
يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة القاهرة، لتوقيع "اتفاقية بمليارات الدولارات لتزويد مصر بالغاز الطبيعي"، حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونقلت الصحيفة، الجمعة، عن مصدر دبلوماسي أميركي رفيع مطلع، قوله إن "مسؤولين إسرائيليين كانوا يعملون خلال الأيام الماضية مع دبلوماسيين أميركيين رفيعي المستوى على الاستعداد للزيارة المرتقبة"، والتي ستكون الأولى لنتنياهو إلى مصر منذ 15 عاماً، في حال حدوثها.
وأضاف المصدر، أنه "من المتوقع أن يلتقي نتنياهو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويهدف إلى وضع الزيارة في إطار تاريخي".
ووفق الصحيفة، يتطلع نتنياهو أيضاً إلى "تحقيق إنجاز دبلوماسي وإعلامي كبير قبل الانتخابات في إسرائيل، وصرف الانتباه بعيداً عن قضايا داخلية المثيرة للجدل".
وقال مكتب الوزراء الإسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "ليس لدينا علم بهذه المسألة".
وخلال الأسابيع الماضية، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة تسعى إلى عقد "قمة ثلاثية" بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيسي ونتنياهو خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المتوقعة إلى فلوريدا في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وذكرت "تايمز أوف إسرائيل"، أن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، يقود جهود تنظيم قمة القاهرة المرتقبة. وكان لايتر يلعب دور حلقة الوصل الرئيسية لنتنياهو مع واشنطن ومع الدول العربية، بما في ذلك سوريا ولبنان، بعد استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية السابق، رون ديرمر، من منصبه الشهر الماضي.
شروط القاهرة
وحدد خبراء تحدثوا لـ"الشرق"، أبرز الملفات، التي ترغب القاهرة في حسمها قبل الاستجابة للوساطة الأميركية بشأن عقد قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الخبراء، إن تلك الملفات تشمل إنهاء أي طرح يتعلق بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وضمان الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وإعادة تفعيل المسار السياسي لحل الدولتين، وملف الغاز من بين أمور أخرى.
ملفات على طاولة المحادثات المحتملة بين السيسي ونتنياهو
إنهاء أي طرح يتعلق بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ضمان الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
إعادة تفعيل المسار السياسي لحل الدولتين.
ملف الغاز من بين أمور أخرى.
ووقّعت مصر في عام 2020 اتفاقاً مع إسرائيل لاستيراد الغاز الطبيعي، قبل أن يجري تعزيز الصفقة في أغسطس الماضي، إذ كشفت شركة "نيو ميد إنرجي" New Med Energy، الشريك في حقل "ليفياثان" الإسرائيلي، عن توقيع تعديل جوهري على الاتفاق يضيف نحو 4.6 تريليون قدم مكعب (نحو 130 مليار متر مكعب)، في صفقة قد تحقق إيرادات تصل إلى 35 مليار دولار، وتمتد حتى 2040.
وتمتلك شركة "شيفرون" الأميركية حصة تشغيلية كبيرة في حقل "ليفياثان" الإسرائيلي، تبلغ 40% تقريباً، وهي الشركة المشغلة للحقل، بالشراكة مع شركات أخرى مثل "نيو ميد" NewMed Energy، و"ريشيو إنرجيز" Ratio Energies، ويُعد هذا الحقل المورد الرئيسي للغاز الإسرائيلي إلى مصر.
مقترح أميركي بديل
وأفاد مصدر مطلع لـ"الشرق"، بأن القاهرة ليست لديها مشكلة في عقد لقاء بين السيسي ونتنياهو، مشيراً إلى أنه سبق الحديث عن اجتماع بوساطة أميركية على هامش قمة شرم الشيخ للسلام، والتي شهدت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بحضور الرئيس الأميركي وعدد من قادة العالم.
لكن الرئاسة المصرية ذكرت في بيان آنذاك، أن نتنياهو لن يشارك في قمة شرم الشيخ، بسبب الأعياد الدينية في إسرائيل، موضحة أن ترمب كان اقترح مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه القمة خلال اتصال هاتفي مع السيسي.
وتحدَّث المصدر عن مقترح أميركي بديل لعقد لقاء بين السيسي ونتنياهو، من خلال دعوة إدارة ترمب لعقد قمة "أميركية-عربية-إسلامية" في واشنطن، على أن يلتقي الطرفان على هامشها، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
والأسبوع الماضي، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي بأن البيت الأبيض يسعى للتوسط من أجل عقد قمة بين السيسي ونتنياهو.
كما نقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنه على نتنياهو الموافقة أولاً على صفقة غاز استراتيجية بين مصر وإسرائيل، وأن يتخذ خطوات أخرى تشجع الرئيس المصري على القبول بعقد لقاء بينهما.
ومنذ تشكيل حكومة نتنياهو الأخيرة في أواخر 2022، تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية، توتراً متصاعداً، بلغ ذروته بعد اندلاع الحرب على غزة، إذ عبّرت حكومة تل أبيب أكثر من مرة عن رغبتها في تهجير فلسطينيي القطاع إلى شبه جزيرة سيناء.
كما ازداد التوتر بين القاهرة وتل أبيب، على خلفية اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح في جنوب القطاع، واحتلال محور فيلادلفيا الحدودي، بما يتعارض مع اتفاق السلام بين البلدين.
وترتبط مصر وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1979، إذ كانت أول دولة عربية توقع اتفاقاً للسلام مع إسرائيل، ومرت العلاقات الثنائية بين الجانبين بعدها بمحطات من الهدوء والتوتر، عقب أربع مواجهات عسكرية في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973.











