تظاهر آلاف الإيرانيين من محافظة أصفهان، وسط إيران، الجمعة، احتجاجاً على شحّ المياه، وجفاف نهر رئيسي في المدينة، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي، في حين ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، بقطع الإنترنت في أماكن الاحتجاجات.
وقال مراسل القناة، وهو يتحدث مباشرة من قرب مكان التجمع في مجرى النهر الجاف، إن "آلاف الأشخاص من أصفهان، مزارعون من غرب المحافظة وشرقها، تجمّعوا في مجرى نهر زاينده رود، مع مطلب أساسي يتمثل في إعادة جريان مياهه".
وردد المحتجون شعارات عدة منها "مياه النهر تتعرض للنهب منذ عشرين عاماً"، و"على المياه أن تعود إلى مجاري زاينده رود"، وفق ما عرض التلفزيون.
وأصفهان هي ثالث كبرى مدن إيران، ويقطنها نحو مليوني نسمة، وتتضمن ساحة "نقش جهان" (رسم العالم) المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو".
وسبق لمسؤولين إيرانيين أن شكوا خلال أشهر الصيف من معاناة البلاد من جفاف حاد يعود بشكل أساسي لشح التساقطات.
وكانت محافظة خوزستان (جنوب غرب)، الغنية بالنفط، والحدودية مع العراق، شهدت في يوليو، احتجاجات واسعة، على خلفية الشح في المياه، سقط خلالها أربعة أشخاص على الأقل، وفق ما أفادت حينها وسائل إعلام رسمية.
وعود بلا نتيجة
ونظّم المزارعون سلسلة احتجاجات، بدءاً من التاسع من نوفمبر، احتجاجاً على توقف مياه النهر لأسباب عدة منها الجفاف، إلا أن التجمع، الجمعة، كان الأضخم من حيث حجم المشاركة.
وكان النهر يعد نقطة استقطاب في أصفهان، خصوصاً لعبوره أسفل "سي وسه بُل"، (جسر الثلاثة والثلاثين) التراثي. إلا أن مياه النهر انقطعت منذ نحو عقدين من الزمن، باستثناء فترات وجيزة في مراحل مختلفة، حين يتم فتح بوابات سد "نكو آباد".
ومنذ أعوام، يشكو سكان أصفهان من تحويل مياه النهر أيضاً إلى محافظة يزد المجاورة، ووعد مسؤولون بالعمل على حل المشاكل التي تثير احتجاجات أهل المحافظة.
وقال نائب رئيس الجمهورية محمد مخبر، للتلفزيون الرسمي، الجمعة، "طلبت من وزارتي الطاقة والزراعة اتخاذ إجراءات فورية لإدارة المسألة"، مشدداً على أن الحكومة "تبحث جدياً عن حل للمشكلة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة".
اعتذار
من جهته، تقدم وزير الطاقة علي أكبر محرابيان بـ "اعتذار لكل المزارعين الأعزاء لأننا غير قادرين على توفير المياه لمحاصيلهم"، وتابع: "نأمل في التمكن من معالجة هذه الثغرات خلال الأشهر المقبلة".
وأشار إلى أنه تم تكليف "وزارتي الصناعة والزراعة بالعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الطاقة للحد من الأضرار التي تعرض لها بعض المزارعين للأسف".
وكان الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي تولى مهامه، في أغسطس، وعد في 11 نوفمبر، بالعمل لحل مشاكل المياه في محافظات وسط إيران، أصفهان ويزد وسمنان.