروبيين في مواجهة روسيا. 

موقف روسيا أقوى من أوكرانيا

ولم يقدّم الرئيس الأميركي في المقابلة أي تطمينات للحلفاء الأوروبيين بشأن مستقبل الدعم لأوكرانيا، بل أكد أن روسيا تبدو في "موقع أقوى" من أوكرانيا حالياً.

وجاءت تصريحات ترمب بشأن أوروبا في تناقض واضح مع بعض مواقفه المتعلقة بالقضايا الداخلية التي تناولتها المقابلة. إذ يواجه الرئيس الأميركي وحزبه سلسلة من الانتكاسات الانتخابية، إلى جانب تزايد الفوضى داخل الكونجرس هذا الخريف، مع تمرد الناخبين على ارتفاع تكاليف المعيشة. 

وفي الأيام الأخيرة، أثارت استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي كشفت عنها إدارة ترمب صدمة في العواصم الأوروبية، بعدما تبنّت نهجاً يضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع الخط السياسي الأوروبي السائد، متعهدة بـ"زرع المقاومة" ضد الوضع القائم في القارة، لا سيما في ما يرتبط بملف الهجرة وملفات حساسة أخرى.

أوروبا "لن تبقى قابلة للحياة"

وفي المقابلة نفسها، ضاعف ترمب من طرح هذا المنظور، واصفاً مدناً مثل لندن وباريس بأنها "منهكة" تحت وطأة الهجرة من الشرق الأوسط وإفريقيا. وحذر من أنه في غياب تغيير سياسات الحدود، فإن بعض الدول الأوروبية "لن تبقى دولاً قابلة للحياة".

كما استخدم ترمب لغة هجومية تجاه عمدة لندن صادق خان، الذي ينتمي لليسار وهو ابن لمهاجرين باكستانيين وأول مسلم يتولى هذا المنصب، واصفاً إياه بأنه "كارثة"، وأرجع انتخابه إلى الهجرة، قائلاً: "لقد انتُخب لأن الكثير من الناس قدموا إلى المدينة.. إنهم يصوتون له الآن".

وكان رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا وجه، الاثنين، انتقاداً لإدارة ترمب بسبب وثيقة الأمن القومي، داعياً البيت الأبيض إلى احترام سيادة أوروبا. وقال: "الحلفاء لا يهددون بالتدخل في الحياة الديمقراطية أو الخيارات السياسية الداخلية لحلفائهم، بل يحترمونهم".

لكن ترمب في حديثه لـ"بوليتيكو" تجاهل تلك الحدود، وأكد أنه سيواصل دعم مرشحيه المفضلين في الانتخابات الأوروبية، وإن أثار ذلك حساسية داخلية.

وقال: "لقد أيدت أشخاصاً لا يعجبون الكثير من الأوروبيين.. لقد أيدت فيكتور أوربان"، في إشارة إلى رئيس الوزراء المجري اليميني الذي قال ترمب إنه يعجب به بسبب سياساته الصارمة في ضبط الحدود.

لكن الحرب الروسية الأوكرانية بدت الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة لترمب، إذ قال إنه قدم مسودة جديدة لخطة سلام نالت إعجاب بعض المسؤولين الأوكرانيين، لكنها لم تصل بعد للرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأضاف: "سيكون من الجيد لو أنه يقرأها".

وفي سياق آخر، قال ترمب إنه سيجعل دعم الخفض الفوري لأسعار الفائدة معياراً لاختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. كما قال إنه قد يوسع العمليات العسكرية لمكافحة المخدرات لتشمل المكسيك وكولومبيا.

وحثّ ترمب قاضيي المحكمة العليا المحافظين صامويل أليتو وكلارنس توماس، وكلاهما في السبعينيات من العمر، على البقاء في منصبيهما.

تصنيفات

قصص قد تهمك