غزة أبرز ملفات لقاء فلوريدا.. ونتنياهو يسعى للحصول على دعم ترمب للتحرك ضد إيران

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. واشنطن. 29 سبتمبر 2025 - @WhiteHouse
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. واشنطن. 29 سبتمبر 2025 - @WhiteHouse
دبي-الشرق

يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا، الاثنين، لبحث عدد من الملفات، أبرزها المضي قدماً في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومسألة "حزب الله" في لبنان، ورغبة تل أبيب في استهداف البرنامج الصاروخي الإيراني.

قبل ثلاثة أشهر، أشاد نتنياهو بترمب باعتباره "أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق"، لكن هذه الصداقة، وكذلك قدرة نتنياهو على التأثير، ستخضع للاختبار في منتجع مارالاجو بفلوريدا، خصوصاً وأن وجهات نظر الرئيس الأميركي تتباعد بشكل متزايد عن إسرائيل في كل بؤرة توتر بالشرق الأوسط، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

ومع اجتماع ترمب ونتنياهو للمرة السادسة هذا العام، ستصطدم مواقف نتنياهو المتشددة برئيس أميركي بنى صورته وإرثه السياسيين على تعزيز السلام. وقد يواجه نتنياهو صعوبة في كسب دعم ترمب، في ظل التدهور الذي شهدته العلاقة بينهما، وفقاً لأشخاص مطلعين تحدثوا لـ"واشنطن بوست".

خلافات بشأن غزة

قال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة، إنه بالنسبة لنتنياهو، تمثل الرحلة إلى فلوريدا "فرصة حاسمة لمحاولة إقناع ترمب باتخاذ موقف أكثر تشدداً بشأن غزة"، واشتراط نزع سلاح "حماس" قبل أن تنسحب القوات الإسرائيلية بشكل أوسع في إطار المرحلة الثانية من خطة السلام.

وصف ترمب في أكتوبر الماضي اتفاق السلام بين إسرائيل و"حماس" بأنه "فجر جديد" للمنطقة، ولكن منذ ذلك الوقت تعطلت عملية تنفيذ خطته ذات الـ20 بنداً، بسبب الموقف الإسرائيلي من الانتقال إلى المرحلة الثانية، والتي تشمل إنشاء مجلس سلام، ولجنة تكنوقراط لإدارة شؤون غزة الداخلية، وقوة استقرار دولية.

وتعرقل إسرائيل المضي قدماً إلى المرحلة الثانية، التي قد تتضمن انسحاباً أوسع من داخل غزة، فيما تواصل شن غارات داخل القطاع، رغم سريان وقف إطلاق النار.

وتصاعد التوتر مع واشنطن عندما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس نية إسرائيل إقامة مستوطنات داخل غزة، في تحد لخطة السلام الأميركية، ما دفع مسؤولين أمريكيين إلى توبيخه. وبعد يومين، كرر كاتس أن إسرائيل لن تنسحب بالكامل من القطاع.

وفي وقت سابق، وبعد اغتيال إسرائيل للقيادي في "حماس" رائد سعد في 13 ديسمبر، قال ترمب إنه "ينظر فيما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار". فيما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله لنتنياهو: "لن نسمح لكم بإفساد سمعة الرئيس ترمب بعد أن أبرم هذا الاتفاق".

وقال مستشار حكومي إسرائيلي لـ"واشنطن بوست"، إن إدارة ترمب "قد لا تكون معجبة بالموقف الإسرائيلي تجاه غزة، لكن بالنسبة لنا يجب أن يكون هناك نزع كامل للسلاح، وتدمير للأنفاق"، معتبراً أن ذلك "قد يستغرق سنوات، وبالتالي لا يمكننا الانسحاب الآن".

ويسعى نتنياهو في رحلته إلى فلوريدا لإظهار القوة والانتصار قبل انتخابات 2026، خاصة في غزة. فمنذ هجوم 7 أكتوبر 2023، يواجه انتقادات داخلية حادة بسبب الفشل الاستخباراتي والأمني.

كما يتعرض نتنياهو لضغوط من اليمين المتطرف، الذي يرى أنه "لم يفعل ما يكفي لتدمير حماس"، رغم الحرب التي قتلت أكثر من 70 ألف فلسطيني، أغلبهم نساء وأطفال، وتدمير معظم القطاع.

