قالت قوى سياسية عراقية موالية لإيران، وتضم فصائل مسلحة، إن الانتخابات التشريعية العراقية، شهدت "تلاعباً" و"احتيالاً" مشككة في "نزاهتها"، ولوّحت بـ"التصعيد"، بإعلان "استعدادها للدفاع عن الدولة والعملية السياسية" وفق قولها، فيما طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر "بضبط النفس".
يأتي ذلك غداة إعلان النتائج الأولية للانتخابات، التي رجحت الكفة للتيار الصدري في البرلمان الجديد، وتراجع تحالف "الفتح" الذي يمثل الحشد الشعبي ويضم فصائل شيعية موالية لإيران، بعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته.
وأعرب تحالف "الفتح"، الثلاثاء، عن رفضه نتائج الانتخابات، وشكك في "نزاهتها". وقال المتحدث باسمه، أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي، إن التحالف "لن يفرط في أصوات ناخبيه".
وأشار الأسدي إلى "وجود إرباك" خلال إعلان نتائج الانتخابات الأولية، داعياً المفوضية إلى تداركه، بحسب ما نقلت قناة "النجباء" العراقية.
وأضاف الأسدي: "اتفقنا مع المفوضية على إجراءات لم تتحقق على أرض الواقع"، لافتاً إلى أنه "في أغلب مراكز الاقتراع تم إخراج مراقبي الكيانات السياسية".
وأشار إلى أن "رفض التحالف لنتائج الانتخابات ليس موجهاً لأي كتلة أو جهة سياسية"، مضيفاً أن "مصادرنا داخل المفوضية أبلغتنا أن المراكز التي لم تضف أصواتها بالعد والفرز اليدوي، تصل إلى نحو مليون صوت".
ومضى قائلاً: "سنتابع الإجراءات ورقة بورقة، ولن نتنازل عن أصوات ناخبينا. ولن نقبل أي نتائج تتقاطع مع الأدلة التي نمتلكها وتثبت حقوق ناخبي الفتح"، دون تفاصيل إضافية.
وفي وقت سابق، اجتمع ممثلون عن القوى الشيعية الموالية لإيران، ومنها فيلق "بدر" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" العراقي، في منطقة الجادرية بالعاصمة بغداد، من أجل تدارس الموقف بشأن خسارتهم في الانتخابات، والخروج بموقف موحد، والذي أعلنه الأسدي خلال المؤتمر الصحافي.
وكشف مصدر مطلع لـ"الشرق" أن هذه القوى اجتمعت في مقر هادي العامري، بينما لم يحضر زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي هذا الاجتماع.
تلويح بالتصعيد
وأعربت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، عن جهوزيتها "للدفاع عن الدولة والعملية السياسية من أجل حفظ كرامة الشعب وسيادة العراق".
وتضم الهيئة عدة فصائل مسلحة، منها "كتائب حزب الله" العراقي، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"حركة النجباء"، وفيلق "بدر".
وقالت الهيئة في بيان: "على ضوء ما حصل من تطورات خطيرة، تمثلت بالتلاعب في نتائج الانتخابات، وظهور الأدلة المتضافرة بـ(فبركتها)، يوضح بجلاء فشل وعدم أهلية عمل مفوضية الانتخابات الحالية، وبطلان ما تم إصداره من نتائج".
وأضاف البيان أن "المقاومة التي نذرت نفسها للعراق وسيادته، لا يمكن أن تتهاون مع المشاريع الخبيثة التي تسعى إلى دمج أو إلغاء الحشد الشعبي، والتي لا تصب إلا في خدمة الاحتلال الأميركي".
وفي وقت سابق، قال الإطار التنسيقي لقوى شيعية، يضم خصوصاً تحالف "الفتح" وائتلاف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، في بيان: "نعلن طعننا بما أعلن من نتائج، وعدم قبولنا بها، وسنتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين".
ووفقاً لما نقله تلفزيون "العهد" العراقي، فإن العامري شدد على رفضه نتائج الانتخابات التي وصفها بأنها "مفبركة"، قائلاً إننا لن نقبل بهذه النتائج المفبركة، مهما كان الثمن".
وأعلن أبو علي العسكري المتحدث باسم "كتائب حزب الله" العراقي، إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً في بيان، أن "ما حصل في الانتخابات يمثل "أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث".
وأضاف: "الإخوة في الحشد الشعبي هم المستهدفون الأساسيون، وقد دفع عربون ذبحهم إلى من يريد مقاعد في مجلس النواب، وعليهم أن يحزموا أمرهم، وأن يستعدوا للدفاع عن كيانهم المقدس".
في غضون ذلك، رفعت الحكومة العراقية من حالة التأهب في "المنطقة الخضراء"، ومبنى مفوضية الانتخابات داخل المنطقة الخضراء تحسباً لأي طارئ.
الصدر يطالب بضبط النفس
في المقابل، حذر مقتدى الصدر في بيان على تويتر من أن الخلافات السياسية على صناديق الاقتراع، وتأخر إعلان النتائج سيضر الشعب لا الكتل السياسية، داعياً الجميع إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى "ما لا تحمد عقباه".
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات، الثلاثاء، أن نتائج الانتخابات التشريعية جاءت متطابقة بنسبة 100%، بعد إجراء المطابقة بين النتائج الإلكترونية والفرز اليدوي في مراكز الاقتراع.
وقال رئيس المفوضية جليل عدنان، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة بغداد، إن مجلس المفوضية صادق على نتائج المحطات للفرز اليدوي وقرَّر الإعلان عنها، مشيراً إلى أن هذا القرار خاضع للطعن خلال 3 أيام من الإعلان عنه.
وشدَّد عدنان على أن هذا الإعلان يُعد إعلاناً أولياً، وليس نهائياً لوجود 3681 محطة لم تصل نتائجها، لافتاً إلى أن عملية العد والفرز اليدوي لغرض المطابقة مستمرة، بواقع محطة واحدة في كل مركز انتخابي.
مؤشرات أولية
وكانت مصادر قالت لـ"الشرق"، إن المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات العراقية، تظهر تقدم التيار الصدري، في حين أعلن مدير مكتب مقتدى الصدر، حصول التيار على 73 مقعداً من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغ 329 مقعداً.
وبحسب المؤشرات الأولية للنتائج، فقد حصدت كتلة "تقدم" السنية برئاسة محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان الحالي، المركز الثاني بواقع نحو 38 مقعداً، تليها كتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي "ائتلاف دولة القانون"، التي حصدت 37 مقعداً.
ويرى خبراء أن توزع مقاعد البرلمان سيؤدي إلى غياب أغلبية واضحة، الأمر الذي سيرغم الكتل إلى التفاوض لعقد تحالفات.
وشهدت هذه الانتخابات وهي الخامسة منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، بعد الغزو الأميركي، نسبة مقاطعة غير مسبوقة، إذ شارك فيها نحو 41% فقط.
اقرأ أيضاً: