
قال مسؤولون غربيون إن مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منحوا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهلة لا تتعدى أياماً للرد على مقترح السلام والذي يلزم أوكرانيا بقبول التنازل عن أراضٍ، مقابل ضمانات أمنية لم تحددها واشنطن بوضوح حتى الآن، فيما أعلن زيلينسكي استعداده لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً، بشرط المساعدة في ضمان الأمن.
وذكر المسؤولون لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن زيلينسكي أبلغ نظرائه الأوروبيين بأنه تعرض لضغوط في المكالمة التي استمرت لمدة ساعتين مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترمب الأسبوع الماضي.
وقال شخص مطلع على الجدول الزمني الذي طرح في المكالمة على كييف، إن ترمب يأمل في إتمام الاتفاق بحلول أعياد الميلاد، قبل نهاية العام.
بدوره، قال زيلينسكي الثلاثاء، إنه مستعد لإجراء الانتخابات، داعياً الشركاء الأميركيين والأوروبيين إلى المساعدة في ضمان الأمن اللازم لإجرائها خلال الحرب.
وأضاف في تصريحات للصحافيين أنه إذا تم ضمان الأمن، يمكن إجراء الانتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً، مشيراً إلى أنه سيطلب من البرلمان إعداد التشريعات اللازمة لإتاحة إجراء الانتخابات خلال فترة الأحكام العرفية.
وجاءت تعليقات زيلينسكي بعد مقابلة أجراها ترمب مع مجلة "بوليتيكو"، ونُشرت الثلاثاء، وألمح فيها إلى أن الحكومة الأوكرانية تستخدم الحرب "ذريعة لعدم إجراء الانتخابات".
"كييف عالقة بين المطالب والضغوط"
وذكر المسؤولون أن زيلينسكي أبلغ ويتكوف وكوشنر أنه يحتاج وقتاً للتشاور مع الحلفاء الأوروبيين قبل إبداء أي رد فعل على عرض واشنطن، والذي تخشى كييف من أنه قد يفتت الوحدة الغربية، إذ مضت الولايات المتحدة قدماً في خطتها دون وضع وجهة النظر الأوروبية في الاعتبار.
ووصف أحد المسؤولين الغربيين الجانب الأوكراني بأنه عالق بين المطالب بشأن الأراضي، والتي لا يمكنه قبولها، وجانب أميركي لا يمكنه رفضه.
وقال زيلينسكي للصحافيين مساء الاثنين: "لأكون صريحاً، الأميركيين يبحثون عن مساومة اليوم".
والتقى الرئيس الأوكراني مع نظرائه من مجموعة الترويكا الأوروبية (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، في لندن الاثنين، وأشار المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى إلحاح الموقف في بداية الاجتماع، بمقر رئاسة الوزراء البريطانية، قائلاً إن الزعماء اجتمعوا لمناقشة "الأيام المقبلة، لأنها قد تكون فترة حاسمة بالنسبة لنا جميعاً".
وقال زيلينسكي مساء الثلاثاء، إنه يعمل "بنشاط كبير" على مكوّنات اتفاق لإنهاء الحرب.
وأضاف: "لقد جرى العمل على المكوّنين الأوكراني والأوروبي بمزيد من التفصيل، ونحن مستعدون لعرضهما على شركائنا في الولايات المتحدة. وبالعمل مع الجانب الأميركي، نتوقع أن نجعل الخطوات الممكنة فعّالة وبأسرع صورة ممكنة".
وأبلغ زيلينسكي القادة الأوروبيين الاثنين، أنه يخشى من أن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن خطة "قرض التعويضات" لأوكرانيا، المموّل بضمان الأصول المجمّدة للبنك المركزي الروسي، وذلك بسبب مخاوف من إغضاب واشنطن وفقدان دعمها في مجالات الأمن والدفاع الأوروبي.
وفي مقابلة مع "بوليتيكو"، سُئل ترمب عما إذا كان حدد مهلة زمنية لزيلينسكي للموافقة على اتفاق. فأجاب: "حسناً، عليه أن يتحرّك ويبدأ، بقبول الأمور لأنه يخسر"، في إشارة إلى نظيره الأوكراني.
هجمات روسية مكثفة
وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن القوات الروسية كثفت خلال الأشهر الأخيرة، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وتحقق تقدماً ثابتاً وإن كان مكلفاً، على الجبهة جنوب شرقي البلاد.
ففي منطقة دونيتسك، التي تضغط روسيا والولايات المتحدة على أوكرانيا للتنازل عنها كجزء من اتفاق سلام، استولت القوات الروسية على معظم مركز التحصينات الاستراتيجي في بوكروفسك، وهي تهدد البلدة التابعة لها ميرنوجراد، التي يعني اسمها "مدينة السلام"، بحصار محتمل.
وسيؤدي فقدان هاتين المدينتين إلى ضربة معنوية كبيرة لكييف، كما سيمنح الكرملين قاعدة انطلاق محتملة للتقدم أعمق داخل المنطقة.
وقال مسؤولون أوكرانيون صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الرئيس فلاديمير بوتين "ادّعى السيطرة الكاملة على المدينتين"، في محاولة لإقناع ترمب بأن الجيش الروسي لا يمكن إيقافه.
وفي بيان مساء الثلاثاء، أشار زيلينسكي إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي ما زال يعتمد على موقف روسيا. وقال: "وكما يشير شركاؤنا في فرق التفاوض عن حق، فإن كل شيء يعتمد على ما إذا كانت روسيا مستعدة لاتخاذ خطوات فعّالة لوقف إراقة الدماء ومنع اشتعال الحرب مجدداً".










