محادثات برلين | ويتكوف يعلن عن "تقدم كبير".. وأوكرانيا تنتظر "اجتماع الاثنين"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الوفدان الأميركي والأوكراني خلال اجتماع في برلين بشأن بخطة السلام مع روسيا بمشاركة الرئيس فولوديمير زيلينسكي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. 14 ديسمبر 2025 - Reuters
الوفدان الأميركي والأوكراني خلال اجتماع في برلين بشأن بخطة السلام مع روسيا بمشاركة الرئيس فولوديمير زيلينسكي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. 14 ديسمبر 2025 - Reuters
دبي -الشرق

قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن اجتماع وفد بلاده مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استمر لأكثر من 5 ساعات، وأسفر عن "إحراز تقدم كبير"، وذلك في إطار "محادثات برلين" المتعلقة بخطة السلام مع روسيا.

وأوضح ويتكوف عبر حسابه على منصة "إكس" أن اجتماع زيلينسكي مع المبعوثين الأميركيين "ويتكوف، وجاريد كوشنير(صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب)"، بالإضافة إلى الوفد  الأوكراني في برلين "شهد مناقشات معمقة بشأن خطة السلام المكونة من عشرين نقطة، والملفات الاقتصادية، ومواضيع أخرى، وتم إحراز تقدم كبير، وسيُعقد اجتماع آخر صباح الاثنين".

بدوره، قال مستشار الرئيس الأوكراني، دميترو ليتفين، إن المحادثات بين المسؤولين الأوكرانيين والأميركيين بشأن مقترحات إنهاء الحرب في أوكرانيا انتهت بعد أكثر من خمس ساعات، الأحد، وإن من المقرر استئنافها الاثنين.

وأضاف ليتفين للصحافيين عبر تطبيق "واتساب" أن "زيلينسكي سيعلق على المحادثات، الاثنين، بمجرد انتهائها".

كان الرئيس الأوكراني ألمح، قبيل الاجتماع، إلى "حلول وسط" بشأن مقترحات السلام بشأن كيفية إنهاء الحرب مع روسيا، مشيراً إلى استعداد كييف للتخلّي عن طموحها بالانضمام إلى حلف (الناتو) مقابل الحصول على ضمانات أمنية غربية

وأضاف زيلينسكي في رده على أسئلة صحافيين، الأحد، أن الضمانات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة، والشركاء الأوروبيون وغيرهم من الشركاء، كبديل عن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، بمثابة حل وسط من جانب أوكرانيا.

وشدد على أن وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا على امتداد خطوط المواجهة الحالية سيكون "خياراً عادلاً.. وقد يكون أساساً للنقاش"، مضيفاً أن "قضية الأراضي لا تزال عالقة، وشديدة الحساسية".

وأضاف الرئيس الأوكراني في رده على أسئلة الصحافيين: "منذ البداية، كانت رغبة أوكرانيا هي الانضمام إلى الناتو، فهذه هي الضمانات الأمنية الحقيقية.. بعض الشركاء في الولايات المتحدة وأوروبا لم يدعموا هذا التوجه".

وأضاف أن وقف إطلاق النار على طول خطوط المواجهة الحالية قد يكون خياراً عادلاً، في حين تطالب روسيا بانسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين التي لا تزال أوكرانيا تسيطر عليها.

وقال زيلينسكي: "تحتاج أوكرانيا إلى السلام بشروط كريمة، ونحن مستعدون للعمل بأقصى قدر من البناء. الأيام المقبلة ستكون مليئة بالدبلوماسية، ومن الضروري للغاية أن تسفر عن نتائج"، وذلك في منشور سابق له على "إكس".

الكرملين: موقف واشنطن "حاسم"

في المقابل، قال متحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا ستكون راضية إذا وقعت كييف، تحت الضغط، على أي شيء ثم قامت بتخريبه، تماماً كما حدث مع اتفاقيات مينسك، إن روسيا لن ترضى إذا وقعت كييف اتفاقيات سلام ثم بدأت في تخريبها، مضيفاً: "هذا لن يناسبنا".

ونقلت قناة (آر.تي) التلفزيونية الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قوله إن موسكو تعتمد في تسوية الأزمة الأوكرانية على الولايات المتحدة وليس أوروبا، مؤكداً أن موقف واشنطن "حاسم وواقعي".

وأكد أن تسوية الأزمة الأوكرانية تتطلب وضع نظام محدد يضمن تنفيذ كييف للاتفاقيات كشرط أساسي للتوصل إلى حل.

واعتبر بيسكوف أن هناك حاجة إلى نظام ضمانات محدد لامتثال كييف لاتفاقيات التسوية الأوكرانية، مؤكدا أنه "يجب أن يكون هناك نظام معين من الضمانات ليس فقط للأمن، ولكن أيضاً لتنفيذ هذه الاتفاقيات".

 محادثات برلين بشأن أوكرانيا

ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف بالرئيس الأوكراني في برلين مجدداً، الاثنين، في إطار مساعٍ أميركية أوروبية مكثفة لبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا، حيث تتركز المحادثات على وقف إطلاق النار وصياغة إطار لاتفاق سياسي، بالتوازي مع مشاورات تضم قادة أوروبيين، تمهيداً لقمة تستضيفها العاصمة الألمانية لتعزيز التنسيق والدفع نحو تسوية دبلوماسية شاملة.

وقال البيت الأبيض، السبت، إن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي سيلتقي الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين آخرين في برلين، في وقت تضغط فيه واشنطن لوضع خطة لإنهاء الحرب.

من جانبه، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن موسكو لم تطلع بعد على مقترحات الاتحاد الأوروبي وكييف بشأن التسوية السلمية، لافتاً إلى أنه "من غير المرجح أن تكون مساهمتهما بنّاءة".

وأضاف أوشاكوف أن موسكو ستعبّر عن "اعتراضات حادة" إذا تضمنت خطة التسوية في أوكرانيا بنوداً غير مقبولة، موضحاً أن "روسيا عرضت موقفها بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية بوضوح شديد وكان مفهوماً للأميركيين".

وأشار إلى أنه "تم مناقشة مسألة الأراضي بشكل مكثف خلال مفاوضات بوتين مع ويتكوف، وواشنطن تدرك موقف موسكو.

تنقيح المقترحات الأميركية

وتعمل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا على تنقيح المقترحات الأميركية، التي دعا أحد مسوداتها، التي كُشف عنها الشهر الماضي، إلى أن تتنازل كييف عن مزيد من الأراضي، وتتخلى عن طموحها للانضمام إلى الناتو، وتقبل فرض قيود على قواتها المسلحة.

ووصف الحلفاء الأوروبيون الوضع بأنه "لحظة حرجة" قد تحدد مستقبل أوكرانيا، وسعوا إلى تعزيز الوضع المالي لكييف عبر استخدام الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي لتمويل الميزانية العسكرية والمدنية الأوكرانية.

وتهدف محادثات برلين إلى مناقشة أحدث نسخة من خطة السلام الأوروبية الأوكرانية المكونة من 20 بنداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد أيام فقط من تسليم كييف نسختها المعدلة إلى واشنطن.

وتقترح الخطة إنشاء "منطقة اقتصادية حرة" منزوعة السلاح في إقليم دونباس، يُسمح فيها بعمل مصالح تجارية أميركية، وفق مجلة "بوليتيكو".

وتتمثل إحدى أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات بمصير الأراضي في شرق أوكرانيا، التي ترفض كييف التنازل عنها بعد السيطرة عليها من قِبَل موسكو.

تصنيفات

قصص قد تهمك