وقال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانيال شابيرو: "هناك احتمال لمواجهة كبيرة حول غزة، لأنها القضية الأكثر مركزية للطرفين"، مضيفاً أن "ترمب يريد إثبات أن الاتفاق الكبير الذي أبرمه يعمل فعلياً، أما نتنياهو، فهناك مخاطرة سياسية كبيرة إذا ذهب إلى الانتخابات باتفاق يبدو أن حماس ستبقى من خلاله في غزة، بشكل أو بآخر".

ضربة أخرى ضد إيران؟

وذكر التقرير أن نتنياهو سيسعى إلى الحصول على "ضوء أخضر" لتنفيذ ضربة أخرى ضد البرنامج الصاروخي الإيراني، ربما ضمن عملية مشتركة مع الولايات المتحدة، رغم أن ترمب كان قد طالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوماً في يونيو، وصرّح بأن البرنامج النووي الإيراني قد "دُمّر بالكامل" بقاذفات الشبح الأميركية.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو يريد مناقشة ما تعتبره إسرائيل "توسعاً خطيراً" في قدرات إيران الصاروخية الباليستية، وإمكانية تنفيذ ضربات مشتركة جديدة.

وفي الأسبوع الماضي، نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مقطع فيديو مولداً بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب جنباً إلى جنب يقودان قاذفة B-2 الشبحية، وهي الطائرة ذاتها التي استخدمتها الولايات المتحدة في يونيو لضرب منشآت نووية إيرانية.

لكن رغم أن إيران لا تزال أولوية لدى ترمب، فإن إدارته تحاول فتح مسار تفاوضي جديد مع طهران أولاً، وفقاً للمصادر المطلعة.

وقالت مورجان أورتيجاس، نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، أمام مجلس الأمن، خلال هذا الشهر، إن واشنطن "لا تزال مستعدة لإجراء محادثات رسمية مع إيران"، مؤكدة في الوقت ذاته أنه "لا يمكن السماح بأي تخصيب لليورانيوم".

لبنان وسوريا

وستشمل المحادثات في فلوريدا أيضاً مسألة لبنان، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على مناطق في الجنوب بشكل شبه يومي، رغم سريان اتفاق وفق إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

وتهدد الضربات الإسرائيلية على لبنان بدفع المنطقة نحو جولة جديدة من العنف خلال فترة رئاسة ترمب الثانية، في ظل استمرار الضربات الجوية واحتلال القوات الإسرائيلية مناطق في جنوب لبنان، فيما تصر على نزع سلاح "حزب الله" سريعاً.

وقال مصدر مطلع على نقاشات الإدارة الأميركية لـ"واشنطن بوست"، إن "هناك تيارات سياسية متضاربة، فهناك من يؤمن بأن إسرائيل وحدها قادرة على تغيير حسابات حزب الله.. وهناك من يخشى أن تؤدي تصرفات إسرائيل إلى انفجار الوضع ودفعه إلى فوضى أوسع".

وفي سوريا، أبدت إدارة ترمب استيائها من بعض العمليات العسكرية الإسرائيلية، والتي تعرقل جهود الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لإعادة بناء البلاد التي دمرتها سنوات من الحرب. وحذّر ترمب علناً هذا الشهر إسرائيل من القيام بأي شيء "قد يعرقل تحول سوريا إلى دولة مزدهرة".

وخلال الأشهر الماضية، بدا أن نتنياهو كثيراً ما يقوّض رواية ترمب حول نجاحه في صنع السلام بالمنطقة.

فبعد إعلان ترمب انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في الصيف، نفذت تل أبيب ضربات إضافية، ما دفع ترمب لإطلاق تحذير غاضب.

وبعد ضربة إسرائيلية استهدفت مفاوضين من "حماس" في قطر، بينما كانت محادثات السلام بشأن غزة جارية في سبتمبر، ضغط ترمب على نتنياهو للاعتذار. وكشف جاريد كوشنر، صهر ترمب، لشبكة CBS أن ترمب شعر حينها بأن الإسرائيليين "بدأوا يفقدون السيطرة"، وأن الوقت قد حان "لوقفهم".

وقال دان ديكر، رئيس "مركز القدس للشؤون العامة والسياسات"، لـ"واشنطن بوست"، إن "قمة فلوريدا طارئة، والسياق هو ضرورة تهدئة الأجواء، لأن هناك توترات بين الجانبين".

تصنيفات

قصص قد تهمك