
تزايدت مؤشرات على تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب، وإيران من جانب آخر مع انتشار سيناريوهات تصعيد محتملة في العام الجديد، فيما حذرت طهران من "رد حاسم على أي عدوان"، ما يعكس مرحلة مفتوحة على احتمالات متعددة في المشهد الإقليمي.
هذه المؤشرات ظهرت عقب المباحثات التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ولاية فلوريدا، وشهدت بحث خيارات عسكرية تجاه طهران، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
ونقل الموقع في "تقرير"، عن مسؤول أميركي ومصدرين أميركيين وصفهما بأنهما مطلعين، الأربعاء، قولهما إن نتنياهو ناقش مع ترمب خلال اجتماعهما، الاثنين، إمكانية توجيه ضربة جديدة لإيران في عام 2026، موضحين أن الطرفين لم يتفقا على جدول زمني محدد أو خطوات واضحة أو تفاهمات تفصيلية بشأن أي عمل عسكري مستقبلي.
ورأى الموقع الأميركي أن اندلاع حرب جديدة مع إيران ربما يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار منطقة تسعى إلى التهدئة بعد عامين من الأزمات.
واعتبر ترمب ونتنياهو الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران في يونيو "نجاحاً كبيراً"، في حين رأى الأخير أن توجيه ضربات إضافية ربما يكون ضرورياً لمنع طهران من إعادة بناء قدراتها.
وقال مسؤول أميركي للموقع إن "ترمب ربما يدعم جولة ثانية من الضربات إذا رأت واشنطن أن طهران تتخذ خطوات حقيقية وقابلة للتحقق لإعادة بناء برنامجها النووي"، مشيراً إلى أن "الخلاف يتركز على تعريف ما يعتبر إعادة بناء".
وذكر ترمب، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع مع نتنياهو، أنه في حال حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي فإن الولايات المتحدة "ستدمره مرة أخرى"، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه يفضل التوصل إلى "اتفاق نووي" مع طهران.
"سوء تقدير"
واستهدفت الضربات الأميركية السابقة المنشآت النووية الإيرانية فقط، بينما استهدفت إسرائيل أيضاً أصولاً عسكرية تقليدية، لا سيما الصواريخ الباليستية.
ولفت "أكسيوس" إلى أن نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين حذروا في الأسابيع الماضية، من مساعٍ إيرانية لإعادة بناء برنامج الصواريخ.
وناقش نتنياهو مع ترمب وضع البرنامج النووي الإيراني بعد مرور 6 أشهر، وطرح مخاوف إسرائيل بشأن برنامج طهران للصواريخ، كما تطرقا إلى جهود جماعة "حزب الله" في لبنان لإعادة بناء ترسانتها من الصواريخ بعيدة المدى، وفقاً للمصادر.
وعقدت واشنطن وطهران 5 جولات من المحادثات النووية قبل حرب الـ12 يوماً والتي انضمت إليها الولايات المتحدة بضرب المواقع النووية الإيرانية.
وواجهت المحادثات عقبات كبيرة، لا سيما في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي إجراءات تريد القوى الغربية القضاء عليها لتقليل خطر التسلح النووي، لكن طهران ترفض ذلك بشدة.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لـ"أكسيوس" إن أكثر السيناريوهات ترجيحاً لاندلاع حرب بين إسرائيل وإيران في المدى القريب يتمثل في سوء تقدير من أحد الطرفين، في ظل محاولات استباق هجوم محتمل.
وحذر مسؤولون إسرائيليون الإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي، من أن مناورة صاروخية للحرس الثوري الإيراني ربما تكون غطاءً لهجوم.
إيران تحذر: "العدو سيندم"
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في رسالة موجهة إلى وزراء خارجية عدة دول، الأربعاء، إن بلاده "لن تتردد في الرد بشكل حاسم على أي عدوان؛ وستجعل العدو يندم".
وصف عراقجي التهديدات الأخيرة التي أطلقها ترمب ضد إيران بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، داعياً إلى "إدانة هذه التصريحات الاستفزازية بشكل واضح وحازم من الجميع"، بحسب وكاالة "مهر" الإيرانية.
وأضاف: "التهديد باستخدام القوة ضد إيران يُعد انتهاكاً صريحاً لميثاق الأمم المتحدة، الذي يحظر أي تهديد أو استخدام للقوة ضد السلامة الإقليمية والسيادة الوطنية للدول".
وتابع أن "التهديدات الأخيرة تعكس نية الولايات المتحدة الواضحة في مواصلة عملية غير قانونية وعدوانية، ستتحمل الولايات المتحدة تبعاتها وعواقبها".
أشار عراقجي إلى "اعتراف الرئيس الأميركي الرسمي بدور بلاده المباشر في هجمات يونيو 2025 على مواطنين إيرانيين وبنية تحتية حيوية ومنشآت نووية سلمية في إيران".
وقال: "لاحظ أن هذه الأعمال تُعد مثالاً صارخاً على انتهاك جسيم للقانون الدولي، وتستوجب محاسبة المسؤولين الأميركيين المعنيين جنائياً".
وحذر من "العواقب الوخيمة للصمت إزاء هذه التهديدات والأعمال غير القانونية"، لافتاً إلى أن "خلق جو من الإفلات من العقاب شجع الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي على مواصلة سلوكياتهما العدوانية، ويُشكل تهديداً مباشراً للسلام والأمن العالميين".
وشدد عراقجي على "حق إيران الأصيل وغير القابل للطعن في الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف: "لن تتردد إيران في الرد بحزم على أي عدوان".










