
حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، من "انفجار داخلي" في إثيوبيا ينسحب تأثيره على المنطقة ما لم يتم التفاوض على حل للأزمة بين الحكومة وقوات إقليم تيجراي.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن، إن عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين "سيؤدي إلى انفجار إثيوبيا من الداخل، وسيكون لذلك تداعيات على دول أخرى في المنطقة، وهو أمر كارثي بالنسبة إلى الشعب الإثيوبي وبلدان المنطقة".
وكان بلينكن قال الأربعاء، إنه يعتقد أن جميع الأطراف ترى مخاطر إطالة أمد الصراع في إثيوبيا، محذراً من أن "لا حل عسكرياً" للنزاع بين الطرفين.
وأعرب بلينكن عن أمله في أن تفضي الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي في منطقة القرن الإفريقي أولوسيجون أوباسانجو إلى نتيجة تضع حداً للحرب.
وتابع: "هناك فرصة يحدوني الأمل في أن يغتنمها الجميع، بالجلوس ووقف ما يجري على الأرض، وفي نهاية المطاف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإتاحة الوصول للمساعدات الإنسانية، ومع الوقت التفاوض على حل سياسي أكثر استدامة".
ومن المقرر أن يجري بلينكن الأسبوع المقبل أولى رحلاته إلى إفريقيا، التي ستركز على الأزمة في كل من إثيوبيا والسودان. وستشمل الجولة كينيا ونيجيريا والسنغال.
شروط الحوار
يأتي ذلك في وقت حددت الحكومة الإثيوبية شروطها للتفاوض مع مقاتلي إقليم تيجراي، بما يشمل وقف الهجمات، وانسحاب المقاتلين من منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين لتيجراي، واعترافهم بشرعية الحكومة الفيدرالية برئاسة آبي أحمد.
وكان الناطق باسم "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" غيتاتشو رضا، قال إن الانسحاب من أمهرة وعفر قبل المحادثات "غير مطروح إطلاقاً".
وكثف المبعوثون الدبلوماسيون في الأيام الأخيرة جهودهم لوقف تصاعد العنف، بما في ذلك زيارة أجراها المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، إلى إثيوبيا.
وفي الأيام الأخيرة، اقترب مقاتلو تيجراي من العاصمة أديس أبابا بعدما حققوا مكاسب في الإقليم، وانضموا إلى جماعات مسلحة أخرى، هي قوات إقليم أورومو التي تقاتل أيضاً ضد الحكومة المركزية.
وقالت "جبهة تحرير تيجراي" إن هدفها ليس السيطرة على العاصمة أديس أبابا، بل التأكد من أن آبي أحمد "لا يشكل تهديداً لشعبنا"، وإنه في حال لم يرحل، فالمتمردون سيسيطرون "بالطبع" على المدينة.
في المقابل، يقول آبي أحمد إن حكومته "ذات سيادة ومنتخبة ديمقراطياً، ومستعدة للعمل بشكل بنّاء مع الأصدقاء".
سنة على الحرب
ويشهد شمال إثيوبيا قتالاً عنيفاً منذ 4 نوفمبر 2020، حين أرسل آبي أحمد الجيش إلى إقليم تيجراي للقضاء على السلطات الإقليمية بقيادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" التي اتهمها بتدبير هجمات على معسكرات للجيش.
وأعلن آبي أحمد انتصاره في 28 نوفمبر. لكنه في يونيو، استعاد مقاتلو "الجبهة" معظم مناطق تيجراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
ويتزايد الضغط على آبي أحمد مع إعلان تحالف مؤلف من 9 فصائل مناهضة للحكومة الإثيوبية، أنه يعتزم حل الحكومة سواء بالقوة أو المفاوضات، ثم تشكيل حكومة انتقالية.
اقرأ أيضاً: